كأس التّحالف بين أمل والتيار
كتب بسّام أبو زيد لـ “هنا لبنان”:
سيتواجد التّيّار الوطنيّ الحرّ وحركة أمل على لوائح انتخابيّة واحدة وسيقف مرشّحو التّيّار الّذين يتّهمون الرّئيس نبيه برّي بالفساد إلى جانب مرشّحي حركة أمل الّذين يتّهمون النّائب جبران باسيل بالفساد أيضًا، وقد يفصل مرشّحو حزب الله بين الحليفيْن اللّدوديْن مع ميلٍ نحو حركة أمل.
في دائرة بعبدا سيكون مرشّحو التّيّار إلى جانب مرشّحي حركة أمل، وكذلك في دائرة بيروت الثّانية، وبعلبك الهرمل، وربّما في البقاع الغربي، وتقول المعلومات إنّ حزب الله يواصل الجهود كي يكون هذا اللّقاء بين التّيّار الوطنيّ الحرّ وحركة أمل أبعد من تشكيل اللّوائح ليصل إلى محاولة إقناع الرئيس بري بأن يتوصّل مع التيار إلى تفاهمٍ في جزّين ودائرة الزهراني صور بخصوص المرشّحين المسيحيّين كأن يصبحوا جميعًا من حصّة التيار الوطني الحر، بالإضافة إلى أن تذهب أصوات أمل في جبيل وكسروان والكورة البترون والمتن لصالح التّيّار.
وتشير المعلومات إلى أنّ حزب الله سيفعل كلّ ما هو ممكن من أجل أن يحافظ التيار الوطني الحر على أكثريّةٍ مسيحيّةٍ حتّى لو اضطرّ للتخلّي عن نوّابٍ شيعةٍ لصالح الرئيس بري في مقابل نوّابٍ مسيحيين للتيار، والسؤال هنا هل يتخلّى الرئيس بري عن التنوّع الطائفي في كتلته ويمنح نائبيه في جزين والزهراني صور للتيار؟ وهل يوجّه أصوات حركة أمل في المناطق التي لا نوّاب له فيها للتصويت لمرشّحي التيار إذا وُجِدوا؟
إنّ كل ذلك باستثناء التواجد معًا على بعض اللوائح الانتخابية يحتاج إلى تفاهمٍ سياسيٍّ واسعٍ بين أمل والتيار الوطني الحر برعاية حزب الله على كلّ المرحلة التي ستلي الانتخابات النيابية من تشكيل حكومةٍ جديدةٍ إلى انتخابات رئاسة الجمهورية، ووحده الرئيس نبيه بري يقرّر ما إذا كانت هذه التسوية مفيدةً أم لا في ظلّ تراجعٍ في شعبية التيار وأفول عهدٍ رئاسيٍّ والخشية من نقض أيّ تسويةٍ والعودة إلى الحرب على الرئيس بري.
في المقابل لا يخوض التيار الوطني الحر كثيرًا في هذا الموضوع رغم إدراكه أنّ التواجد مع حركة أمل في بعض اللوائح لا مفرّ منه، ولا صعوبة لدى قيادة التيار في إقناع أنصارها الذين يرمون بكلّ الفشل والعرقلة على الرئيس بري، بأنّ هذا التحالف الانتخابي تفرضه مصلحة التيار. وقد كان لافتًا في هذا المجال ما قالته مي خريش نائبة رئيس التيار في برنامجٍ تلفزيوني:
“نحن من نقود القاعدة وليس القاعدة من تقودنا والبعض يحاول إيهام اللبنانيين بأنّ حزب الله قادر على تغيير هوية لبنان. وفي الانتخابات يمكن فصل السياسة عن التحالفات ولا شيء يمنعنا من التحالف مع أيٍّ كان ومن ضمنهم حركة أمل”.
مواضيع مماثلة للكاتب:
في لبنان ما يستحق الحياة | تنفيذ ١٧٠١ محكوم بقرار “الحزب” | يحقّ لنا أن نسأل |