لبنان السياسي بلا سعد الحريري.. خلطُ أوراق وأبواب الاحتمالات مشرّعة على الغموض
إعلان الرئيس سعد الحريري انسحابه من الحياة السياسية ودعوته نواب تيار المستقبل لعدم الترشح للانتخابات النيابية خطف الأنظار عمّا عداه من المستجدات المحلية وخاصة بما يتعلق بالحكومة وعودة مجلس الوزراء الى الانعقاد بعد توقف قسري استمر لثلاثة أشهر، كما أربك الساحة السياسية وأعاد خلط الاوراق بالنسبة لمعظم القوى السياسية، وفتح المشهد السياسي اللبناني على احتمالات غامضة.
القرار ترك صدمة في الوسط السياسي، حيث أعرب رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط عن حزنه للخطوة، بقوله: “تيتّم الوطن اليوم والمختارة حزينة وحيدة”.
قرار الحريري سيخلط الأوراق حتما وسيشرّع أبواب البلد أكثر أمام الرياح الإقليمية وأطماعها في لبنان، ما يبرر تصريح جنبلاط الى “رويترز” بأن “قرار الحريري يعني إطلاق يد حزب الله والإيرانيين”.
وفيما يهدد قرار الحريري والمقاطعة الواسعة داخل الطائفة السنّية مصير الاستحقاق الانتخابي برمته، مصادر سياسية مراقبة وصفت في اتصال مع “الانباء” الالكترونية ما أعلنه الحريري “بالزلزال السياسي الذي لا شبيه له في الحياة السياسية اللبنانية، والذي يتجاوز في دلالاته ما تقصّد الحريري التذكير به عندما أعلن والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري الانسحاب من الحياة السياسية في صيف العام 2004 قبل أشهر من اغتياله”، رابطة “بين قرار الحريري هذا والإنذار الذي نقله الى المسؤولين اللبنانيين وزير الخارجية الكويتي، مخيّراً اياهم بين الدولة والدويلة محدداً خمسة أيام للاجابة على هذا السؤال الذي سيبلغ الى جامعة الدول العربية”.
المصادر جزمت بأن “ما قاله الحريري حول قرار الانسحاب من الحياة السياسية ليس كل ما يملكه من معلومات، وأن لبنان مقبل إما على حدث أمني كبير لقلب المعادلة الحاضرة رأساً على عقب وإما اطلاق يد ايران في لبنان من خلال إطباق حزب الله على قرارات الدولة اللبنانية، وفي الحالتين لا يريد الحريري ان يكون شاهداً لا على دمار لبنان ولا على بيعه لإيران”.
في هذا السياق، أعربت مصادر عين التينة عن أسفها لقرار الحريري وأكدت عبر “الانباء” الالكترونية ان “الرئيس الحريري صديق كبير للرئيس نبيه بري وهو رمز للاعتدال الاسلامي وزعيم وطني من الطراز الأول، وخروجه من الحياة السياسية سيكون له تداعيات كبيرة وفراغ لا يمكن لأحد غيره أن يملأه”.
عضو كتلة المستقبل النائب عاصم عراجي أعرب في اتصال مع “الانباء” الالكترونية عن اقتناعه بكل كلمة قالها الحريري في معرض حديثه عن الاسباب التي أملَت عليه قرار الانسحاب، قائلا: “ماذا يمكن أن يقدم آل الحريري للبنان أكثر من الشهيد رفيق الحريري وهو الذي أوقف الحرب الاهلية وأعاد اعمار ما تهدم وكانت له مساهمة فعالة بإعادة لبنان الى الخارطة العالمية وأصبح بلداً، فكانت المكافأة باغتياله، وكذلك الرئيس سعد الحريري قدم الكثير من التضحيات والتنازلات ولكن هناك فريق ما زال يصر على رهن لبنان الى الخارج ولهذه الأسباب آثر الانسحاب”.
المصدر: الأنباء
مواضيع ذات صلة :
اجتماعات من دون إعلام… فهل من تحالف؟ | “المطبوعات” تبطل إحالة مواقع إلكترونية على القضاء | اجتماعات المجلس الأعلى للدفاع غائبة.. فهل يخرقها ملف الرغيف؟ |