رغم كل التحديات… اللّبناني شربل حايك يرفع إسم بلده في “توب شيف”!
كتبت ريتا بريدي لـ “هنا لبنان” :
بعد ثلاثة أشهر من الجهد والتحدّي والإبداع الذي اعتدنا عليه في برنامج “توب شيف” العالم العربي عبر شاشة الـ MBC1، أطلّ علينا هذه السّنة من جديد في موسمه الخامس حيث تمّ تصوير الحلقات في المملكة العربيّة السعوديّة.
وها هو اللّبنانيّ شربل حايك حقق الفوز وحصد اللّقب ورفع إسم لبنان من جديد، مؤكّداً أنّ ما تشرذمه السلطة والسياسة اللّبنانيّة، يعود فيجتمع ويتألّق في الإبداع اللّبنانيّ الذي يشع بالعالم!
شربل حايك، شابٌّ يُمثّل اليوم كلّ الشباب اللّبنانيّ الذي اعتدنا على رؤيته متألّقا، ناجحاً، خلّاقاً، أينما ذهب يترك بصمته ويُعلِن من خلال عمله وجهده، أنّه مهما تمّت محاولة إحباط هذا الشعب العنيد، فإنّ في كلّ شخصٍ من الفئة الشبابيّة نجد طائرًا فينيقيًّا مُختبئًا يقوم من تحت الرّماد ويحلّق في أرجاء العالم أجمع. وها هو الشيف شربل اليوم الذي أفرح قلوب أهله وأحبّائه، أدخل فرحةً إلى قلوبنا جميعنا في أيّامنا التي في الكثير من الأحيان بات الإحباط يسودها.
جمع هذا الموسم الخامس من “توب شيف” خمسة عشر طاهياً مُحترفاً من مختلف الدول العربيّة، تنافسوا ضمن تحدياتٍ عدّةٍ نقلوا فيها للمشاهدين روعة فن الطهو، وذلك تحت إشراف لجنة من أهمّ وأشهر المتخصّصين في هذا المجال من الوطن العربي هم: الشيف مارون شديد، والشيف منى موصلي وهي أيضاً مقدّمة البرنامج، والشيف بوبي تشين.
ومع الوصول للحلقة الثالثة عشر والأخيرة التي حملت معها اللحظات الحاسمة لتتويج “توب شيف” العالم العربي إستطاع الشيف شربل حايك من لبنان، وهو كان الأصغر سنًّا بين كلّ المشتركين في هذا الموسم، من بلوغ المرحلة الأخيرة في التحدي مع الشيف نسيم راس رماني من البحرين إلى النهائيّات. وبعد إعلان النتيجة وفوز الشيف شربل باللّقب، أظهر تأثّراً كبيراً ممّا جعل اسمه يتصدّر الترند سريعاً على مواقع التواصل الاجتماعي.
وفي حديثٍ لموقع “هنا لبنان” مع الشيف مارون شديد أحد الحكّام في برنامج “توب شيف”، أشار إلى أنّ الموسم الخامس كان مميّزاً جداً خصوصاً مع تصويره في المملكة العربية السعودية، ولا شكّ أنّ كل دولة تم التصوير بها كان لها تميّزها الخاص وخصائصها. أمّا بالنسبة للموسم الخامس فكان الإنتاج الضخم وتميّز بكل المواقع التي تم اختيارها للتصوير، كما أشار إلى أنّ “توب شيف” من أهم برامج تلفزيون الواقع التي تم تصويرها في السعودية وعكَس المواقع والحضارة الموجودة فيها وهذا ساعد على إختيار التحديات التي جرت بين المشتركين وكيف يتفاعلون مع المناطق في المملكة كتلك التي عملوا فيها في أرجاء الصحراء واستخدموا حليب الجَمَل أو لحمه، التمر وغيرها من المكونات التي ارتكزت عليها التحديات وفن الطبخ.
وشدّد الشيف مارون أنّ “توب شيف” برنامج تحديات لفن الطبخ ولكن هو أيضاً برنامج غني بالثقافات والحضارات التي ينقلها للمشاهد، وعبّر عن فرحته الكبيرة بالموسم الخامس الذي تم تصويره في السعودية.
وأضاف أنّه بكل موسم من “توب شيف” هناك عدد من المشاركين اللبنانيين الذين خاضوا تجربة البرنامج وكانوا رائعين، ولكن لم يتمكنوا من الفوز باللقب، وبالعودة إلى السنوات الماضية هناك موسمان تمكن فيها الطهاة اللبنانيون من الوصول إلى مرحلة النهائيات.
كما وأشار الشيف مارون شديد أنّ بالنسبة له كحكمٍ في هذه المسابقة هو على مسافة واحدة من كل المشتركين ويعتمد على المهنية المطلقة في تقييمهم وتقييم الأطباق التي يقدمونها. أمّا بالنسبة للفائز بلقب الموسم الخامس وهو اللبناني الشيف شربل حايك، فوصف الشيف مارون أداءه بالمميز وعمِل على التقدّم مع كل أسبوع جديد في المسابقة.
وأضاف أنّ الشيف شربل تميّز لا فقط بعمله بل أيضاً بشخصيته، مهنيته وأخلاقه وكيفية تعامله مع الزملاء الموجودين معه في “توب شيف”، واعتبر أنّه يستحق اللقب الذي اكتسبه، وعبّر عن فخره بفوز الشاب اللبناني الشيف شربل حايك وذلك بالرغم من كل الصعوبات والأزمات التي يمرّ بها لبنان مع كل المشاكل، نرى دائماً وجود الأمل.
وهنا توقف عند أغنية السيدة فيروز التي تقول بها: “إي في أمل”، لذا مع فوز الشيف شربل هناك رسالة غير مباشرة إلى كل اللبنانيين في مختلف أنحاء العالم، أنّ لبنان بألف خير ولبنان الذي سيربح.
الشيف شربل يعبّر عن فرحته وفخره!
“الدني وِقفت هون، الشعور رائع، منّي مستوعِب إذا أنا عم بحلم أو أنا بحقيقة، بكلّ معنى الكلمة طاير من الفرح، الدني كلّا مش سايعتني”، هذه كانت أولى كلمات الشيف شربل بعد فوزه باللّقب. نعم إنّها فرحة الشاب اللّبنانيّ الطموح!
وتابع الشيف شربل في كلماته بعد نيل لقب “توب شيف” قائلاً: “تعِبِت من سبع سنين لهلّق، حلمي تحقّق هلّق، ما في شي مستحيل بالمثابرة والشغل والتعب في كلّ واحد يوصل ويحقّق هالحلم. حابِب إهدي هيدا الربح لبلدي الحبيب لبنان، لعيلتي، لكلّ أصدقائي اللّي آمنوا فيّي”.
لذا عاد الشيف شربل حايك في حديثه لموقع “هنا لبنان” ليؤكد أنّ “Top Chef” كان حلمه، وكان يُتابع البرنامج بمختلف نسخاته العالمية على الشاشة، ووضع أمامه الطموح للوصول إلى هذه المسابقة في يومٍ من الأيّام ليتحدى ويربح، وهذا ما حصل، تواصل فريق العمل معه عبر إنستقرام، ومن ثمّ توجه لخوض التجربة وتمكن من الفوز.
ويقول الشيف شربل: “نعم لقد كان هدفي أن أُقدّم الهدية للشعب اللبناني الذي يمرّ بأزمة كبيرة في الوطن”، وأضاف أنّه فرِح لأنّ من خلال فوزه بلقب “توب شيف” ربما أدخل سعادة مؤقتة على قلوب اللبنانيين. وأكد أنّ صلاته مع لبنان ومع كل ما يمرّ به الشعب اللبناني بما أنّ عائلته أيضاً من بينهم، وتمنى أن يتمكن من العودة إلى وطنه ليؤسس مطعماً له وبذلك يتذوّق الجميع المأكولات التي يعدّها.
أمّا عن رسالته لكل الشباب في لبنان، فأوصاهم أن لا يفقدوا الأمل، فالوضع صعب ولكن لبنان سيعود، وللأسف أن هناك الكثير من الأشخاص من الفئة الشبابية هاجروا الوطن، من هنا قال الشيف شربل أنّ رسالته لنفسه ولهم، أن يعودوا إلى لبنان متى تصبح الأحوال جيدة لرفع هذا البلد العزيز على قلوبهم.
كيف لمع لقب “توب شيف” في حياة الشاب اللبناني شربل على الصعيد الشخصي، وعند الشيف شربل على الصعيد المهني؟
رداً على هذا السؤال، أشار الشيف شربل حايك إلى أنّ لقب “توب شيف” أضاف الكثير من الأمور على الصعيد الشخصي، فمنحه القوة بفضل كل التحديات التي مرّ بها في المسابقة، ومنحه خبرة بالنسبة للسوشيل ميديا في الوطن العربي، ويقول: “كل العالم العربي بيتابع توب شيف”.
أمّا على الصعيد المهني فقد حصل على عدد كبير من العروض المهمة، لذا في هذه الفترة سيرى الأنسب له، كما وتمنّى أنّ يكون هذا الفوز فرصة لعودته إلى الشرق الأوسط وإفتتاح مطعمه، كما عبّر عن فخره بأنّه يُمثّل لبنان عربياً وعالمياً.
في الختام، لا نريد ختاماً لفرح اللّبنانيّين، ولكنّنا كلّنا ثقة بأنّ اللّبنانيّ يجد دائماً فرصاً للفرح والإبداع حتّى وإن حاول ألف متسلّط أن يطفئ طموحه. الشيف شربل حايك أهدى فوزه هذا “لبلده الحبيب لبنان”؛ وباسم كلّ لبنانيّ نقول لكَ: “شكراً شيف شربل، فوزك يُضاف على لائحة من رفعوا لبنان عالياً وحلّقوا به على مَرّ تاريخه”.
مواضيع مماثلة للكاتب:
في اليوم العالمي للشطرنج: فوائده تفوق التوقعات! | “أهذا حقاً في لبنان؟”.. الهايكينغ يكتسح البلدات اللبنانية ويكشف جمالها! | احتفالاً بأسبوع الأصمّ العربي.. ملتقى “أوتار الصمّ” في الشارقة |