أصحاب المحطات يتلاعبون بالعدادات، وبنزين مغشوش في الأسواق!
كتبت ناديا الحلاق لـ “هنا لبنان” :
ازدادت شكاوى اللّبنانيين مؤخراً من تعرّضهم لغشّ محطات الوقود في تعبئة البنزين، وذلك عن طريق خلطه ببعض من المواد الأخرى التي عرّضت محركات سياراتهم للتّلف والعديد من الأعطال ما زاد من زياراتهم لمحلات الصيانة (ميكانيك وكهرباء وسكانر)، فيما اشتكى قسم آخر من انتشار أعمال التلاعب بالكيل والعدادات في عديد من المحطات في مناطق مختلفة بعد أن لاحظوا “تبخر” البنزين من سياراتهم بسرعة كبيرة، ما وضعهم أمام ظاهرة خطيرة في ظل ضعف لافت لأجهزة الرقابة بكافة أشكالها.
يقول سمير. د أنه قبل أيام ملأ خزان سيارته بالوقود من إحدى المحطات في بيروت واتجه نحو منطقة الناعمة، وهو يسلك هذه الطريق بشكل يومي وعلى علم بكمية البنزين التي يستهلكها محرك سيارته.
وبعد أن وصل إلى الناعمة توقف عند إحدى المحطات ليعاود ملء الخزان، ففوجئ أن السيارة استهلكت بنزين بقيمة 150 ألف ليرة علماً أنها تستهلك فعلياً 55 ألفاً، ولما سأل صاحب المحطة عن السبب تحجج بارتفاع الأسعار، قبل أن يعلم من جيرانه بأنه يتلاعب بعدادت البنزين.
أما فادي س. فيقول: “أثناء توجهي من زحلة إلى بيروت كان ربع خزان الوقود في سيارتي ممتلئًا تقريباً، وأنا في الطريق بدأت أسمع أصواتاً غريبة “بالصبابات”، وأضيئت كل الإشارات على لوحة السيارة وبعدها توقفت عن السير ولم أعد قادرًا على تشغيلها”.
ويتابع: “طلبت رافعة لنقل السيارة إلى التصليح، فأبلغني الميكانيكي بأن البنزين مخلوط بالماء.
ولما سألته كيف علم ذلك أجابني “المعلم”: “عندما تخلط المحطات البنزين بالماء يطفو البنزين إلى أعلى الخزان تاركاً طبقة من الماء في أسفل الخزان، وتستمر السيارة في العمل لحين نفاذ البنزين ليبدأ بعدها الماء في قاع خزان الوقود في التسرب من الخزان إلى خطوط توصيل الوقود ومضخة الوقود في السيارة، وستلاحظ بعدها أن هناك صعوبة في تشغيل السيارة أو قد تتوقف عن العمل تماماً، وهذا ما حدث معك”.
وبعدها اضطر فادي إلى تنظيف نظام توصيل واحتراق الوقود من الماء حتى يتمكن من تشغيل سيارته مرة أخرى، وقد كلفه الأمر مليونًا ومئتي ألف ليرة.
في الماضي كانت شركات استيراد المشتقات النفطية تتنافس على تقديم المحروقات ذات الجودة والنوعية العالية للمستهلك، أما اليوم فتبدّلت المعادلة وأصبح همها الوحيد السعي لجني المزيد من الأرباح على حساب المواطن، وتشير المعلومات إلى أن البنزين في لبنان يتم خلطه بالمازوت أو الكاز لمضاعفة حجمه أو حتى بالكاربير والمياه، لمضاعفة حجم البنزين داخل الخزانات وتوفير كميات أكبر منه مع غلاء هذه المادة على المواطنين وعلى أصحاب المحطات في نفس الوقت. فمن يتحمل المسؤولية؟ هل هو صاحب المحطة أم الشركة الموزعة(التاجر)؟
عضو نقابة أصحاب محطات المحروقات في لبنان جورج البراكس يؤكد لـ “هنا لبنان”، أن وزارة الطاقة والمياه تفرض رقابة مشددة على حمولات بواخر المحروقات المستوردة ولا تعطي الإذن للبواخر بالتفريغ إن لم تكن مطابقة للمواصفات المعتمدة من قبلها.
ويرفض البراكس اتهام المحطات بخلط مادة البنزين بالماء أو غيرها من المواد، إلا أنه يضيف أنه في حال صدف أن حدث ذلك في إحدى المحطات فيكون في إطار الحوادث الفردية ولا يمكن تعميم هذا الاتهام على كل المحطات.
أما بالنسبة للتلاعب بعدادات المضخات في المحطات، فيؤكد البراكس أن هذه العدادات مراقبة من قبل وزارة الاقتصاد التي تضع أختامها المرصرصة عليها والتي لا يحق لصاحب المحطة إزالتها، ويضيف أنّه يحق لأي مواطن لديه شك في صحة العداد أو في الأسعار الرسمية أو في النوعية، أن يقدم شكوى لوزارة الاقتصاد التي ترسل بدورها مراقبيها للتأكد والتدقيق بهذا الخصوص وتنظيم محاضر الضبط بحق المخالفين.
وفيما يتعلّق بالأعطال التي تلحق بالسيارت نتيجة البنزين المغشوش، فيبرر بأن سببها “الغالونات” التي كانت تباع في السوق السوداء التي انتشرت خلال أزمة شح المحروقات الأخيرة والتي في أغلب الأحيان كانت مغشوشة من قبل المتاجرين بها.
مواضيع مماثلة للكاتب:
تأمين الدم للمرضى…رحلة بحث شاقة وسعر الوحدة فوق الـ 100 دولار | بيوت جاهزة للنازحين.. ما مدى قانونيتها؟ | قائد الجيش “رجل المرحلة”.. التمديد أو الإطاحة بالـ1701! |