“البطاقة التمويلية” تربك اللبنانيين.. فهل تصبح استثمارًا انتخابيًّا؟

كتبت يارا الهندي لـ “هنا لبنان” :

مع توسع حزام الفقر ليشمل مليونين وثلاثمة ألف شخص في لبنان حسب تقرير البنك الدولي، تصبح الحاجة لتفعيل البطاقة التمويلية في لبنان، بأمسّها. فبعد انتظار عامين لإنجاز داتا البطاقة، والتأخير الذي طرأ على اطلاقها، أطلقت الحكومة منصة دعم الحماية الاجتماعية من خلال مساعدة العائلات الأكثر فقراً.

لكن أسئلة عدة تُطرح في هذا السياق عن مصير هذه البطاقة، ومصير العوائل الأكثر حاجة إليها، في ظل الغلاء المعيشي الفاحش الذي يقرع أبواب معظم العائلات اللبنانية.

الاستفادة من البطاقة التمويلية تبدأ في شهر آذار 2022 المقبل، ومن هنا تتخوف المصادر لـ “هنا لبنان” من أن تصبح هذه البطاقة التمويلية بطاقةً انتخابية، لا سيما وأنّ البلاد تكون قد أصبحت على أبواب الانتخابات النيابية إذا لم يطرأ عليها أي تعديل.

فالخطة ستطال 150 ألف عائلةٍ لبنانيةٍ بمساعدة لا تتخطى 20 دولارًا للفرد، في حين تشير الدراسات إلى أكثر من 400 ألف عائلة لبنانية باتت ترزح تحت خط الفقر.

إلى ذلك ثغرات عدة تشوب هذه البطاقة في ظل جنون الأسعار وارتفاع الدولار، حيث يصبح المبلغ المرصود غير كافٍ للفرد. وتساءلت المصادر ما إذا كان المبلغ المرصود للعائلات سيكفي، إذ أن نسب الفقر عبر التقارير الدولية تتحدث عما يفوق الـ80% من اللبنانيين باتوا فقراء؟

التسجيل على منصة دعم الحماية الاجتماعية سيستمر لمدة شهرين لتبدأ بعدها عملية اختيار المستفيدين. فإلى جانب الثغرات المذكورة، قد يواجه اللبنانيون مشكلة الشفافية في آلية التسجيل عبر هذه المنصة والتوزيع، حيث تلفت المصادر لموقعنا إلى أن ملء استمارة البطاقة التمويلية معقد أكثر من تأمين الأموال والدفع.

في غضون ذلك، أربكت تسميات البرامج اللبنانيين، الذين سارعوا للتساؤل عن كيفية التسجيل للحصول على المساعدات، وأيُّ برامج تشملهم. والخلاصة أن منصة التسجيل غير محصورة ببرنامج “دعم”، بل يشمل برنامج البطاقة التمويلية أيضاً. وبذلك يصبح بإمكان وزارة الشؤون حصر المستفيدين من البرامج ومنع استفادتهم من برامج أخرى، وبالتالي حصولهم على أكثر من مساعدة.

وعليه، لا يجدر بالمواطنين الارتباك بكثرة أسماء البرامج التي تصب كلها في هدف واحد، إنما الدخول إلى الرابط الإلكتروني وتعبئة البيانات المطلوبة والانتظار!

للدخول إلى المنصة والتسجيل: إضغط هنا

مواضيع مماثلة للكاتب:

ميقاتي وصفقة المليار يورو… على “ظهر اللبنانيين”

قنبلة الذوق الحراري: مواد كيميائية تنذر بكارثة جديدة في لبنان!

“دورة خفراء في الجمارك” تثير الجدل مجددًا… فهل يتم إقصاء المسيحيين من وظائف الدولة؟