أيّها اللّبنانيّ الآن أصبح صوتك مسموعاً!
كتبت رنا الأمين لـ “هنا لبنان”:
“مرحبا عم بحكيك من مكتب فلان.. رح تعطي صوتك لـ… بتحب تكون معنا بالحملة؟”…
أيّها اللّبنانيّ هل بدأت تنهال عليك هذه الاتّصالات؟
بالطبع فنحن على أبواب “الموسم”!
أولئك الّذين لم يسمعوا صوتك يومًا وما همّتهم صرخاتك، الذين حاولوا إسكات صوتك في ساحات 17 تشرين عندما صرخت مطالبًا بحقوقك وبسقوطهم فواجهوك بخراطيم المياه والقنابل المسيّلة للدّموع وبرصاصهم المطّاطيّ، الّذين تجاهلوا صرخاتك عندما وقفت في طوابير الذلّ لساعاتٍ وأيّامٍ أمام محطّات المحروقات، الّذين ما رفّ لهم جفنٌ عندما رحتَ تتنقّل من صيدليّةٍ إلى أخرى بحثًا عن دواءٍ مقطوع وعلبة حليبٍ وكيسٍ من الحفاضات، الّذين لم يكترثوا عندما انهارت الليرة وأصبح معاشك عبارةً عن بضعة “قروشٍ” لا تكفيك لتشتري خبزك كفاف يومك، الذين أداروا “الأذن الطرشاء” لكلّ الصرخات الّتي تعالت بعد الغلاء الفاحش الذي طال معظم السّلع الأساسيّة؛ هم اليوم يريدون صوتك!
إنّ هذا قطعًا ما يُسمّى بـ “سخرية القدر”!
صوتك الّذي لم يؤثّر فيهم يومًا ولم يهزّهم، قادرٌ اليوم على زعزعة عروشهم، على هزّها وإزاحتهم عنها. فانتبه جيّدًا ما أنت فاعلٌ بهذا الصّوت.
أيُّها اللّبنانيّ صوتُكَ فجأةً صار مسموعًا لديهم، لا بل هو عزيزٌ وغالٍ أيضًا.
صوتُكَ غالٍ فعلًا، فلا تبعهم إيّاه بـ 100 دولار سواء أكانت عالـ 1500 أو عالـ 3900 أو حتّى عالـ 25 ألف! فهي لن تكفيك أيّامًا معدودةً وربّما ستدفعها “بأرضها” بين الإيجار وفاتورة الاشتراك وكم غرض، ولكنّهم باقون لأربع سنواتٍ متتالية. أربع سنوات سينسونك فيها مجدّدًا ولن تعود ذا قيمةٍ كما كنت قبل وصولهم إلى هذا المجلس الّذي من المفترض أن يكون مجلسًا لخدمة الشّعب، سيتسلّقونك وصوتك للوصول إلى السلطة ولن يرأفوا بك بعدها.
أيّها اللّبناني، لا تُصوِّت كُرمى لعينَي أحد، ولا فدًى لأحد، وبالطّبع لا تدعهم يسوقونك بحجّة “التّكليف الشّرعيّ”، الشّرع يُكلّفك بالاحتكام إلى العقل والعقل يفرض أن تعرف أنّنا كلبنانيّين لنا في الانتخابات المقبلة فرصةً للتّغيير علّنا ننهض ولو قليلًا من الهوّة الّتي رمى بنا حكّامنا فيها.
أيّها اللّبناني لا تعطِ صوتك لمن لا يسمعه إلّا إذا كان صوتًا انتخابيًّا! اعمل فقط بما يُمليه عليك تكليفك الوطنيّ ولا تسمح بأن تُلدغ من جحرٍ مرّتيْن!
مواضيع مماثلة للكاتب:
هل نشهد نهاية الكتاب الورقي؟ | قصتي مع رفع تعرفة الاتصالات.. هكذا “أكلت الضرب”! | لبنان يقدّم الساعة.. والشعب اللبنانيّ يرجع ألف سنةٍ إلى الوراء |