البابا سيزور شعبًا نُفِض عنه غبار الاحتلال في صناديق الاقتراع
كتب طوني سكّر لـ “هنا لبنان”:
فيما تتخبط القوى السياسية بالتحضير للمعركة الانتخابية في 15 أيار المقبل، أعلنت الدوائر الرسمية في الفاتيكان عن زيارة مرتقبة لقداسة البابا فرنسيس إلى لبنان في 12 و 13 حزيران المقبل. تأتي هذه الزيارة في خضم الظروف الصعبة التي يعيش فيها لبنان واللبنانيون وغداة الانتخابات النيابية المرتقبة.
فالزيارة البابوية مبنية على عدة نقاط سبق لدوائر الفاتيكان أن لمّحت إليها بعد زيارة الرئيس عون للبابا في الفاتيكان، وتتمحور حول: المشاكل الاقتصادية والاجتماعية ودور المساعدات الدولية، موضوع النازحين، الإصلاحات الضرورية المطلوبة، والأهم تمتين علاقات العيش المشترك السلمية، ووجوب تحقيق العدالة ومعرفة الحقيقة في انفجار مرفأ بيروت التي يطالب بها أهالي الضحايا، والأهم تكريس طرح بكركي في حياد لبنان.
ونتيجة لتعيين موعد هذه الزيارة، تسوّق دوائر رئاسة الجمهورية بأنّ هذه الزيارة هي تلبية لدعوة الرئيس التي حملها إلى الفاتيكان الشهر الفائت.
إلّا أنّ الحقيقة في مكان وما يشاع عن المقربين من الرئاسة في مكان آخر.
فدوائر الفاتيكان تعلم وسبق لها أن شاهدت عن قرب عبر وزير خارجيتها بول ريتشارد غالاغير وقبله الكاردينال بيترو بارولين، أنّ لبنان ليس بخير ومسيحيّيه أيضاً، وتعلم الفاتيكان أن ما قاله عون في حضرتها عن المسيحيين وحزب الله ليس هو الواقع، ويعلمون أن المسيحيين يعيشون تحت سطوة السلاح والفساد، والترهيب والتهديد، والغزوات لمنازلهم الآمنة.
سيرى البابا بأمّ عينه عند وصوله إلى المطار أن بيروت الرسالة والانفتاح تحولت إلى طهران الخامنئي والإرهاب والتطرف والعداء للمحيط العربي، سيرى أيضًا أنّ بيروت والأشرفية والرميل ومحيط المرفأ تحولوا إلى ركام، وسيرى الظلام في الطرقات والفقراء على الأرصفة، سيسمع صراخ أهالي الشهداء، سيسمع أصوات الثوار، سيسمع شباب المهجر من وطنه، وسيسمع أصوات المظلومين والباحثين عن العدالة.
سيزور البابا لبنان حاملاً رسالة سلام ومحبة وغبطة وفخر إلى شعب “نفض عنه غبار الاحتلال في صناديق الاقتراع”…
وحول زيارة البابا قالت مصادر بكركي لـ “هنا لبنان”، “أنه في اجتماع المطارنة الأخير تم تكليف المطران ميشال عون لرئاسة اللجنة الكنسية التي تتعلق بالبرنامج الكنسي لزيارة البابا كونه رئيس اللجنة التنفيذية لمجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان، وسيكون مكلفًا من الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة المارونية لتنظيم الزيارة، كما سيشكل رئيس الجمهورية لجنة وطنية لتهيئة الزيارة وسيكون المطران عون ضمن هذه اللجنة أيضاً، بحيث سيكون محور الزيارة بكركي والسفارة البابوية ورئاسة الجمهورية وهم الذين سيتعاطون بالتنظيم بشكل مباشر”.
وعما إذا كان هناك تحضير لورقة سياسية من قبل بكركي أكدت المصادر أنّ “طرح الحياد مطروح، والبطريرك طرح ذلك من قبل وأصبح قداسة البابا على اطلاع تام على هذا الطرح خلال زيارات البطريرك الراعي له ومن خلال التقارير التي كان يرسلها البطريرك للبابا بشكل مستمر. فالبابا أصبح على اطّلاعٍ تام حيال حياد لبنان”.
وعن طرح البابا لحل سياسي للأزمة اللبنانية قالت المصادر “إن هذا الشيء يعود له، عبر طرح عناوين ولا يمكننا أن نعرف ما الذي سيطرحه، فدور الفاتيكان دور معنوي وعلامة رجاء وتشجيع وتضامن، ومن الأكيد يبقى الشق السياسي يعمل به من خلال الديبلوماسية الفاتيكانية فليس من الضرورة أن يطرح البابا في هذه الزيارة عناوين سياسية، إنما بإمكانه المتابعة من خلال الديبلوماسية، فالشق الأساسي من هذه الزيارة إعلان تضامنه مع الشعب اللبناني في المحنة ووقوفه إلى جانبه ودعمه قضاياه ومعاناته”.
وأضافت “أن البطريركية المارونية لا تملي ولا تقول للبابا ما الذي عليه فعله، فالبابا لديه كل الاطلاع على كل شيء وهو يطرح الذي يريده ولا يمكن لأحد معرفة ما الذي سيطرحه، ولكن المعروف أن الذي يشدد عليه قداسته هو القضايا الاجتماعية والبشرية والاقتصادية وحرية الشعب، فهذا الذي من الممكن أن يحكى”.
وعما إذا كان قداسته سيلتقي مع شبيبة لبنان قالت “بالمبدأ نعم، فالشبيبة لهم دائماً حصة كبيرة في زيارات قداسة البابا “.
مواضيع مماثلة للكاتب:
بسام مولوي من معدن الرجال الرجال! | لبنان يتأرجح بين مطرقة شاوول وسندان الشامي! | انتخابات القوات أمثولة… كيروز لـ “هنا لبنان”: القوات إطار جامع لأجيال المقاومة |