الغشّ يجتاح سوق اللّحوم… و”جاموس” على موائد اللّبنانيين
كتبت ناديا الحلاق لـ “هنا لبنان” :
أرخت الأزمة المالية والاقتصادية التي يعاني منها لبنان بظلالها على عموم الناس بعد أن تغذت من ارتفاع سعر صرف الدولار الذي أدى إلى ارتفاع أسعار السلع والخدمات إلى مستويات غير مسبوقة، ومعه حرم معظم اللبنانيين من شراء العديد من الأصناف الغذائية الأساسية بما فيها اللّحوم.
ورغم تراجع سعر صرف الدولار لا تزال أسعار اللحوم مرتفعة لا بل وتتفاوت بين ملحمة وأخرى فما السبب في ذلك؟ ما هي أنواع اللحوم التي تبيعها الملاحم، وما الأثر الصحي الذي تتركه؟
يوضح ممثل اتحاد نقابة القصابين وتجار المواشي في لبنان ماجد عيد لـ “هنا لبنان” أن اللحوم هي من أوائل السلع التي تتأثر بارتفاع أو انخفاض سعر صرف الدولار في السوق الموازية، وقد لاحظنا مؤخراً انخفاضاً في أسعارها بالتزامن مع انخفاض سعر صرف الدولار.
ويتابع: “اليوم يبلغ سعر كيلو اللحمة الطازجة 210 آلاف ليرة أي ما يعادل 10 دولارات، أما اللحم البرازيلي فسعر الكيلو منه بحدود الـ 180 ألف ليرة أي ما يعادل 8 دولارات تقريباً، فيما تتراوح أسعار أصناف اللحوم الأخرى مثل اللحوم الهندية المثلجة والمعبأة ما بين 90 و100 ألف ليرة”.
ويضيف: “اللّحوم التي تباع بهذه الأسعار المنخفضة غالباً ما تكون هنديّة وهي وذات نوعيّة وجودة منخفضة مقارنة مع اللحوم الطازجة، خاصة وأن أغلبها لحم جاموس”.
وارتفعت نسبة استيراد اللحم الهندي مؤخراً لتغطية حاجة السوق المحلي بعد ارتفاع أسعار لحم العجل والبلدي بصورة تفوق قدرة معظم الشرائح اللبنانية. وفي معظم الأحيان يشتري المستهلك هذه اللحوم من دون أن يعلم نوعها ومصدرها وبأسعار مرتفعة أسوة باللحوم المحلية.
ويشير عيد إلى أن اللّحوم الهنديّة في معظم الأحيان تعرض أو تفرم مع لحوم البقر المحلية التي اعتاد المستهلك على شرائها، وقد لا يكون تناولها خطيراً على المدى القريب إلا أنها قد تؤثر على صحّة النّاس على المدى البعيد، لذلك لا بد من تشديد الرقابة على الملاحم أو مراكز بيع اللحوم أو السوبرماركت وإلزامها بتحديد نوعية اللحوم التي تبيعها للمستهلك، الذي بدوره يقرر شراءها من عدمه، خصوصاً وأنّ بعض الملاحم تعمد إلى بيع اللحوم الهندية بنفس سعر اللحوم الطازجة، ما يعني أنها تغشّ المستهلك وتخدعه.
ويلفت عيد إلى أنّ المستهلك اللبناني كان في السابق أي قبل الأزمة حريصاً على شراء اللحوم الطازجة أما اليوم فتبدّل معيار الشراء بسبب الأوضاع الاقتصادية المتردية، وأصبح يريد تناول أي صنف من اللحوم طالما أنها لا تتسبب له بأذى، لكنه حتماً سيلحظ آثارها الجانبية لاحقاً.
كما ويشدّد على مدى خطورة تناول أصناف اللحوم الهندية في حال قرر المستهلك أن يأكلها نيئة.
وعن سبب الارتفاع الجنوني لأسعار اللحوم يقول عيد: “أسعار اللحوم ارتفعت عالمياً ما بين 30 و40%، في السابق كان التجار يحققون أرباحاً كبيراً من تجارة اللحم أما اليوم فانعدم هامش الربح ويحاول كلّ صاحب مؤسسة ضمان استمراريته لأن المبيعات تراجعت نتيجة تآكل قدرة المواطنين الشرائية واستغناء عدد كبير منهم عن شراء اللحوم، ما ساهم في تراجع استيراد اللحوم الطازجة بنسبة 75% تقريباً، كذلك تراوحت نسبة إقفال الملاحم ما بين 30% إلى 35%.
ويختم عيد: “نحن لسنا ضد أي صنف من اللحوم طالما أنه يستوفي المواصفات بما يضمن سلامة وصحة المواطن بالدرجة الأولى”.
مواضيع مماثلة للكاتب:
تأمين الدم للمرضى…رحلة بحث شاقة وسعر الوحدة فوق الـ 100 دولار | بيوت جاهزة للنازحين.. ما مدى قانونيتها؟ | قائد الجيش “رجل المرحلة”.. التمديد أو الإطاحة بالـ1701! |