ما هو الحَدَث الكبير بعد 20 الجاري؟
قد يكون ممكناً توصيف اللّقاء الذي جمع الرئيس المكلّف سعد الحريري بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان في اسطنبول أمس، بزيارة تركية الى لبنان، تمّت دون تحدٍّ تركي مباشر لفرنسا وأوروبا والسعودية والإمارات يتخطى الحدود، لا سيّما بعد استعداد الإمارات للإنفتاح على أنقرة، بحسب ما ظهر من كلام وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش، الذي قال قبل يومَيْن إن “الإمارات هي الشريك التجاري رقم واحد لتركيا في الشرق الأوسط”، وذلك رغم بعض الحَذَر الإماراتي – القطري المُتبادَل بعد المصالحة الخليجية.
بديل؟
الحريري زار تركيا، وهو تطوّر مُلفِت على وقع أنفاس الموت التي تلفظها المبادرة الفرنسية، وبعد ثلاثة أسابيع من إلغاء زيارة رئاسية فرنسية للبنان، لم يُحدَّد أي موعد جديد لأخرى غيرها ولو عن بُعْد، في مدى منظور، رغم شفاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من “كوفيد – 19”.
خروج الحريري
إذا عُدنا بالذّاكرة الى الوراء قليلاً، نجد أن تركيا لا تتحرّك تجاه لبنان، إلا على مشارف متغيّرات كبيرة في المنطقة. ففي عام 2010 مثلاً، زار أردوغان لبنان قبل أشهر قليلة من انطلاق “الربيع العربي” في أوائل عام 2011، وإخراج الحريري من المشهدَيْن الحكومي واللبناني العام لسنوات، انتهت في عام 2016.
وفي آب عام 2019، شكّلت زيارة وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو محطّة سبقت اندلاع الإنتفاضة الشعبية في لبنان والعراق (تشرين الأول 2019)، وخروج الحريري من المشهد الحكومي أيضاً.
حَدَث كبير؟
فهل تشكّل زيارة الحريري تركيا أمس، دليلاً على قُرب تشكيل الحكومة، خصوصاً أن البيان الصادر عن رئاسة دائرة الإتصال في الرئاسة التركية، أشار الى أن أردوغان والحريري بحثا سُبُل تعزيز العلاقات السياسية، والاقتصادية، والتجارية، والثقافية، وسُبُل التعاون في القضايا الإقليمية، في شكل أوحى بتحضير تركي لمرحلة حريرية في لبنان؟
وما هو الحَدَث الإقليمي الكبير هذه المرة، الذي يُمكن أن يكون حرّك أنقرة باتّجاه الحريري، ومن خلاله باتجاه لبنان، لا سيّما أن الجمود اللبناني الذي انعكس على المبادرة الفرنسية، قد لا يكون مُمكناً تحريكه “على البارد” بعد 20 الجاري، ومن النّقطة التي جمّدته عندها إيران بشروطها قبل أشهر؟
مختلفة
رأى الوزير السابق رشيد درباس أن “الحراك التركي الحالي في الملفات اللبنانية والإقليمية، يختلف عن ذاك الذي حصل خلال السنوات السابقة، انطلاقاً من تغييرات دخلت الى السياسة التركية”.
وأوضح في حديث الى وكالة “أخبار اليوم” أنه “صحيح أن أردوغان لا يزال هو نفسه في أساس المشهد التركي منذ سنوات، إلا أن رجالات إدارته تغيّروا، وبعضهم بات معارضاً له. وهو ما يعني أن نتائج أي تحرّك تركي حالياً ستختلف عمّا كانت عليه في الماضي”.
دقيقة
وشرح درباس: “تحوّل أردوغان على مرّ السنوات الأخيرة من السيطرة على الرئاسة التركية، ومن التقريب بين المتنازعين في المنطقة، الى التوسُّع في العراق وسوريا بحجة محاربة الأكراد. ومن خلال احتضانه للأخوان المسلمين، أسّس لمشاكل كبيرة بينه وبين مصر، وهي من أكبر الدول العربية”.
وأضاف: “لا يُمكن تفسير معاني زيارة الحريري تركيا أمس، من خارج معلومات دقيقة جدّاً حولها. ولكن يُلاحَظ أنها أتت بعد أيام من مصالحة خليجية، تعني في بعض جوانبها تبريد الأجواء مع تركيا من خلال قطر. ولا يُمكن الجزم بما إذا كان الحريري يضطّلع بدور في هذا الإطار، أو إذا ما كانت زيارته أردوغان تصبّ في هذا السياق”.
ممثّل لبنان
ولاحظ درباس أن “البيان التركي تعاطى مع زيارة الحريري وكأنه ممثل للبنان، وذلك رغم أنه لا يزال رئيساً مُكلَّفاً للحكومة”.
وردّاً على سؤال حول إمكانية حصول حدث كبير، على غرار انفجار مرفأ بيروت مثلاً، يحرّك الجمود الحكومي والسياسي بعد 20 الجاري، أجاب:”لا يمكن استبعاد أي شيء، أو توقُّع أي شيء، يتعلّق بلبنان”.
وأضاف: “الحكومة التي يعمل الحريري على تشكيلها لن تغيّر موازين القوى. وحتى إن اجتماع قوى 14 آذار كاملةً، إذا حصل من جديد، لن يغيّرها (موازين القوى) أيضاً”.
وختم: “تلك الموازين باتت محصورة بتلبية مطلب المجتمع الدولي حول تشكيل حكومة بعيدة من التجاذبات الحزبية والسياسية والإقليمية، تستدرج إدخال الدولارات والأدوية والطحين الى لبنان، ليس أكثر، وذلك بمعزل عن رغبة بعض الأطراف الداخلية بممارسة بعض الكيديات”.
مواضيع ذات صلة :
ليس بلداً عربياً.. هذه الدولة هي الأكثر استثماراً في العقارات في تركيا! | أردوغان: لدعم شعبي لبنان وفلسطين | المرض انتشر.. فنانة شهيرة تكشف إصابتها بالسرطان وهذا ما قالته |