“فالنتاين” لبنان: الورد بـ “الدولار”.. واستبداله بباقات التفاح والبندورة!

كتبت بشرى الوجه لـ “هنا لبنان”:

على قاعدة “الحاجة أم الاختراع” يستقبل اللبنانيون عيد الحب أو “الفالنتاين” الذي يحلّ بعد يومين.
وحاجات اللبنانيين كثرت خلال السنة الأخيرة، فما كان بديهيًّا وسهل المنال، بات حلمًا واستثناء، وهذا ما كسر الصورة النمطية لعيد الحبّ في لبنان، فلم يعد هذا العيد يعني للجميع: ورودًا وشوكولا و”دبدوب”، بل بات يعني للبعض: أكل وغاز وبنزين..

الورد بالدولار
“لا شيء يحلّ مكان الورد”، تقول المواطنة رولا، “لكنّ الورد يُسعّر اليوم بالدولار، فبعدما كنّا نشتري الوردة بألف ليرة لبنانية في السابق، نجدها اليوم بدولارين، لذلك سأعذر زوجي في حال لن يقدّم لي الورود هذا العام”، وتضيف لـ “هنا لبنان”: “كأنّ الحبّ صار حرام علينا في هذا البلد، المسؤولون الذين حرمونا من كل حقوقنا، يحرموننا حتّى من التعبير عن حبّنا لبعضنا، فالحب الوحيد المسموح به هو الحب الأعمى الذي يتلقونه من مناصريهم، لتصحّ فيهم مقولة “ومن الحبّ ما قتل!”

“نبيع الورد بالدولار لنضمن حقوقنا ومعيشتنا كما باقي القطاعات”، يعلّل صاحب محل ورود أسباب التسعير بالدولار، فـ “كل المستلزمات والأدوات التي نحتاجها نشتريها بالدولار، من أوراق وربطات، ومن الطبيعي ألا تكون الأسعار بالليرة”.
أمّا عن أسعار باقات الورود، فيقول صاحب المحل لـ “هنا لبنان”: “الوردة الواحدة سعرها دولارين، الباقة التي تضم 12 وردة سعرها 24 دولارًا، أما باقة الـ 50 وردة فسعرها 100 دولار”، لافتًا إلى أنّ “حركة العمل لم تعد كما كانت في السابق، ففي مواسم الأعياد كنا نشهد إقبالًا أكثر من قبل الزبائن”.

الشوكولا و”الدباديب” بالدولار أيضًا
كما الورود، الشوكولا يُسعّر بالدولار، إذ تقول ردينة، صاحبة محل شوكولا: “الأسعار مرتفعة وكل شيء “غالي”.. ونحن ندفع بالدولار مقابل كل المستلزمات التي نحتاجها، من أوراق وعلب و”ريبون”، فلا أحد يقبل الدفع بالليرة، وأكثر من ذلك، فالجميع يحتسب الدولار على سعر صرف الـ 22 ألف، في وقت يكون فيه دولار السوق السوداء 21300 مثلًا”.

وبالنسبة لطلبيات الزبائن، تُوضح ردينة لـ “هنا لبنان”: “تتفاوت الطلبات كلٌّ حسب قدرته، فهناك من يحجز علبة شوكولا مزيّنة بـ 40$، وهناك من يسأل إن كان يوجد شيء “بسيط” بأقل من 100 ألف، علمًا أنه لا يوجد بأقل من ذلك”.

أمّا “دباديب الفالنتاين”، فتُسعّر أيضًا بالدولار، إذ تتراوح أسعارها في إحدى محال الهدايا الكبرى بين الـ 10 دولار والـ 60 دولار، حسب الحجم والشكل. “وهي أقلّ الهدايا شراءً، لكنّ وجودها على واجهات المحالات بات كأنه تقليد لا بدّ منه في هذا العيد”.

إنّه زمن التفاح والبندورة!
“هالسنة كتير عوايد انكسرت”، يقول شادي، صاحب محل خضار، والذي يُشجّع الناس على شراء ما قد يستفيدون منه، “فالورد صحيح يرمز للحب، لكنّه سيذبل في النهاية ويُرمى في النفايات، لذلك أنا أعرض بيع علبة البندورة الصغيرة بـ 10 آلاف بدل 15 ألف ليرة بمناسبة “الفالنتاين” لمن حرموا من قدرة شراء الوردة بسبب الغلاء”.
ويضيف: “هذه الفكرة تعرّضت للسخرية من البعض، لكنّها في الوقت عينه لاقت إعجابًا وتشجيعًا من كثر”.

التفاح أيضًا هو بديل “جيّد”، فحملة “إنت الحب” لإهداء باقات التفاح يوم 14 شباط، “تهدف لدعم التفاح اللبناني ولكسر الصورة التقليدية للتفاح، كما لخلق فرص عمل من خلال خدمة الأونلاين وخدمة “الديليفري” في ظل هذه الأزمة الصعبة”، وفق قول اسكندر عماد، أحد منظمي الحملة.
ويوضح لـ “هنا لبنان” أنّ “الأسعار مناسبة مقارنة بأسعار الورد، فالباقات التي نقدّمها تأتي في ثلاثة أشكال، باقة كبيرة عبارة عن 8 تفاحات حجم كبير، سعرها 200 ألف ليرة، وباقة حجمها متوسّط فيها 12 تفاحة حجم صغير، سعرها 175، أمّا الباقة الصغيرة فهي عبارة عن تفاحة واحدة وسعرها 100 ألف”.

ويضيف عماد: “من يقوم بشراء “بوكيه التفاح” سيدعم ثلاثة أطراف مختلفة، من يبيعون “أونلاين”، شباب خدمة “الديلفيري”، ومن يقومون بتحضير وتنسيق الباقات”، لافتًا إلى أن “الحملة لاقت ترحيبًا من الكثيرين، رغم أنّها جديدة وغريبة نوعًا ما”.

كما أن هناك بعض محال الهدايا تعرض “غالونات” حمراء اللون معبأة بالبنزين مكتوب عليها “حبيبي جبتلّك بنزين”، وجرّة غاز كُتب عليها “حبيبتي جبتلك غاز احتياط”.. وذلك بسبب غلاء المادتين المذكورتين.

مواضيع مماثلة للكاتب:

نبيل مملوك.. صحافي تحت تهمة “الرأي المخالف”

استهداف الجيش وقائده في غير محلّه.. “اتهامات سطحية لدواعٍ سياسية”

إسرائيل “تنهي الحياة” في القرى الحدودية.. ما الهدف من هذا التدمير الممنهج؟