العقول الذكية
كتب بسام أبو زيد لـ “هنا لبنان” :
لم تصدر الحكومة اللبنانية أي بيان يتعلق بمدح حزب الله لإرساله مسيرته “حسان” بمهمة ناجحة فوق إسرائيل، كما لم تصدر بياناً يتعلق بإدانة الرد الإسرائيلي على فعل حزب الله والذي تجسد بخرق الأجواء اللبنانية والتحليق بطائرتين من طراز أف ١٦ في أجواء بيروت والضاحية الجنوبية تحديداً وعلى علو منخفض.
نأي الحكومة بنفسها عن هذين التطورين العسكريين ليس خطوة في الاتجاه الصحيح، فهي بالدرجة الأولى لا حول لها ولا قوة مع حزب الله فهي إن أيدت ما فعل ستكون عرضة لردود فعل محلية وإقليمية ودولية معترضة، وهي إن استنكرت ستتعرض لهجوم صاعق من داخلها ومن أطراف محلية وإقليمية، ولذلك يبدو أن رئيس الحكومة قرر البقاء على اللاموقف وهو بالنسبة له الخطوة الأقل ضرراً داخلياً وربما خارجياً.
أما لجهة تجاهل الخرق الإسرائيلي فربما وضعته الحكومة في خانة الخروقات اليومية المتكررة لهذا العدو، ولكن المختلف هذه المرة أن هذا الخرق حمل رسالة إلى ثلاث جهات فهو في البداية أخاف المواطنين لحظة ارتكابه، كما وجه رسالة لحزب الله ورسالة إلى الحكومة اللبنانية، وبالتالي ما كان يجب على هذه الحكومة أن تتغاضى عن هذا الموضوع.
تدرك الحكومة اللبنانية أو بعض من فيها أن لبنان يعيش دائماً على شفير الحرب بين العدو الإسرائيلي وحزب الله والمشكلة أن هذه الحكومة ومن سبقها لم يكن لها أي قرار أو رأي في هذا الموضوع فهي تسمع بالخروقات والاعتداءات الإسرائيلية وتسمع بالصواريخ الذكية ومسيرات حزب الله، وهي في الحالتين تقف موقف المتفرج.
إن أسوأ ما يمكن أن يصيب لبنان في هذه المرحلة هي التوترات والمغامرات العسكرية، فالمواطن الذي يعيش مأساة يومية يحتاج إلى بصيص أمل بأنه سيخرج من جهنم يوماً ما، وهو طبعاً بحاجة إلى معنويات تساعده على الصمود في وجه العاصفة المعيشية التي ما زال الذين تسببوا بها مصرين على إشعالها، هذا المواطن لا يمكن أن يقاتل على جبهتين فكل ما يتمناه في هذه المرحلة أن يبقى على قيد الحياة عله يستمتع يوماً بوطن تبنيه دولة تتمتع بعقول ذكية.
مواضيع مماثلة للكاتب:
في لبنان ما يستحق الحياة | تنفيذ ١٧٠١ محكوم بقرار “الحزب” | يحقّ لنا أن نسأل |