الثأر والترويض شريعة “المقاوم” … كرم لـ “هنا لبنان”: عندما تُسدُّ أبواب الاحتيال على المؤسسات يلجأ الحزب إلى العنف
كتب طوني سكر لـ”هنا لبنان”:
كان يا مكان في قديم الزمان، دولة تقع على الحوض الشرقي للبحر المتوسط قيل عنها “سويسرا الشرق” وعلى أسوارها سقط العديد من الاحتلالات. يحكى أنه في ربيع العام ٢٠٠٥ رحل المحتل الغريب وحل محله المحتل القريب، فذهب “الردع” وأطل “المقاوم” حامي عرض العرب وسائر المشرق حتى بلاد الفرس… حامي فلسطين والقسطنطينية… له صولات وجولات من البطولة والتحرير، أولها في 7 أيار يوم بداية اغتصاب وإخضاع السلطة والدولة البنانية بقوّة السلاح، إلى اغتيال “الطيار المعادي” سامر حنا، مروراً بقمصان سود هنا وهناك في شويّا وخلدة وعين الرمانة وبدارو، أضف إلى كل ذلك انتخاب الحليف “الأقوى” رئيساً لـ “مقاطعة لبنان” بقوة فرض ديمقراطية الفراغ والتفريغ… بطولات أهم فصولها تصدير ثقافة المخدر والتخدير عبر شبك أهمّ العلاقات التجارية من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب عبر تصدير أجود الأصناف…
آخر فصول بطولات “المقاوم” فرض شريعة “الثأر”، لأنّ القضاء “فاسد ومسيس”… ولأنه غير مطواع… ففي جمهورية “حامي الأمة” و”جامع الشرائط” لا مكان للتمرد بل للخنوع والخضوع… والأهم الترويض والتأديب…
وعن رأيه بهذا “المقاوم” كان لموقع “هنا لبنان” حديث مع أمين سر تكتل الجمهورية القوية النائب السابق الدكتور فادي كرم، للوقوف على رأيه بشريعة “الثأر” المستجدة، بحيث اعتبر “أن هذا الكلام ليس بمستغرب، لأن سياسة حزب الله واضحة منذ سنوات، وهي اللجوء إلى العنف لحظة انسداد محاولات الاحتيال التي يستعملونها بالسياسة وبالإجراءات داخل الدولة ومؤسساتها وأجهزتها، ففي كل مرة تغلق أمامهم هذه الأبواب يذهبون بعدها إلى العنف والتهديد بمنطق متخلف، واليوم هذه التهديدات هي استكمال لغزوة عين الرمانة، فعند غزوتهم لعين الرمانة كان هدفهم فرض شروطهم بالقوة وسقطت هذه المحاولة، واليوم يحاولون بطريقة ما اللجوء إلى التهديدات للضغط على بعض القضاة والأجهزة في الدولة اللبنانية للانصياع لإرشاداتهم وتعاليمهم والانتقام من كل معارضيهم وخاصة القوات اللبنانية، فهذه المحاولة واضحة بهذا الاتجاه ولكن ستسقط، فكل محاولاتهم مصيرها الفشل لأنها محاولات خاطئة، ولن تسود هذه اللغة وهذه السياسة وهذه المفاهيم على الشعب اللبناني، ومعروف أن الشعب اللبناني وخاصة القوات اللبنانية تاريخهم ناصع بالنضالات ومقاومة الاحتلالات ومقاومة تغيير لبنان عبر الصمود، وعليه إن القوات ستصمد بل ستنتصر في نهاية المطاف هي والشعب اللبناني”.
وعن استقالة الوزير جورج قرداحي وموقف حزب الله المتغير لناحية قبوله بالاستقالة بعد أن كان معارضاً لها، ومدى ارتباط ذلك بتحسين موقف إيران في مفاوضات ڤيينا اعتبر كرم “أن قرداحي كان واضحًا لناحية استعداده لتقديم الاستقالة بناءً على طلب حزب الله ومن خلفه مرجعيته السياسية، ولكن الحزب حاول عبر الاستقالة شراء الوقت والامتيازات من الخارج عله ينقذ نفسه من بعض الملفات اللبنانية الداخلية، وذلك بعدما انسدّ الأفق أمامه، فلم يعد لديه وحلفائه أيّ مقدرة على الاستمرار، من هذا المنطلق عمد الحزب إلى أخذنا كشعب لبناني رهينة، وبذلك يحصلون على بعض التسهيلات من قبل الخليج ومن قبل الدول الكبرى، ومن هذا المنطلق قدموا الاستقالة على أبواب زيارة الرئيس ماكرون إلى السعودية، علهم يتمكنون من تخفيف الضغط الكبير الواقع على رأسهم نتيجة أعمالهم وخطاياهم وتصرفاتهم، وإذا نجحوا بذلك استطاعوا تخفيف هذه الضغوط الكبرى، ربما بعدها يتمكنون من العودة إلى الملفات الداخلية كملف الإطاحة بالمحقق العدلي في جريمة المرفأ، وصولاً إلى إعادة فتح وفبركة ملفات القوات وغيرها كملف أحداث عين الرمانة أو غيرها من القضايا، بالإضافة إلى تطيير حق المغتربين اللبنانيين المهجرين قسرًا من الانتخاب في الدوائر الـ ١٥ وحصر صوتهم بدائرة واحدة لا تؤثر في تقرير المصير ولا في هوية لبنان السياسية، فكل هذا مرتبط ببعضه البعض، وحزب الله ينتظر مجرى الأمور في مفاوضات ڤيينا عله يتمكن من فك الضغط الواقع فيه”.
وعن إمكانية حدوث اتفاق بين الرئيس ميقاتي والحزب على استقالة القرداحي مقابل إزاحة القاضي بيطار قال :”إن الرئيس ميقاتي يحاول دائماً تحريك عجلة الحكومة والرجوع إلى انعقاد مجلس الوزراء لأن هذا هو مشروعه، إذ أنه عندما أتى إلى رئاسة الحكومة أتى بهذه المهمة، وأتى باعتبار أنّ لديه برنامج ما للوصول إلى الانتخابات النيابية وحل بعض الملفات من هنا وهناك حتى الانتخابات النيابية. هذه نيته ويرى أنه إذا تمكن من حلحلة ملف القاضي بيطار والملف الخارجي مع الخليج ربما بذلك يتمكن ويعاود الانطلاق بمهمته، وإذا لم يتمكن من ذلك تبقى مهمته مجمدة ويكون بذلك فشل بمهمته”.
مواضيع ذات صلة :
عويدات وبيطار وعبود… و”التخبيص” | هيستيريا قضائية… من “يفجّر” التحقيق في جريمة 4 آب؟ | لعيون موقوفي “التيّار”… “منِقبَع” القاضي بيطار! |