ماذا بعد “ثنائي الطيونة”؟
كتب عمر موراني لـ “هنا لبنان”:
من يستعيدُ تَغريداتِ النائب جبران جرجي باسيل في الأشهر الماضية، وتحديداً ما بين تشرين الأول 2021 وكانون الثاني 2022، ويعطفها على ردود حركة “أمل”، بلسان رئيسها السرمدي وسيف دولته علي حسن خليل، على “الرئيسين” المارونيين، يجزم أنّ من سابع المستحيلات لحم شظايا الجرّة المكسورة بين عهد التيار والخصم الشيعي.
يعود إطلاق تعبير “ثنائي الطيّونة”، قبل أربعة أشهر، إلى صهر العهد القوي حصراً، وأي سطو عليه من قبل “الخصوم” اعتداء على الملكية الفكرية. بعد جبران صار العونيّون يرددون تعبيره الخلّاق كواحد من شعارات التحريض على القوات اللبنانية أولاً. في 27 تشرين الأول غرّد ملك التغريد مستعيداً واحداً من أقواله الخالدة: “لما حكيت عن تواطؤ ثنائي الطيونة قامت القيامة. هيدا التواطؤ شفناه بالشارع على دمّ الناس وبمجلس النواب على قانون الانتخاب وحقوق المنتشرين، وبكرا رح نشوفه بالمجلس وبالقضاء على ضحايا انفجار المرفأ والطيونة سوا.”
استعان العونيون بتعبير رئيسهم حتى في الاستحقاقات الطلابية ففي تشرين الثاني لفت قطاع الشباب في انتخابات الجامعة اليسوعية إلى “خوض التيار الانتخابات منفرداً بوجه أحزاب المنظومة الفاسدة التي قررت تكريس تواطؤ ثنائي الطيونة انتخابياً، بحيث لبت حركة أمل نداء القوات في حرم الأشرفية “هوفلين” تأكيدًا على تحالفهما السياسي الذي ما عاد خافيًا على أحد”.
بالفعل فإن التحالف السياسي المشبوه، كما توقع قطاع الشباب، سيتظهّر انتخابياً في شهر أيار المقبل في الدوائر المشتركة: ففي دائرة مرجعيون حاصبيا سيكون فادي سلامة جنباً إلى جنب مع قاسم هاشم وعلي حسن خليل، وسيجمع “ثنائي الطيونة” تحت رايته فادي علامة مع بيار أبو عاصي في دائرة بعبدا.
ورياض عاقل مع محمد خواجة في بيروت الحبيبة.
وتتويجاً للتحالف بين “القوات” و”أمل” سيستبدل الرئيس بري ميشال موسى بمرشح تختاره الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية لشغل المقعد الكاثوليكي في دائرة صيدا ـ الزهراني إلا إذا ارتأت “القوات” أن تأخذ مقعد علي عسيران. وفي البقاع ترقبوا “ثنائي الطيونة” في مواجهة التيار!
هكذا هي الحال. تُرمى الشعارات الفارغة من أي مضمون في السوق الاستهلاكية ليتبيّن أن مطلقها متزلّف باب أول ومقتنص مقاعد في مجلس النوّاب بعناوين سيادية وإصلاحية وجنائية وشعارات مقعّرة: مرة يلجأ إلى ممولين بلا هوية سياسية لدعم حواصله وزيادة الغلّة، ومرة يعقد تحالفات موسمية، وهذه المرة لن يكوّن التيار كتلة وازنة من دون الارتهان الكلّي لمحور الممانعة الذي يستطيع بقوته التجييرية، وبوساطاته تنويب “إميل رحمة” ب 109 آلاف صوت أو إيصال ما يعادله مسيحياً، بفائض الأصوات التي توزّع على متسولي المقاعد في المجلس العتيد.
ماذا بعد “ثنائي الطيونة” إذا؟
غدًا “يمخمخ” رئيس التيار أفكاره الترويجية لتسويق التحالف الهجين مع الرئيس بري، ويبتكر معادلة تنسي جمهوره وببغاواته شعار “ثنائي الطيونة”. ويبدو أن مي خريش سبقته في مجال الترويج الانتخابي للتحالف المنتظر بقولها “نحن من نقود القاعدة وليس العكس”
ونِعم القيادة!
مواضيع مماثلة للكاتب:
مش كل صهر سندة ضهر | شبيحة “الحزب” بالمرصاد | أبو الجماجم |