عَرف زياد مكانه… فتدلّل
كتب جان الفغالي لـ “هنا لبنان”:
أيُّ بيتٍ من الشِعر يقرأ المحامي زياد بارود هذه الأيام؟
هذا البيت: إذا كنتَ ذا رأيٍ فكن ذا تدبّرٍ…
فإنّ فساد الرأي أن تتعجّلا
أو هذا البيت: إذا كنت ذا رأيٍ فكن ذا عزيمةٍ…
فإنّ فساد الرأي أن تتردّدا.
أين يقف زياد بارود اليوم؟ عند “التعجّل” أو “التردّد”؟
زياد بارود نجح في أن يكون ” Brand ” انتخابيًا من الصنف الأول، لا بل من الصنف النادر، فليس عرضيًّا أو هامشيًّا، أن “تطلب يده” كلّ القوى السياسية والحزبية في كسروان، سعيًا لخطْبِ ودِّه، ويكون على لائحة من لوائحهم، وجميعهم يعرفون أنه إذا نجح في الوصول إلى الندوة البرلمانية، فإنه يكون النائب الكسرواني الوحيد “الذي يفهم في التشريع”، ولن يكون النائب الذي يتدخّل عند القاضي الفلاني أو الفلاني لتخفيف عقوبة موقوف، ولن يزور المخافر لإطلاق مخالف، ولن يعمل في تسوية مخالفات البناء. كما لن يوزِّع المازوت المدعوم على مفاتيح انتخابية. ولن يرشو الناخبين بأرقام سيارات مميزة (كان وزيرًا للداخلية ولم يفعلها).
زياد بارود سيكون صوت الذين “صرَّخوا” لكنّ صوتهم لم يصل.
مرشحو الأحزاب والتيارات يصرخون ويوصِلون صوتهم، لكن “الخط الثالث” أو مجموعات الثورة والحراك، مَن يوصِل صوتهم؟ أو على الأقل، مَن يوحِّد صوتهم؟
كأني بهؤلاء يقولون للوزير بارود: “لا يحقّ لك أن تنكفئ”، ولا يحق لك إلّا أن تكون “رأس حربةِ” لائحةٍ استثنائية في كسروان، وإذا كان الثوّار لا يستطيعون أن يؤمّنوا حاصلًا لزياد بارود فبئس هكذا ثورة.
ليس الوقت وقت القول: “عرف زياد مكانه فتدلّل” بل وقت “إذا كنت ذا رأيٍ فكن ذا عزيمةٍ”…
زياد بارود لا يحقّ لك أن تخذل الثوّار. كما لا يحقّ لك أن تعطي شرعية أو غطاءً لمَن يحاولون “امتطاء موجة الثورة والثوّار”.
مواضيع مماثلة للكاتب:
راقبوا الميدان… الحرب في بدايتها | لبنان أمام عشرة أسابيع حاسمة | تدمير تحت الأرض.. دمارٌ فوق الأرض |