الأهواء الأميركية والإيرانية تربك ممانعة لبنان
كتب بسام أبو زيد لـ”هنا لبنان”:
في قضية ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل، وفي قضية الموقف من الهجوم الروسي على اوكرانيا، سارت السلطة في لبنان وفق الأهواء الأميركية، وفي الحالتين كان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون رأس حربة في تبنّي هذه التوجهات الأميركية، وجاراه فيها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي.
المعلومات المتوفرة قالت إنّ سببين وراء تبنّي الرئيس عون التوجّهات الأميركية:
الأوّل: أنّه يرغب في رفع العقوبات عن صهره رئيس التيار الوطني الحر.
الثاني: أنّ الأميركيين أبلغوا المسؤولين في لبنان بضرورة إدانة الاجتياح الروسي لأوكرانيا وأن يتوافق ذلك مع توجهات المجتمع الدولي الذي يستعدّ لمساعدة لبنان من خلال صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ومن خلال مساعدات تقدّمها الولايات المتحدة مع حلفائها الغربيين والعرب.
لقد هاجم حزب الله خيار السلطة هذا في القضيتين وأيّده رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل في الموقف من الاجتياح الروسي لأوكرانيا، ولكنّ الأمور ما لبثت أن انقلبت رأساً على عقب بالنسبة لحزب الله ولباسيل، فحزب الله أصبح مجبراً على عدم معارضة موقف السلطة مما يجري في أوكرانيا، فمرشد الجمهورية الإسلامية الإيرانية علي خامنئي أعلن عدم تأييده للحرب الروسية على أوكرانيا ولم تعارض الجمهورية الإسلامية قرار الجمعية العمومية الذي دان الاجتياح الروسي، واكتفت بالامتناع عن التصويت، فالجمهورية الإسلامية الإيرانية لا تريد إغضاب الولايات المتحدة والأوروبيين على مشارف التوقيع المرتقب للإتفاق النووي.
من جهته رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل والذي كان قد تنصّل من بيان الخارجية اللبنانية الذي دان الاجتياح الروسي، لم يجد ما يقوله بعدما أيّد لقاء بعبدا الثلاثي بين عون وميقاتي وبو حبيب مضمون البيان، وجرى بموجبه التصويت إلى جانب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بإدانة الاجتياح الروسي، وقالت المعلومات إنّ اجتماع بعبدا أبلغ حزب الله رسالة واضحة ومفادها أنّ مصالح لبنان مع روسيا لا تستأهل التضحية بمصالح لبنان مع الغرب، وأنّ المصلحة اللبنانية تقضي بتأييد الإدانة العالمية لروسيا.
حزب الله وفي كل قضية يواجهها لبنان يحاول أن يمسك بالأوراق المتوفّرة، وهو لم يتخلّ طويلاً عن ورقة ترسيم الحدود البحرية رغم ما كان قد كرّره مراراً أمينه العام السيد حسن نصرالله من أنّه يلتزم بما تقرّره السلطة بهذا الموضوع، ولكن الحزب ما لبث أن انقلب على موقفه هذا وقرر من خلال تصريح للنائب محمد رعد الإمساك بهذه الورقة مجدداً، منعاً لاستمرار اتّهامه بالضلوع بتغطية صفقة يُتَهَمُ بها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وتقضي ببحث رفع العقوبات عن النائب باسيل مقابل التنازل عن الخط ٢٩ وحصر النزاع مع إسرائيل في المنطقة الواقعة بين الخطين ١ و ٢٣، علماً أنّ إمساك الحزب بهذه الورقة سيعني فشل مهمة آموس هوكستين، وفشل دورة التراخيص الثانية وبقاء النفط والغاز في باطن الأرض إلى أجل غير مسمى.
مواضيع مماثلة للكاتب:
في لبنان ما يستحق الحياة | تنفيذ ١٧٠١ محكوم بقرار “الحزب” | يحقّ لنا أن نسأل |