رياحٌ خليجيّةٌ دافئةٌ تلفح لبنان مع اقتراب الانتخابات.. علوش لـ “هنا لبنان”: لا ضمانات بشأن “الحزب”
كتبت ماريانا سري الدين لـ “هنا لبنان”:
بعد أشهر على الأزمة الدبلوماسية الشرسة التي عصفت العلاقة بين لبنان والمملكة العربية السعودية من جهة ودول الخليج الذين تضامنوا مع الرياض من جهةٍ أخرى، لاحت في أفق لبنان أمس الخميس، رياح دافئة قادمة من الصحراء العربية مبشرةً بعودة المياه إلى مجاريها بين دول الخليج ولبنان متزامنة مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية وفي الوقت الذي أعلنت فيه الحكومة اللبنانية التوصل لاتفاقٍ مبدئيّ مع صندوق النقد الدولي.
وتفيد مصادر مطلعة أنّ أسباب عودة السفيرين السعودي والكويتي وليد البخاري، وعبد العال القناعي أنّها “لا تنفصل قط عن موعد الانتخابات النيابية الذي بات على الأبواب تأكيداً منهما بأنّ الانتخابات قائمة في موعدها وأنّ لبنان لن يكون مسرحًا لأخصامهما في المنطقة”.
من جهته، رأى النائب السابق والمرشح عن دائرة الشمال الثانية الدكتور مصطفى علوش في حديث لموقع “هنا لبنان” أن “القرار الخليجي تجاه لبنان تزامن مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية ولكن دلالته السياسية هو أن العرب لن يتركوا لبنان ويريدون التواجد في بيروت ليواجهوا مع اللبنانيين الهيمنة والانهيار الحاصل”.
وتابع: “قد تعيد العودة العربية إلى لبنان الثقة وتعطي دافعاً أكبر للمشاركة بالانتخابات على أمل التغيير وإنقاذ لبنان من الانهيار والهيمنة”.
وعمّا إن كانت السعودية قد حصلت على ضماناتٍ بشأن سلاح “حزب الله” حتى عادت عن قرارها في مقاطعة لبنان، قال علوش لـ”هنا لبنان”: “لا أظن أن الأمر قد حصل، فلا أحد يضمن شيئاً في هذا الإطار على الأقل على المستوى اللبناني، السؤال هو عمّا إن كانت هناك ضمانات دولية؟ هل تتخوف إيران من شيءٍ ما؟ وهل دخلت بتسويةٍ دوليةٍ أو بازارٍ جديد”؟
أضاف: “السعوديون أدركوا أن ترك لبنان بهذه المرحلة سيتسبب بانهيار الدولة بكل مفاعيلها خاصةً وأن حزب الله سيحصل على أكثرية قد تصل الى الثلثين في المجلس النيابي عندها يُعلن سيطرته الكاملة، وبالتالي أظن أن القرار الخليجي اليوم مرتبط بالسياسة والمساعدات المالية ولكن لننتظر الأيام القادمة لنرى كيف ستُتَرجم”.
وعن تأثير القرار على الإقتصاد اللبناني، رأى علوش أن الاقتصاد لن يتحرك إلا إذا بات هناك عامل ثقة وعامل الثقة لا يكون بوجود “ميليشيات مسلحة” “.
وشدد على أن” العودة الخليجية اليوم إلى لبنان هي لرفع المعنويات والتأكيد أن لبنان ليس متروكاً لمصيره الأسود أمّا الاقتصاد فهو بحاجة لاستثماراتٍ والأخيرة تحتاج لضمانات”.
هذا وكانت وزارة الخارجية السعودية قد أعلنت أن سفيرها عاد “استجابة لنداءات ومناشدات القوى السياسية الوطنية المعتدلة في لبنان” وبعد تصريحات لرئيس الوزراء نجيب ميقاتي بخصوص إنهاء جميع الأنشطة السياسية والعسكرية والأمنية التي تؤثر على السعودية وغيرها من دول الخليج.
وشدد البيان السعودي الذي نقلته وكالة الأنباء السعودية على “أهمية عودة جمهورية لبنان إلى عمقها العربي”.
هذا وأصدرت وزارة الخارجية الكويتية بياناً مماثلاً. وقال مكتب ميقاتي إن سفير الكويت سيعود قبل نهاية الأسبوع.
كما وأعلنت وزارة الخارجية اليمنية عودة سفيرها إلى لبنان. وقالت الوزارة في بيانٍ نشرته وكالة الأنباء الرسمية إن ذلك يأتي “استجابة لإعلان الحكومة اللبنانية التزامها وقف كافة الأنشطة والممارسات والتدخلات العدوانية المسيئة للدول العربية”.
