اعتزل في قمة عطائه.. قلب أغويرو لم يعد يحتمل
خاص هنا لبنان – كتابة موسى الخوري
كم أنت قاسٍ يا قلب، كنت وما زلت وستبقى تحرمنا من الاستمتاع بالكثير من الأمور الحياتية. وها أنت تحرم لاعبًا من إكمال مسيرته وإمتاع الجماهير وهو في قمة عطائه.
فبعد بضعة أشهر من انضمامه إلى برشلونة، أظهرت فحوصات طبية أجراها المهاجم الأرجنتيني سيرجيو أغويرو حتمية اعتزاله اللعب بشكل فوري ودون أي مخاطرة. أغويرو الذي قدم منذ بضعة أشهر إلى نادي برشلونة مهاجم يعتبر من الأفضل في العالم، ولكن الجماهير ستبقى تتذكر فترة السنوات العشرة التي قضاها الـ “كون” (لقب أغويرو) في نادي مانشستر سيتي الإنكليزي. فعلى مدى عشر سنوات، صال أغويرو وجال ورفع النادي الذي طالما كان ظلًا لفريق مانشستر الأول اليونايتد إلى مصاف الأندية العالمية.
وبالرغم من عدم قدرة أغويرو على منح اللقب الأحب على قلب السيتي أي دوري أبطال أوروبا، إلا أن أغويرو ترك فريق ثاني أكبر مدن إنكلترا وفي خزانته خمسة ألقاب في الدوري الإنكليزي ولقب واحد في كأس انكلترا وخمسة كؤوس في مسابقة كأس الإتحاد (كأس كاراباو حاليًا). هذا النادي الذي لم يفز بالدوري منذ زمن طويل قبل قدوم أغويرو إليه.
لا نتكلم هنا وكأن أغويرو كان المان سيتي وحده، فالفريق الذي تدعمه إمارة أبو ظبي ممثلة بالشيح منصور بن زايد آل نهيان لم يكن يملك في جعبته سوى لقبين للدوري، انتظر ٤٤ عامًا وتحديدًا بين عامي ١٩٦٨ و ٢٠١٢ ليفوز بلقب الدوري المحلي. طبعًا استثمرت الإدارة كثيرًا واستقدمت لاعبين ونجومًا كثر أغنوا مسيرة الفريق من أمثال يايا توريه وفرناندينيو ورحيم سترلينغ وغيرهم، لكن يبقى أغويرو العلامة الفارقة التي طبعت مسار نجاحات السيتي خلال العقد المنصرم من الزمن. أغويرو بالمناسبة هو أفضل هداف في تاريخ المان سيتي وأكثر من سجل ثلاثيات (هاتريك) في الدوري الإنكليزي الممتاز، كما أن أغويرو هو الأجنبي الأول على صعيد التسجيل في البريميير ليغ. ومن ينسى الفرحة الجنونية التي أطلقها الكون يوم كان السيتي يبحث عن لقب بعد طول غياب موسم ٢٠١١/٢٠١٢ وكان بحاجة لانتصار أمام كوينز بارك رينجرز ليحقق تلك الأمنية التي طال انتظارها وكانت النتيجة تشير إلى تأخر السيتي بهدف لهدفين، الأمر الذي كان يعني فوز الجار والغريم اللدود مان يونايتد باللقب كونه كان متقدمًا على سندرلاند، لكن كان لأغويرو رأي آخر حين تقدم واخترق منطقة الجزاء في الوقت الإضافي من اللقاء وذلك بعد أن سجل السيتي هدف التعادل وسجل هدف الفوز ليطلق فرحة جنونية ويفوز ويكسب فريقه لقبًا طال انتظاره. هذه المباراة يعتبرها الكثير من الجماهير والعديد من المحللين والنقاد اللقاء الأفضل في الدوري الإنكليزي الممتاز إذ قلبت الموازين ورجحت كفة فريق على آخر في حسم اللقب خلال الثواني الأخيرة من زمن الدوري. طبعًا أتبع السيتي ذلك بأربعة ألقاب محلية أخرى وأخفق في الأمتار الأخيرة من مشواره في دوري أبطال أوروبا ولكن وجود أغويرو غير من شكل وهوية النادي الأزرق إلى الأبد.
وداعًا أغويرو، كنت وستبقى من أبرز مهاجمي العالم في السنوات الأخيرة.
مواضيع مماثلة للكاتب:
اسرائيل تتوغل جنوباً.. وتقطع طريق مرجعيون! | غارات صور.. ماذا كشف الجيش الإسرائيلي عن وحدة “عزيز”؟ | “غوغل” يحتفل باستقلال لبنان |