الازدواجيّة وخراب لبنان
كتب بسّام أبو زيد لـ “هنا لبنان”:
لا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ولا رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ولا وزير الخارجية عبدالله بو حبيب سَلِموا من اتّهام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بالعمالة للسفارة الأميركية.
فالبيان الذي صدر في ٢٤ شباط عن الخارجية اللبنانية ودان الاجتياح الروسي لأوكرانيا قال عنه السيد نصرالله إنه كتب في السفارة الأميركية في عوكر، ولكن هذا البيان تبنّاه لقاء بعبدا الذي ضمّ عون وميقاتي وبو حبيب، وعلى أساس هذا البيان صوّت لبنان إلى جانب قرار إدانة روسيا في الأمم المتحدة.
يريد السيد نصرالله للحكومة اللبنانية التي هو ممثّلٌ فيها أن تنأى بنفسها عن الحرب الروسيّة على أوكرانيا، ولكنّه في معرض حديثه شدّد على أن لا أحد يطلب من حزب الله النّأي بالنفس مع العلم أنّ الحزب مشاركٌ في الحكومة فهل يعقل أن يطالب بالشّيء وعكسه؟
في الحكومة حزب الله يقبل بتطبيق مبدأ النأي بالنفس، ولكنه من خارج الحكومة ينغمس في كلّ قضايا المنطقة سياسيًّا وعسكريًّا وطبعًا ليس وحده من يدفع ثمن التّدخلات هذه بل اللبنانيّون جميعًا فأين الحكمة في ذلك؟
إنّ المشكلة في لبنان ليست في المبدأ بل هي في الازدواجية التي يعيشها هذا الوطن وشعبه، فهو يدفع ثمن الازدواجية في القرار والموقف السياسي، وثمن الازدواجية في السلاح، وثمن الازدواجية في الاقتصاد، ولن يتمكّن لبنان من تحقيق أيّ استدامةٍ لأيّ استقرارٍ وازدهارٍ سياسيٍّ واقتصاديٍّ في ظلّ هذه الازدواجية.
قبل اندلاع الحرب في العام ١٩٧٥ كان لبنان بلدًا مزدهرًا في كلّ المجالات ولم تتمّ تسميته عن عبثٍ بسويسرا الشرق، ولكن كلّ ذلك لم يحل دون اندلاع الحرب على أرضه لأنّ ازدواجية السياسة والسّلاح مع منظّمة التحرير الفلسطينية غيّبت قرار الدولة وفجّرت كلّ هذه الصورة وما زلنا حتى اليوم في الدوامة ذاتها ولن نخرج منها إلّا بدولةٍ قويّةٍ صاحبة السّيادة والقرار والسّلاح.
مواضيع مماثلة للكاتب:
في لبنان ما يستحق الحياة | تنفيذ ١٧٠١ محكوم بقرار “الحزب” | يحقّ لنا أن نسأل |