أصيبت مرّة ثانية بكورونا بعد 3 أسابيع من شفائها… كيف يُفسّر الطبّ هذه الحالة؟
وفق ما أصبح معروفاً حتى اللحظة حول فيروس كورونا، أن الإصابة به مرة تؤمن مناعة طبيعية في الجسم لمدة 3 أو 4 أشهر تقريباً. لكن ما حصل مع سارة يونس يناقض ما كان متعارفاً عليه حول الإصابة المتكررة التي لا ينكر الخبراء أنها قد تحصل بعد أشهر من الإصابة بالفيروس. وقد يكون متحور أوميكرون السبب في هذا التغيير الواضح في المعطيات، حيث إن سارة يونس أصيبت بكورونا مرة ثانية بعد مدة لا تتخطى الـ3 أسابيع من إصابتها الأولى. علماً أن سارة لم تجر لقاح كورونا وتتردد حول فكرة تلقيه.
إصابة وحجر لمدة 18 يوماً
أصيبت سارة بكورونا في 28/11/2021 للمرة الأولى وخلال 18 يوماً بقيت في العزل المنزلي لمدة 18 يوماً أجرت خلالها فحوص PCR عدة، كانت نتيجتها تأتي إيجابية أولاً إلى أن أتى الفحص الأخير بنتيجة سلبية. في إصابتها الأولى بكورونا، توضح سارة أنها عانت أعراضاً كألم الرأس والأوجاع في الجسم والسعال وضيق النفس. كما خسرت عندها حاستي الشم والذوق، كما يحصل عادةً في معظم حالات كورونا مع المتحورات التي سبقت أوميكرون.
بعد 20 يوماً من تعافيها من الفيروس ومن نتيجة الفحص السلبية، بدأت سارة تعاني أعراضاً أشبه بالأنفلونزا. استبعدت عندها طبعاً أن تكون إصابتها بكورونا سبباً بهذه الأعراض التي تعانيها. بدأت تعاني إحساساً بالتعب وألم الرأس، وهي أعراض مشابهة لتلك التي تترافق مع الأنفلونزا. وعلى الرغم من إصرارها أولاً على عدم إجراء الفحص، نصحها المحيطون بإجراء فحص PCR للتأكد، خصوصاً بوجود إصابات عدة بين زملائها في العمل. وقد فوجئت سارة عندما أجرت فحص PCR مجدداً بأن نتيجتها أتت إيجابية بعكس ما كان متوقعاً.
“الأعراض التي ظهرت لدي في المرة الثانية بدت مختلفة عن تلك التي ظهرت في المرة الأولى، ما دفعني إلى الشك بأني أصبت في المرة الثانية بمتحور أوميكرون. فقد عانيت سيلاناً في الأنف وعطساً. كانت الأعراض أقرب إلى الرشح الخفيف، كما أني لم أفقد حاستي الشم والذوق كما حصل في المرة الأولى”.
وفيما عاودت سارة الحجر للمرة الثانية، تنوي أن تجري الآن فحص PCR للتأكد مما إذا كانت قد تعافت وهي تبدي استغرابها مما حصل لها، لكنها تعتبر أنها في المرة
الثانية إصابتها كانت بمتحور أوميكرون نظراً للأعراض المختلفة تماماً التي ظهرت لديها.
كيف ينظر الطب إلى إصابة سارة المتكررة خلال أسابيع قليلة؟
طبياً، لم يستبعد الأطباء يوماً احتمال أن يصاب مريض كورونا مرة ثانية أو أكثر بالفيروس. لكن من المتوقع أن يحصل ذلك بعد 3 أشهر أو أكثر من الإصابة الأولى. أما أن تحصل الإصابة الثانية خلال 3 أسابيع، فهذا ما يبدو حالة جديدة وغير متوقعة، كما يوضح رئيس قسم الأمراض الجرثومية في مستشفى الحريري الحكومي الدكتور بيار أبي حنا. “لو أنه في المرة الثانية أظهرت نتيجة فحص PCR لسارة أن الـCT Value كان مرتفعاً لكان من الممكن أن تكون الإصابة هي نفسها ولا تعتبر إصابة متكررة. فالفيروس تطلب وقتاً طويلاً أحياناً حتى يخرج من الجسم. لكن اللافت أن الCT Value كان بمعدل 26 في المرة الثانية، ما يؤكد أنها تعتبر إصابة ثانية ومتكررة بالفيروس”.
تبدو حالة سارة جديدة وغير متوقعة، هي استثنائية بحسب ما يؤكد أبي حنا. لكن لو حصلت الإصابة المتكررة مع متحور دلتا لبدت حالتها مفاجئة أكثر بعد. أما بوجود أوميكرون فلا يمكن استبعاد أي احتمال، خصوصاً أن الإصابة بالمتحور الجديد يمكن أن تحصل بعد الإصابة بأي من المتحورات السابقة، لاعتبار أن مناعة الجسم لا تتعرف على المتحور الجديد كما المتحورات السابقة. لكن على الرغم من أن الإصابة المتكررة يمكن أن تحصل مع أوميكرون، يشير أبي حنا إلى أنه كان متوقعاً أن تحصل مثل هذه الحالات بعد أشهر من الإصابة الأولى، وأن يكتسب الجسم حداً أدنى من المناعة تمنع الإصابة الثانية ولو بأوميكرون. فلا ينكر أن حالة سارة تعتبر جديدة واستثنائية تستحق المتابعة، كونها أصيبت بالفيروس مرة ثانية خلال أسابيع قليلة. في الوقت نفسه يشير إلى أنها لو تلقت اللقاح سابقاً لكانت قد اكتسبت مناعة طويلة المدى تحميها من الفيروس لوقت أطول وبمزيد من الفاعلية. في كل الحالات، يبدو طبيعياً أن تظهر باستمرار معطيات جديدة مع المتحور الجديد، ويمكن أن تلغي ما كان متعارفاً عليه مع المتحورات السابقة.
المصدر: النهار
مواضيع ذات صلة :
هل نودّع فحوص الـ PCR.. تطبيق على الهواتف الذكية يكشف الإصابة بكورونا | تعميمٌ جديد للركاب القادمين إلى بيروت | الجائحة لم تنتهِ بعد… تطوير “PCR” قادر على تحديد متحورات “كورونا” |