جمهورية المستشارين
كتب عمر موراني لـ “هنا لبنان” :
من أين يفرّخون؟
كيف يعيّنون؟
لمصلحة من يعملون؟
لمصلحة سيد العهد؟ أو ولي العهد أو للمصلحة الوطنية العليا؟
كلّ يوم يتم الكشف عن مستشار جديد.
نبدأ بالمستشار السابق طوني حداد. في حزيران 2019 تم تعيين رئيس مكتب التيار الوطني الحر في واشنطن طوني حداد مستشاراً للرئيس ميشال عون، وفي آب وبتكليف مباشر من السيّد الرئيس، تسلّم حداد ملف ترسيم الحدود بالتعاون مع نجيب مسيحي. وسبق لحداد أن شارك في طرح فكرة مشروع قانون استعادة السيادة اللبنانية وكان حداد يرافق باسيل في زياراته إلى واشنطن.
في تشرين الثاني 2020 ضبضب حداد أغراضه وترك منصب “المستشارية” بعدما اتُّهم أنه فسّد على “الفاسد والكذاب جبران” بحسب تعبير الأشقاء في أمريكا. قبل تعيين حداد، خسر القصر جهود المستشار جان عزيز إثر هجوم مباغت شنّه سوسلوف العهد على مستشار الرئيس لشؤون العلاقات الدولية الياس بو صعب على شاشة الـ “أو تي في”. هاجم عزيز بوصعب حينها (شباط 2018) من دون أن يسمّيه، قائلاً إنّه “يمتلك أرصدة مشبوهة في المصارف، ومرتبط بأنظمة مافيوية، وشريك في السلب والضرب والنهب، ومُرخّص الدكاكين (خلال توليه وزارة التربية)، وسارق أموال النازحين السوريين”.
دفع عزيز ثمن المقدمة النارية بفقدانه موقعه في القصر بعدما انتصر الرئيس لبو صعب، وغادر الـ “أو تي في” وظل قلبه يخفق لحبه الأول ميشال عون وحسرة على مقعد نيابي مشتهى.
بعد ثلاثة أعوام على موقعة “عزيزـ بوصعب” غط مستشار جبران وعينه الساهرة طوني قسطنطين في القصر كمستشار إعلامي وسياسي، من دون أن يهز عرش المستشار رفيق شلالا أو أن يقتنص شيئاً من مهام كبير المستشارين سليم جريصاتي. واللافت أن الخبير المحلف في الفذلكات الدستورية يجلس دائماً على يسار الأب الرئيس مع أنه يده اليمنى.
بجدّ، ما حاجة رئيس الجمهورية لتعيين ميراي عون هاشم بصفة مستشارة، فكونها من العيلة المالكة، تستطيع حكماً أن “تشور” في أي وقت من دون هذه الشكليات.
وما حاجة رئيس الجمهورية لتعيين عميد ركن مستشار أمني وعسكري؟
وما حاجته لمستشار لشؤون التواصل؟ وهل يمكن القول أن المستشار ميشال حبيس في بعبدا يلعب شارل جبور في معراب؟
وما حاجته لمستشار للشؤون الروسية؟ هل سفيرنا في موسكو هو سفير الجمهورية اللبنانية أو دارة المختارة؟
وما حاجة الرئيس لمستشار للشؤون الهندسية؟ (يشغل المنصب أنطون سعيد) شو بدو يهندس وأي طريق بدو يشق غير طريق جبران إلى بعبدا؟ هذه الطريق تتعهدها مؤسسة جهاد البناء.
لم يمر بتاريخ لبنان رئيس حوله هذا الكم (والنوع) من المستشارين:
مستشاران للمال والإقتصاد ومراقبة سعادة الشامي
مستشار للشؤون الدولية.
مستشار للشؤون الديبلوماسية.
مستشاران للشؤون السياسية، وبيار رفّول منفرد يفصّل ثلاثة مستشارين.
مستشار للشؤون الصحية
مستشار للحوار الإسلامي المسيحي.
مستشار لشؤون الخليج.
حتى أن الرئيس إبتكر للممول العوني رومل صابر منصب مستشار الرئيس لشؤون النقل والمرافئ.
وحتماً هناك مستشار ثقافي وآخر بيئي لم أعثر عليهما بعد، إلى مستشارين من دون حقيبة كالمحامي كريم بقرادوني وأسامة الخشاب وحبيب أفرام… وغيرهم. البركة بالجميع، أوركسترا تعزف لحن الخلود ومايسترو يغالب النعاس.
مواضيع مماثلة للكاتب:
مش كل صهر سندة ضهر | شبيحة “الحزب” بالمرصاد | أبو الجماجم |