هل سقط اتّفاق مار مخايل؟ إسحق لـ “هنا لبنان”: ما نراه من مواقف هو مسرحيّةٌ انتخابيّة
كتب طوني سكر لـ “هنا لبنان” :
من “التغيير والإصلاح” و”الإبراء المستحيل” و “التحالف الرباعي”، إلى “الكهرباء ٢٤/٢٤” و”لا حكومة إلّا بتوزير صهر الجنرال ومعركة وزارة الطاقة” مروراً “باستعادة حقوق المسيحيين المهدورة في اتفاق الطائف”، و”البلطجي” إلى “الرئيس القوي” ومؤخّراً “لم يعد مقبولاً تعطيل الثنائي الشيعي لجلسات الحكومة” و “نحن لسنا ضعفاء ولا نريد حماية أحد”.
كلّ هذه العبارات هي عناوين لمسرحيات التيار الوطني الحرّ الهزلية والتي يشاركه بطولتها الحليف الأبدي السرمدي “حزب الله”، مسرحيات وعناوين يستعين بها التيار البرتقالي في كلّ مرة يجد نفسه يغرق فيها، ومع كلّ عنوان يحاول التيار بكافة ماكيناته تصوير نفسه المُحاصَر المتآمَر عليه، وآخر فصول مسرحياته الهجمة على الثنائي الشيعي بمحاولةٍ لتعويم نفسه في الشارع المسيحي مصوّراً أنّ السيد الرئيس وفريقه السياسي هم ضدّ التعطيل.
فما الذي استجدّ اليوم ولم يكن في الأمس من سياسة التعطيل هذه التي كان التيّار أحد شركائها؟
السبب واحد وهو أنّ الطبخة الأهمّ من أيّ تعطيلٍ حكوميٍّ، والتي كانت تقضي بتطيير حق المغتربين بالانتخاب لـ ١٢٨ نائبًا ضمن دوائر قيدهم وتطيير التحقيق بانفجار المرفأ لم تصل إلى ما كان مرسوماً لها، استدعت هذا السقف العالي تجاه الحليف “فائض القوة”، فحاول التيار بهذه المواقف التمايز لكسب شعبيةٍ لم تعد تقتنع بالأدوار التي يلعبها، والتي لم يرَ منها الناس إلا الصفقات تلوَ الصفقات.
الناس لم ينسوا أيها السيد الرئيس والصهر سياساتكم التعطيلية ومواقفكم بالتحديد عند تعطيل جلسات حكومة الرئيس السنيورة، ولم ينسَ الناس أن وجودكم على كرسي الرئاسة جاء بعد تعطيلكم مجلس النواب لسنوات عبر حجبكم و”حلفاء مار مخايل” النصاب عن أي جلسة نيابية يتمّ فيها اختيار غيركم لتولي الرئاسة، كما ولم ينسَ الناس السنوات الطوال التي عطلتم فيها تشكيل الحكومات تارةً لتوزير الصهر بوزارة الطاقة وطوراً لأخذ الثلث المعطل.
أدواركم ومسرحياتكم لم تعد تقنع الشعب اللبناني ولن تشدّ لكم عصبًا منهارًا فأكاذيبكم لم تعد تُصدّق، لأن اللبناني يرى وقد رأى منكم الكثير فبدلاً من الكذب والتضليل والبهوَرات… استتروا!
وتعليقاً على ردة فعل التيار الوطني الحر ورئيس الجمهورية تجاه الثنائي الشيعي وبالتحديد حزب الله، وذلك بعد سقوط الطعن بقانون الانتخاب أمام المجلس الدستوري، كان لنا حديث مع عضو تكتل الجمهورية القوية النائب جوزيف إسحق قال فيه: “فريق حزب الله – التيار الوطني الحر هو الأشطر بالمسرح، فعندما يجدون الساعة مناسبة للاختلاف يختلفون ولكن على أساس الاتفاق، وبالتالي ما نراه من مواقف هو مسرحية انتخابية لصالح التيار الوطني الحر الغارق شعبياً، لعله بهذه المسرحية يتمكن من شد العصب الشعبي الذي فقده بالآونة الأخيرة، ولذلك إنّ التعويل على أيّ خلاف بين الطرفين لا يصحّ وغير واقعي، لأنّ الخلاف هذا ليس جوهريًّا بل خلافٌ شكليٌّ على مصالح آنية وزبائنية بطريقة مسرحيّة”.
وعن توقيت طرح فريق التيار الوطني الحر لموقف تعطيل مجلس الوزراء تجاه الثنائي الشيعي بهذا التوقيت بالذات، قال إسحق: “كلنا نعلم أنه كان هناك مفاوضات وصفقة تتمّ بين فرقاء السلطة وتمّت عرقلتها لسبب معين، من الممكن أن يكون الرئيس ميقاتي هو من عرقلها أو سبب آخر، فقبل هذه المواقف مرّت ٤٨ ساعة سادت فيها الكثير من الإيجابية بين فرقاء الصفقة، فصفقتهم كانت على بيع دماء شهداء تفجير المرفأ عبر تطيير قاضي التحقيق العدلي طارق البيطار مقابل تقليص حجم التمثيل الاغترابي إلى ستّ مقاعد نيابية، وبمجرد سقوط وفشل هذه الصفقة صدرت هذه المواقف من قبل رئيس الجمهورية وفريقه السياسي تجاه حزب الله، ولكن لا يمكن الرهان على هذه المواقف لأنّ المصالح المبنية فيما بينهم على السلاح مقابل السلطة والفساد لن تسمح أبدًا لهذا الإشكال أن يؤثّر على تفاهمهم وتحالفهم”.
وعمّا إن كان برأيه قد انتهى تفاهم مار مخايل، قال: “أبدًا لم ينتهِ تحالف مار مخايل، فهو أعمق من ذلك بكثير ومبنيٌّ على مصالح كثيرة والتي كانت وراء الكثير من الفساد، وكانت وراء رهن لبنان للمحور الإيراني، وبالتالي لا يمكنهم ترك بعضهم”.
وعمّا إذا سيكون هناك لوائح انتخابية ستجمع التيار وحزب الله في الانتخابات النيابية المقبلة أكّد إسحق أنه “من المؤكّد أنه سيجمعهم تحالف”.
مواضيع مماثلة للكاتب:
بسام مولوي من معدن الرجال الرجال! | لبنان يتأرجح بين مطرقة شاوول وسندان الشامي! | انتخابات القوات أمثولة… كيروز لـ “هنا لبنان”: القوات إطار جامع لأجيال المقاومة |