العلاقات اللبنانية – السعودية في مرمى تحريض نصرالله: من يُرمّم؟
كتبت كارول سلوم لـ “هنا لبنان” :
في الوقت الذي يعمل فيه لبنان على إعادة ترميم علاقاته مع دول الخليج ولا سيما مع المملكة العربية السعودية أطل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أمس، خارقًا مبدأ النأي بالنفس بعدما توجّه بكلامٍ اتّهاميٍّ إلى المملكة، متجاوزًا الدولة ومؤسساتها كالعادة، وناسفًا المحاولات في إعادة العلاقات اللبنانية – السعودية إلى السكة الصحيحة.
صحيحٌ أنّ رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي لم يتأخّر في الردّ، فسارع إلى تحييد الحكومة من خلال التأكيد في بيانٍ له أنّ موقف نصر الله لا يمثل الحكومة وكذلك أكّد رئيس الجمهورية ميشال عون حرص لبنان على علاقات لبنان مع دول الخليج وفي مقدّمتها السعودية معلناً أن الحرص يجب أن يكون متبادلًا، لكن ماذا عن الخطوات اللاحقة، هل يتمّ الاكتفاء بالردّ فحسب؟
تفيد التجارب أنّ بيانات كهذه هي أقصى ما يمكن الوصول إليه، وأيّ أمرٍ آخر يصعب تحقيقه.
وتقول مصادر مطّلعة لـ “هنا لبنان” أنّ استياءً رسميًّا كبيرًا سُجّل من مواقف الأمين العام لحزب الله لا سيّما أنّه لم يمضِ وقتٌ طويلٌ على مبادرة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لمعالجة الأزمة بين لبنان ودول الخليج خلال زيارته الأخيرة إلى المملكة، ولا يمكن لرئيس مجلس الوزراء اللبناني إغفال الاتّصال الهاتفي الذي تلقّاه وقتها من الرئيس ماكرون وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. وتشير المصادر إلى أنّ المطلوب هو تجنّب الوقوع في أخطاء سابقة، كترك مواقف نصرالله تتفاعل من دون أيّ ردٍّ مضادٍّ لها أو تحركٍ ديبلوماسيٍّ ناشطٍ يُسهم على الأقل في التخفيف من حدّتها.
وتقول المصادر نفسها بما أنّه يصعب حصول أيّ حدثٍ كبيرٍ فإنّ الخطوات الأولى من الدولة اللبنانية قد تكون كفيلةً على الأقلّ في إبعاد التوتّر، مع العلم أنّ ما قاله ويقوله الأمين العام لحزب الله لا يعني الفئات اللبنانية الأخرى التي تقف معارضةً بوجه الحزب بشكلٍ يوميٍّ واتهاماته للمملكة العربية السعودية.
وتؤكّد المصادر نفسها أنّ الجوّ ملبّدٌ من الأساس بين لبنان والمملكة العربية السعودية بسبب حزب الله، وعندما أتت استقالة الوزير جورج قرداحي، أصبح أكثر ليونة لو أنّ الأزمة لم تحلّ بشكلٍ كاملٍ، معربةً عن اعتقادها أنّ ملفّ حزب الله هو الأكثر تعقيدًا وهو ما يدفع إلى تأزيم الأمور بشكلٍ أوسع، وهذا ما يدركه زوّار لبنان من الخارج.
وتؤكّد أنّ هناك رصدًا للمواقف التي تصدر بعد كلام نصرالله تمهيدًا لردّات الفعل، مشيرةً إلى أنّه لو كانت اجتماعات الحكومة غير معلّقة بفعل التعطيل، لكان هناك ميلٌ إلى إصدار بيانٍ من مجلس الوزراء بشأن موضوع النأي بالنفس، حتى وإن لم يكن لينال رضا الوزراء المحسوبين على حزب الله.
وفي معلومات لـ “هنا لبنان” هناك ازديادٌ في ردود الفعل الشعبية المناهضة لمواقف حزب الله تجاه المملكة العربية السعودية.
ويُفهم من أوساطٍ مراقبةٍ أنّ ما يجب أن يقوم به لبنان في أيّ حالةٍ من هذه الحالات هو العودة إلى المواثيق العربية والدولية التي التزم بها.