من يحرك السوق السوداء أيام العطل ومنتصف الليالي؟!
تقبّل المواطن اللبناني فكرة ان سعر صرف الدولار في السوق السوداء يتراوح ما بين ٨٠٠٠ ل.ل. و٨٥٠٠، انما عمليا ومن خلال مصروفه فينطبق عليه المثل الشائع “لعم ياكل العصي مش متل لعم يعدها”. فباتت هناك اجور موظفين لا تكفي ثمن شراء قطعة ثياب او حتى الدخول الى السوبر ماركت.
لا تتوقف عن العمل
انطلاقا من هذا الواقع المرير الذي نعيشه جزم مصدر اقتصادي ان تسعيرة الدولار في السوق السوداء غير مرتبطة باي امر واقعي له علاقة بعملية تسعير سعر الصرف.
ويلاحظ ان تطبيقات تحديد سعر الصرف لا تتوقف عن العمل 24/24 من ضمنها ايام الاحاد والاعياد والعطل الرسمية، حيث تسجل ارتفاعا دون معرفة الاسباب في ظل غياب التداول.
مجموعة قراصنة
وقال المصدر لوكالة “اخبار اليوم”، هذا دليل على ان من يتحكم بالسوق هم مجموعة قراصنة “مشكلين” بين صرافين وتجار وسياسيين، حيث المنطق المالي يقول انه خلال الفترة التي سبقت الاعياد كان هناك حاجة للدولار “الطازج” من اجل تحويله الى الخارج لاستيراد متطلبات الاسواق بمناسبة الاعياد، مع العلم ان اموال المغتربين لم تظهر لانهم لم يأتوا لتمضية عطلة الاعياد ككل عام.
وهنا سأل المصدر ما سبب تجاوز سعر الصرف في السوق السوداء الـ ٨٥٠٠ ل.ل. على عكس لحظة وصول الرئيس المكلف سعد الحريري الى بعبدا للقاء رئيس الجمهورية العماد ميشال عون يوم الاستشارات النيابية حيث سجل انخفاضا ملحوظا ولامس الـ ٧٦٠٠ ، فهل تم شراء مبالغ كبيرة من الدولار في السوق السوداء، ليعود ويرتفع في اليوم التالي من خلال لعبة قامت بها هذه العصابة كي تستفيد؟!
واستغرب المصدر عدم وصول سعر صرف الدولار في السوق السوداء الى ١٢٠٠٠ او ١٥٠٠٠ ل.ل. معتبرا ان مكونات صمود البلد غير متوفرة من الامن الى المال وصولا الى الصحة…
الترويج للشائعات
من جهته، شرح الخبير الاقتصادي وليد ابو سليمان ان ما يحصل على مستوى سعر الصرف هو لعبة صرافين، حيث هؤلاء يروّجون لشائعات قد تتناول تعثر تأليف الحكومة وانعكاسات الوضع السيء، من اجل التخلص من دولارات اشتروها على سعر منخفض، وحين يريدون الشراء مجددا، يروجون لشائعات معاكسة ، معتبرا ان هؤلاء يحركون ويتحكمون بالتطبيقات الالكترونية حول السوق السوداء، مشيرا الى ان غياب التنظيم هو سبب هذه الحركة صعودا وهبوطا.
وردا على سؤال، رأى ابو سليمان ان كل المؤشرات لا تبشّر بان سعر صرف الدولار سيتجه نحو الانخفاض، ولكن حين يتحدث حاكم مصرف لبنان رياض سلامة عن مبلغ ملياري دور يمكن من خلاله دعم السلع الاساسية والغذائية فان الوضع يكون مختلفا عما يتردد عن ان ما تبقى من الاحتياطي لا يتجاوز الـ 600 مليون دولار، وبالتالي ليس هناك اي مبرر لمزيد من الارتفاع في سعر صرف الدولار.
دور الاجهزة الامنية
وكيف يمكن ضبط الوضع؟ اجاب: انها السوق السوداء غير الخاضعة لاي قانون او اي نظام ولا يمكن السيطرة عليها، لافتا الى انها ايضا خارج نطاق مصرف لبنان الذي لا يستطيع ان يؤثر في السوق السوداء ، وبالتالي يفترض بالاجهزة الامنية ان تتحرك.
مواضيع ذات صلة :
الدولار قرب أعلى مستوى في 13 شهراً | الدولار يتجه لتسجيل مكاسب شهرية | الدولار يستقر |