الجوع يضرب والمعاش لم يعد “يطعمي خبزاً”.. أرقام خيالية والفقير يموت جوعاً
كتبت نايلة المصري لـ “هنا لبنان” :
باتت الأزمة الاقتصادية- المالية- الاجتماعية التي تضرب البلاد واحدة من أصعب الأزمات التي تضرب البلاد على وقع ارتفاع نسبة الفقر، والعاطلين عن العمل. فارتفاع الأسعار والتلاعب بأسعار الدولار في السوق السوداء، أدى إلى إغلاق عشرات المؤسّسات الصّغيرة والمتوسّطة والكبيرة وتقليص أعمال عشرات آلاف المؤسّسات الأخرى، وبالتّالي صرف عشرات آلاف العمّال والأجراء. وبحسب الدولية للمعلومات فان هذا الأمر أدى إلى ارتفاع نسبة البطالة الّتي أصبحت تقارب نحو 35% من حجم القوى العاملة المقدّر عددها بنحو 1,340 مليون عامل أي أنّ عدد العاطلين عن العمل يتراوح بين 470 ألفاً و500 ألفاً.
وتُفيد الإحصاءات الصّادرة عن الصّندوق الوطني للضمان الإجتماعي أنّ عدد الأجراء الّذين تركوا عملهم خلال الأعوام 2019-2021 قد بلغ 65,676 ألفاً، من بينهم 15,241 تركوا العمل إمّا نتيجة الوفاة أو العجز أو الزّواج أو بلوغ السّن القانوني. أي أن العدد الصّافي للعاطلين عن العمل بلغ 50,435 عاملًا.
وعليه ارتفعت كلفة المعيشة في لبنان نتيجة ارتفاع الأسعار، بينما لم ترتفع الرواتب والأجور للأكثرية الساحقة من العاملين في القطاعين العام والخاص، فلا يزال الحد الأدنى للأجور محدداً بــ 675 ألف ليرة شهرياً وأكثرية 70% من العاملين تتراوح رواتبهم ما بين 1.5 مليون ليرة و2.5 مليون ليرة شهرياً، وأصبحت أكثرية اللبنانيين عاجزة عن توفير الحد الأدنى من كلفة الغذاء. فلو افترضنا أن مواطناً لبنانياً بالغاً قرر أن يقتصر في طعامه على الحد الأدنى واختار وجباته الثلاث اليومية على النحو التالي:
الفطور: 100 غرام من اللبنة سعرها 6,666 ليرة (سعر 900 غرام من اللبنة 60 ألف ليرة).
الغداء: علبة من الطون وزنها 185 غرام سعرها 30 ألف ليرة.
العشاء: 100 غرام من اللبنة سعرها 6,660 ليرة.
رغيف ونصف من الخبز للوجبات الثلاث سعرها 2,250 ليرة (ربطة الخبز من 6 أرغفة ثمنها 9 آلاف ليرة).
وبالتالي تصبح كلفة هذه الوجبات الثلاث 45,582 ليرة يومياً، أي نحو 1.367 مليون ليرة شهرياً للفرد الواحد. ما يمثل أكثر من ضعف الحد الأدنى الرسمي للأجور.
حتى أن طبق المجدرة، وهو أكلة الفقير، بات من المستحيل الحصول عليه، فمع ارتفاع الأسعار وانهيار سعر صرف الليرة ارتفعت أيضاً كلفة طبق المجدرة وأصبح مكلفاً جداً للفقراء. فلو افترضنا أن أسرة مؤلفة من 4 أفراد بالغين قررت تناول المجدرة فقط بواقع 3 وجبات يومياً على مدى شهر فإن الكلفة تصل إلى 1,563,000 ليرة وفقاً للتفصيل التالي:
800 غرام عدس يومياً بسعر 24,800 ليرة (31 ألف ليرة سعر الكيلو) x30 يوم = 744 ألف ليرة.
5 آلاف ليرة يومياً كلفة استهلاك الغاز x30 يوم = 150 ألف ليرة شهرياً.
4 أرغفة من الخبز يومياً x 1,500 ليرة ثمن كل رغيف (سعر ربطة الخبز 9 آلاف ليرة وفيها 6 أرغفة) x30 يوم = 180 ألف ليرة شهرياً.
320 غرام من البرغل بسعر 4,800 ليرة (سعر الكيلو 15 ألف ليرة) x30 يوم = 144 ألف ليرة.
50 غرام من زيت الزيتون بسعر 6,250 ليرة (سعر كيلو الزيت 125 ألف ليرة) x30 يوم = 187,500 ليرة.
750 غرام من البصل بسعر 5,250 ليرة (سعر الكيلو 7,000 ليرة) x30 يوم = 157,500 ليرة، بحسب الدولية للمعلومات.
وفي هذا الإطار، أكد مصدر اقتصادي لـ”هنا لبنان” أن عدّاد الفقر سيزداد في البلاد، مع استمرار الانهيار الاقتصادي، مشيراً إلى أنه بات واقعاً أن جهنم باتت من دون أرضية، وبالتالي فإن لا مجال للارتطام، بل إن الانهيار سيستمر إلى ما لا نهاية، إلى حين الوصول إلى الحلول الجذرية.
وشدد المصدر على أن استمرار هذا الارتفاع الجنوني في أسعار الدولار، سيزيد حتماً من ارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية، فضلاً عن أن الصناعة المحلية، غير قادرة على تلبية حاجات السوق، فضلاً عن أنها تعتمد على مواد أولية مستوردة، وبالتالي فان أسعارها ستزداد وبالتالي ستنعكس سلباً على القدرة الشرائية للمواطن.
وقال المصدر: كل هذا ولم يتم حتى الساعة احتساب الدولار الجمركي الذي سيؤدي حتماً متى تم إقراره إلى رفع أسعار السلع، وبالتالي فإن الأمر سيزيد الطين بلة.