من الشهيد رفيق الحريري إلى انفجار 4 آب: هكذا قتلنا الحزب!
كتب أمين اسكندر لـ“ici beyrouth”:
بدأ البرنامج التوسعي للجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان في العام 1979، غير أنّ الجانح المسلح لم يتشكل حتى العام 1982 مع اندماج الميليشيات الإسلامية المختلفة في ذلك الوقت.
وأعلن رسمياً عن الحركة العسكرية الإيرانية تحت اسم “حزب الله” في شباط 1985، ومنذ ذلك الحين، وبرنامج الحزب واضح، وهو برنامج إيراني.
مع وضع لبنان تحت الوصاية السورية بعد اتفاق الطائف، نُزع سلاح الأحزاب، أما حزب الله فبدأ صعوده، وعزز ترسانته في التسعينيات بحجّة “المقاومة”.
غير أنّ حقيقة الحزب لم تتّضح إلا بعد العام 2005، حيث وجّه قوته ضد الشعب اللبناني.
وفي 14 شباط 2005، اغتيل رئيس مجلس الوزراء رفيق الحريري بانفجار ضخم هزّ العاصمة وأسفر عنه نحو 20 قتيلاً وأكثر من 200 جريح.
وتبعت ذلك سلسلة من الاغتيالات التي استهدفت سياسيين وصحفيين مثل سمير قصير وجورج حاوي، إضافة إلى محاولة اغتيال وزير الدفاع إلياس المر، والإعلامية مي شدياق.
وآخر الاغتيالات في العام 2005، كان اغتيال جبران تويني، بعد عودته من باريس عن طريق مطار رفيق الحريري.
الرعب نفسه استمر في العام 2006، إذ اغتيل الوزير الشاب بيار الجميل، إضافة إلى اغتيال كل من النائب وليد عيدو، النائب أنطوان غانم، واللواء الركن فرنسوا الحاج.
وفي العام 2008، اغتيل النقيب وسام عيد، الذي كان يحقق في اغتيال الرئيس الحريري.
الحزب دمّر لبنان
تزامناً مع هذه الاغتيالات، نجح حزب الله في عرقلة عمل الحكومة، وشلّ البلاد 18 شهراً بعد احتلاله وسط بيروت.
وفي 7 أيار 2008، استباحت ميليشيات حزب الله مختلف أحياء بيروت الغربية وشنّت هجوماً على التجمعات الدرزية في المرتفعات.
بعد ذلك، دخل لبنان في هدوء نسبي استمر حتى 19 تشرين الأول 2012، وهو تاريخ اغتيال العميد وسام الحسن في الأشرفية.
وفي 27 كانون الأول 2013، اغتيل الوزير محمد شطح مع سبعة أشخاص آخرين.
يعتقد اللبنانيون أنهم عانوا الأسوأ مع هذه السلسلة الطويلة من التفجيرات والاغتيالات الوحشية، إلى جانب الحرب المدمرة مع إسرائيل التي جرّ الحزب لبنان إليها في العام 2006.
لكن الكارثة لم تأتِ بعد.
فبعد إفراغ الخزائن العامة من الضرائب استهدف حزب الله القطاع المصرفي، لتأتي بعد ذلك جائحة كورونا التي أغلقت العديد من الشركات، تاركة اللبنانيين من دون عمل أو نقود، ووصلوا بعد ذلك إلى انفجار 4 آب.
كل شيء دمر، الأحباء، الشباب، الأطفال، فالحزب اختار هذا الموقع من المدينة لإخفاء أسلحته وذخائره، بعيدًا عن هجمات إسرائيلية محتملة.
في 4 آب 2020 ، دُمّر ميناء بيروت بالكامل، ودمّر معه النصف الشمالي الشرقي من العاصمة بكامله بمستشفياته ومدارسه وجامعاته ومتاحفه ومعارضه الفنية وأكثر مناطق الشرق حيوية وثقافة.
والنتيجة: 215 قتيلاً و215 وجهاً و215 حياة و215 قصة يضاف إليها معاناة 6500 جريح و 300 ألف شخص بلا سكن.
الحزب حوّل لبنان إلى ساحة من الدماء والدموع والأنقاض، لكن بالنسبة لمنظري الجمهورية الإسلامية، فإن هذا لا يمثل سوى ضرر جانبي وغير مهم مقارنة بأهمية المشروع الإلهي الذي لم ينته بعد.
مواضيع ذات صلة :
تحذير بإخلاء أوتيل في الروشة! | إنذار لسكان “السوديكو”! | لليوم الثاني.. لا إنذارات إسرائيلية ورسائل “الحزب” واضحة |