مع علي الشيخ عمار على لائحة واحدة… باسيل “يبلع” الإهانة
كتب جان الفغالي لـ “هنا لبنان”:
“نزولاً عند رغبة إخوة وأصدقاء أوفياء، فقد تقدمت بطلب ترشحي إلى الانتخابات النيابية، فأرجو الله تعالى أن يعيننا جميعاً وأن يجعلنا ممن يعملون، مخلصين متضامنين، من أجل شفاء لبنان وخلاصه”.
كانت تلك تغريدة الدكتور علي الشيخ عمَّار في العاشر من آذار الفائت، قبل اللوائح وقبل التحالفات.
في الخامس عشر من آذار، بعد خمسة أيام على ترشحه، يفتح الشيخ عمّار النار على “التيار الوطني الحر” فيعلن
في تغريدة له أن “الحقيقة هي أن التيار الوطني الحر يضمّ في جنباته قادة ومسؤولين أقلّ ما يقال فيهم أنهم أعداء لكل ما هو حقيقة وعدالة وحريّة وصدق وأمانة وكرامة وسيادة واستقلال ووحدة وإصلاح…
مواقف علي الشيخ عمار ليست جديدة ولا هي مرتبطة بالاستحقاق الانتخابي، ففي شباط الفائت، وقبل شهر من ترشّحه، شنّ هجومًا عنيفًا على الرئيس عون فقال في تغريدةٍ له: “الصراع الدائر بين من اعتادوا خيانة لبنان، واستعراض مآثرهم السلبية المشوهة الفارغة وتبادل الاتهامات بسرقة المال العام في ما بينهم… مؤشر واعد على قرب نهايتهم وتساقطهم ودليل متجدد على انتصار منطق الثورة: كُلُّن يعني كُلُّن وعون واحد مِنُّن”.
تأسيسًا على كل ما تقدَّم فإنّ الدكتور علي الشيخ عمَّار على اللائحة ذاتها التي تضم مرشحي التيار الوطني الحر. هذه اللائحة الهجينة تعكس خلافات عميقة بين مكوِّناتها، فكيف يرضى رئيس التيار الوطني الحر أن يكون مرشحوه في لائحة مع مرشح يصف قادة التيار ومسؤوليه بأنهم “أعداء” لكلّ ما هو حقيقة وعدالة وحرية؟ هل استعطاء الأصوات يجيز بلع كل هذه الإهانات؟
أكثر من ذلك، حتى مرشحو التيار على اللائحة ليسوا على ما يرام في ما بينهم، فالمرشح أمل أبو زيد والذي سبق أن عزف عن الترشح بسبب المرشح زياد أسود، عاد إلى اللائحة بعد تمنٍّ من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي يبدو أنه تحوَّل إلى “شيخ صلح” محصورةٌ مهامه بمصالحة مرشحي التيار، ضاربًا بعرض الحائط أنه “بي الكِل” وعلى مسافةٍ واحدة من الجميع، ليتبيَّن، بالقرينة وبالملموس، أنه “بي التيار” فقط لا غير.
أخيرًا وليس آخرًا، هذه أحدث تغريدة للدكتور علي الشيخ عمَّار، وتقول:
“في السياسة أو فترة الإنتخابات النيابية، وبسبب العوائق التي توضع في طريقك، قد تكون الاستعانة بالخصوم واستخدامهم كجسر عبور من أجل تحقيق أهدافك المرجوة، قد تكون مثل هذه الإستعانة مبررة أو مستحسنة أو ربما مطلوبة”.
هل قرأ رئيس التيار جبران باسيل هذه التغريدة؟ خصوصًا أنها تعنيه، لأن الدكتور عمَّار سماه “جسر عبور”.
مواضيع مماثلة للكاتب:
هل سقطت معادلة “الشعب والجيش و… إيران”؟ | راقبوا الميدان… الحرب في بدايتها | لبنان أمام عشرة أسابيع حاسمة |