فنادق ومطاعم ومحال تجاريّة تودّع بيروت… هل تنفرج في الأعياد؟
كتبت فانيسا مرعي لـ “هنا لبنان” :
يثابر أبناء بيروت وأصحاب الفنادق والمطاعم والمحال التجاريّة فيها على إعادة الحياة للمدينة التي لطالما كانت تعجّ بالسّياح واللبنانيّين قبل أن تضرب الأزمات المتتالية الحركة فيها. التّعويل اليوم، وفق مقولة “اشتدّي أزمة تنفرجي”، هو على أن تنبض العاصمة بالحياة من جديد، بعدما عانته، لاسيّما أن عيدَيْ الميلاد المجيد ورأس السنة باتا على الأبواب، إلاّ أنّ المؤشّرات حتى السّاعة لا تعكس تفاؤلاً كبيراً لجهة الإقبال الكثيف على زيارة العاصمة، فالمشهد يمكن أن يظهر من خلال وضع القطاعات في المدينة.
“من المفترض أن يكون الوضع أفضل ممّا هو عليه اليوم”، يؤكد بأسف، رئيس اتحاد النقابات السياحيّة ونقيب أصحاب الفنادق بيار الأشقر، الذي يكشف لـ”هنا لبنان” أن نسبة الحجوزات الحاليّة في فنادق بيروت لم تصل حتّى إلى 40%، بينما كانت تبلغ في الفترة نفسها من الأعوام الماضية 70%.
ويشير الأشقر إلى “وجود 6000 غرفة حالياً في مجمل فنادق العاصمة بعدما أصبحت 2000 غرفة خارج الخدمة، نظراً إلى أن قسماً كبيراً من الفنادق لا تزال أبوابُها مقفلة نتيجة انفجار المرفأ والأزمات التي توالت. عدا عن أنّ أكثر من 40% من الموظّفين أصبحوا خارج القطاع”.
لمحة شاملة عمّا حلّ بالعاصمة كافية للتّعبير عن حالها. فبيروت التي فازت في العام 2016 بلقب أفضل مدينة عالمية للطعام، والتي “تحتضن” معظم المطاعم والمقاهي والملاهي والباتيسري، “شهدت خلال السنتين الماضيتين إقفال نحو 3500 من هذه المؤسّسات، من أصل إقفال ما يقارب 5000 مؤسسة في لبنان تندرج ضمن هذا القطاع، وذلك بسبب إجراءات فيروس “كورونا” والأوضاع الماليّة وانفجار المرفأ. لذا، فإنّ أكثر من 90 ألف موظفٍ خسروا أعمالهم”، بحسب نائب رئيس نقابة أصحاب المطاعم والمقاهي والملاهي والباتيسري خالد نزهة.
وفي الإطار، يشكو نزهة من “التراجع الحادّ في عمل مؤسسات القطاع، ما يسبّب انهيارها واحدة تلو الأخرى ومغادرتها البلاد”. إلاّ أنه لا يزال، في الوقت نفسه، يعوّل على الانعكاس الإيجابي الذي يمكن أن يُحدثه مجيء اللبنانيّين والسّياح إلى لبنان خلال الأعياد.
ويوضح أنّ الأرباح التي تُحقَّق في هذه المؤسسات بسيطة جداً، لأنّ الجزء الأكبر منها يُدفع على رواتب الموظّفين ولشراء المازوت والمواد المستوردة، واصفاً ارتفاع كلفة تشغيل المولّدات الكهربائية بـ”الضربة الكبرى” للقطاع.
وعلى الرّغم من التشديد على أن الوضع لا يحتمل إقفال البلد تفادياً لموجة جديدة من فيروس كورونا، إلّا أن المطاعم والمقاهي والملاهي ستتّخذ في المقابل إجراءات وقائية، كوجوب إبراز البطاقة التي تُبيّن تلقّي الزبون اللّقاح والحفاظ على التباعد الاجتماعي…
تراجع الإقبال على المدينة له تداعيات قاسية على القطاع التجاري بدوره، فالأجواء التي اعتادت أن تشهدها بيروت في فترة الأعياد مغايرة هذا العام، حتّى أن التنافس على زينة المحال لم يعد موجوداً كالسابق، فلا إمكانات لأصحابها لذلك.
وهنا يعلن الأمين العام للهيئات الاقتصادية في لبنان ورئيس جمعية تجّار بيروت نقولا شماس لـ”هنا لبنان”، أن “القطاع التجاري يعاني منذ سنوات، ولكنّ العام 2020 شكّل الكابوس الأكبر، فقد حمل تحدّيات كثيرة بدءاً من تداعيات الأزمة المالية والنقدية التي ترافقت مع الإقفال بسبب فيروس كورونا، بالإضافة الى انفجار المرفأ الذي دمّر عدداً من المؤسسات التجارية في بيروت”. ويلفت إلى أن “الأضرار والخسائر التجارية الناجمة من الانفجار بلغت نحو 3 مليار دولار”.
اليوم، الوضع لم يتحسّن… إذ خسرت العاصمة 50% من المؤسّسات والمحال التجاريّة التي كانت موجودة فيها قبل ثلاث سنوات. وبالتالي، فإن حوالي 40% من الموظّفين باتوا خارج القطاع التجاري كلياً أو جزئياً.
ولعدم الاستمرار في خسارة المؤسسات، يحذّر شماس من “تحرير سعر المازوت، لأنّه سيؤدّي إلى الإطاحة بمئات لا بل آلاف المحال التجاريّة في لبنان”، مطالباً من جهة أخرى، بأن تلحظ الخطّة الإنقاذية والمساعدات التي قد تأتي من الخارج، القطاع الخاص من خلال تخصيص جزء من الأموال للاستثمار في القطاعات الإنتاجية.
مواضيع مماثلة للكاتب:
دور الحضانة أمام مفترق طرق… ومستوى خدماتها مهدّد | أزمة القمح تهدّد الأمن الغذائي… هل تُصبح تسعيرة الخبز يوميّة؟ | موسم التزلّج يتأرجح بين الأبيض والأسود |