أين أصبحت كرة القدم خارج أوروبا؟ أميركا الجنوبية ابتعدت والهوّة ازدادت
خاص هنا لبنان – كتابة موسى الخوري:
توّج بالميراس للمرة الثانية على التوالي بكأس ليبرتادوريس بعد فوزه على مواطنه فلامنغو بعد وقت إضافي خلال النهائي الذي أجري على ملعب سينتيناريو الأسطوري في عاصمة الأوروغواي مونتيفيديو.
هذا الخبر لم يكن يمرّ مرور الكرام ما قبل الثمانينات من القرن الماضي، إذ كانت كرة القدم في أميركا الجنوبية تنافس أوروبا على كل الصعد، إن على مستوى الأندية أو البطولات أو الجوائز الفردية. فمن كان يتابع تلك الحقبة يذكر جيدًا مدى أهمية بطولة كأس ليبرتادوريس والتغطية التي كانت تحظى بها خصوصًا مبارياتها النهائية التي كانت تجمع أعرق أندية القارة أكانوا من البرازيل أو الأرجنتين أو الأوروغواي أو حتى كولومبيا والتشيلي ونجوم تلك الفرق الذين كانوا يتمتعون بخامات ومواهب تجعلهم من الأفضل على مستوى العالم. ومن تابع تلك الأيام يتذكر فلامنغو وبالميراس وسانتوس البرازيليين وريفر بلايت وأنديبيندينتي الأرجنتينيين وناشيونال مونتيفيديو من الأوروغواي وكولو كولو التشيلي وناشيونال ميديين الكولومبي. وعلى ذكر تلك الأندية نتذكر النجوم الكبار الذين زينوا ملاعب أميركا الجنوبية بمواهبهم وفنياتهم العالية أمثال زيكو وسقراط (البرازيل) وريكاردو بوكيني (الأرجنتين) وإنزو فرانشيسكولي (الأوروغواي) وكارلوس فالديراما (كولومبيا) وغيرهم من الذين أغنوا لعبة كرة القدم على كل المستويات.
هل اختفت المواهب من تلك القارة؟ طبعًا لا، فما زال الكثير من اللاعبين الموهوبين يتخرجون من مدارس تلك الأندية التي تعشق كرة القدم والتي تعد الخزان الحيوي والأساسي للأندية الأوروبية. ولمن يسأل عن تفضيل اللاعبين للأندية الأوروبية على أندية بلادهم فالجواب معروف؛ إنه الفرق الشاسع بالإمكانات المادية. فأندية أوروبا تملك المال والتغطية الإعلامية والخطط التسويقية لجلب أفضل المواهب واستقطابها بغية خوض غمار بطولات الأضواء.
وبالرغم من ولع وعشق جماهير أميركا الجنوبية كرة القدم إلى حد الجنون، تبقى الإمكانات المادية العائق الأساسي لبقاء النجوم هناك وبالتالي تطور مستوى الأندية وتمكينها من مقارعة أندية أوروبا.
وإذا نظرنا بعمق أكثر، ندرك أن هناك مجموعة عوامل تساعد في توسيع الفارق بين الأوروبيين وغيرهم. فبالإضافة إلى العامل المادي، لا يمكن أن نغفل مجموعة أمور أهمها قانون بوسمان في منتصف تسعينات القرن الماضي الذي قضى باعتبار أي لاعب يحمل جواز سفر دولة منتمية إلى الإتحاد الأوروبي لاعبًا محليًّا وليس أجنبيًّا، مما سهّل في عملية استقطاب نجوم من خارج القارة العجوز وبالتالي فرّغ أندية أميركا الجنوبية من نجومها البارزين الذين ما إن يبلغوا سن الرشد حتى يبدأوا بالتحضير للهجرة من أنديتهم إلى الفرق الأوروبية حيث المال والأضواء والشهرة.
ولا ننسى أيضًا موضوع التسويق الذي يتقنه الأوروبيون خير إتقان مما يجعل مداخيل أنديتهم أكبر بكثير من منافسيهم في أميركا الجنوبية وذلك بالرغم من الضائقة الاقتصادية العالمية التي لم توفر كرة القدم من شرها.
ولا ننسى أيضًا الكشافين الأوروبيين الذين ينشطون في أمريكا الجنوبية على كل الصعد من أجل رصد المواهب واستقطابها إلى الأندية القادرة على تأمين مستقبل جيد لكل لاعب يحترف في صفوفها.
إذًا كرة القدم في أوروبا سبقت كل منافسيها، وهذا الأمر انعكس على مسابقة كأس العالم التي ما زالت تنتظر منذ العام ٢٠٠٦ لتشهد على تتويج منتخب من خارج أوروبا بالبطولة الأكبر والأغلى عالميًا، وما على البقية سوى انتظار أمر ما لتغيير المعادلة.
مواضيع مماثلة للكاتب:
غارات صور.. ماذا كشف الجيش الإسرائيلي عن وحدة “عزيز”؟ | “غوغل” يحتفل باستقلال لبنان | إصابة 4 جنود إيطاليين في “اليونيفيل” جنوبي لبنان |