معركة البترون الانتخابيّة تشهد التحدّي الأكبر
كتبت ريما داغر لـ “هنا لبنان”:
لا شك بأن المعركة الانتخابية في دائرة الشمال الثالثة التي تضمّ أقضية زغرتا وبشرّي والكورة والبترون تعتبر من أكثر المعارك احتداماً في لبنان، بسبب عوامل عدّة، من أبرزها أن المرشّحين المحتملين لرئاسة الجمهورية متواجدون في هذه الدائرة (جبران باسيل، سليمان فرنجية، سمير جعجع). أما على صعيد قضاء البترون، الذي برز فيه 15 مرشحاً لغاية اليوم، فتتوزع فيه القوى السياسيّة الانتخابيّة بين: التيار الوطني الحرّ بشخص الوزير جبران باسيل والدكتور وليد حرب. والقوات اللبنانية عبر الأستاذ غياث يزبك. والقوى الثالثة المتمثّلة بالأستاذ مجد بطرس حرب. ولا يغيب ذكر مرشّح تيار المردة جوزف نجم ومرشّحَي الحراك المدني ربيع الشاعر وليال موسى. إضافة إلى المرشّح سامر سعاده الذي انشقّ عن قيادة “الكتائب” وأعلن ترشّحه مؤخراً.
وفي عمليّة حسابيّة سريعة، يتبيّن أنه من المرشحين الأكثر حظاً، يظهر الأستاذ مجد حرب. للمرشّح حرب عدد لا يستهان به من الأصوات التي تؤيد في الأساس والده النائب بطرس حرب والذي استطاع تبعاً لمبادئه السياسيّة والوطنيّة أن يحافظ على شعبيّته، يضاف إليها الأصوات السنيّة التي تتوجّه هذه المرة إلى تأييد مجد حرب، والأصوات الكتائبيّة التي ستصوّت له باستثناء أولئك المؤيدين لسامر سعاده.
إن هذا الموقع الجيد للمرشح مجد حرب قد يؤهلّه، مع حليفه في زغرتا ميشال معوّض، الحصول على أحد الحاصلين والفوز بمقعدٍ من ضمن مقعدين في البترون.
تظهر الحاجة الشعبيّة العامة بأنها بأمسّ الحاجة للمرشحين المنادين بالمبادئ السيادية التغييرية بما يتناسب ومتطلّبات المواطنين وصرخاتهم في مرحلة فشلت فيها الوجوه الحاكمة في إدارة أمور الدولة والناس، ووصل الحال إلى أسفل دركٍ من الانحطاط والفوضى والفقر.
ومن يتابع مواقف الأستاذ مجد حرب السياسية، يتأكّد من أنه يمثّل الصوت الشبابي الصارخ لأهل البترون خاصة أمام القوى المسيطرة والمتحالفة مع “حزب الله”.
وفي حديث لـ “هنا لبنان” يقول المحامي الأستاذ مجد حرب في هذا الموضوع: “تجمعنا بحزب الكتائب اللبنانية ثوابت ومبادئ وخطة عمل كانت أساس تحالفنا في البترون، وعليه، فقد قرّرنا العمل معاً في الانتخابات النيابيّة المقبلة وحتى أنّنا بدأنا بالعمل سوياً من قبل.
يرتكز برنامج عملنا الانتخابي على ثلاث نقاط: الأولى وهي تحرير الدولة واستقلالها التام عن القوى غير الشرعية المتحكّمة بها. الثانية، العمل على إصلاح المؤسسات وتطويرها بما يتناسب وقيام الدولة القوية التي يجب أن نكون جاهزين لبنائها حجراً حجراً. والثالثة، اقتراح قوانين تشريعيّة. فلكي يتحوّل برنامجنا من مجرّد نقاطٍ مكتوبة إلى أفعال، قدّمنا 25 اقتراح قانون تعهّدنا بالمضي بها خلال أول 100 يوم من العمل الانتخابي. ولا شك بأنه مع بدء العمل في البرلمان، مشاريع أخرى ستظهر تلقائياً وسيتوجب العمل عليها تباعاً.
إن الحظوظ الانتخابية لا ترتكز على نتائج الانتخابات التي هي معركة أوّلية من ضمن مسيرة العمل البرلماني الطويل، بل تتعدّاها لترتكز هذه الحظوظ على النجاح من الداخل عبر العمل المؤسساتي الفعليّ والجديّ بعد استحقاق 15 أيار.
لم يعد من المقبول أن تبقى الأمور على ما هي عليه من انحلال الدولة وارتهانها وفساد وسرقة أموال الناس. وإن إصلاح الخلل الحاصل يتطلّب عملاً دؤوباً ومستمرّاً من قوى وطنيّة سياديّة وفعّالة، تعمل على إقرار قوانين تشرّع وتجرّم وتحاسب.”
يعتبر ترشّح مجد حرب في البترون، وأمثاله في المناطق اللبنانية كافة، وسيلة خلاصٍ بالنسبة لعددٍ كبيرٍ من الناخبين، لإسقاط رموز السلطة السياسية الفاسدة والمتحالفة مع “حزب الله” الذي يقف أمام مشروع قيام الدولة وإصلاح مؤسساتها ومحاسبة مرتكبي الجرائم فيها.