وَلَوْ يا شيخ!
كتبت اليونور اسطفان لـ “هنا لبنان” :
أراد نائب أمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم، في كلمته الأخيرة، أن يذكّرنا، ونحن لم ننسَ أصلاً، بأنّنا نعيش في لبنانَيْن.
لبنان الشيخ نعيم معارك متواصلة ومتنقلة، في الداخل والخارج، وأناس يموتون وشبابٌ بلا مستقبل خارج السلاح الذي يحملون.
لبناننا نراه، في عزّ الظلمة والظلم، في ساحة ساسين وجبيل والبترون وغيرها من المناطق التي تحدّت الظروف وأبت إلا أن تحتفل بالعيد.
نحن لا ننكر لبنانيّة جمهور حزب الله. ونرفض فحص الدم للآخر كمثل رفضه لأنفسنا. ولكن، بأيّ عقلٍ سنتقبّل أنّ دولةً أخرى تموّل وتسلّح حزباً لبنانيّاً، وتدفع بشبابه إلى الموت المجاني غالباً؟
لا نريد، يا شيخ نعيم، جنديًّا إسرائيليًّا على أرضنا. ونحن نحفظ لكم تضحياتكم في سبيل التحرير. ولكن، كفى استغلالاً لوجود هذا العدو. كفى تدخلاً في شؤون دولٍ أخرى. كفى حروباً وصواريخ وكلاماً كالسكّين تنطقون به.
أليس من الأسهل لكم ولجمهوركم أن نعيش بسلام، وأن نبني بلداً لائقاً للجميع، وأن نعمل على تعزيز حضور الدولة الحاضنة للجميع، من دون تمييزٍ ومن دون حرمان، وقد عانيتم منه كثيراً؟
حبّذا، يا شيخ نعيم، لو نتّفق على لبنان واحد بدل لبنانَيْن، وأن تفرحوا معنا في عيد الميلاد وأن نحزن معكم في عاشوراء.
حبّذا لو تخرج علينا لتقول “كلنا لبنانيّين”، وأن تعمل للوطن وليس للطائفة، وأن تسلّح شبابك بالعلم والمعرفة والانفتاح، بدل السلاح والقوّة والاستشهاد…
لبناننا لا يشبه لبنانك أبداً، ولكنّ هذا لا يفرحنا ولا يمنحنا شعوراً بالتفوّق الحضاري. نريد لهذا الشعب أن يتوحّد. نريد للضاحية الجنوبيّة أن تكون أرض فرحٍ لا مربّعاً أمنيّاً. نريد أن نتشارك في البناء، بدل أن نتفرّج على الانهيار.
إرحمنا وارحم اللبنانيّين يا شيخ. واسمح لنا، لن نتخلّى، مهما كان الثمن، عن صورة لبنان… لبناننا!
مواضيع مماثلة للكاتب:
الخطيئة المميتة | قضية فساد الأدوية المزوّرة: القاضية جويل أبو حيدر تواجه جو دبس لحماية صحة الأطفال.. وقرار ظنّي بجو دبس بجرائم الغشّ والتزوير وتبييض الأموال | باسيل يلعب بنار التيار |