الأزمات تتفاقم يومًا بعد يوم.. هل يكون الانفجار الكبير بعد الانتخابات؟
كتبت نايلة المصري لـ “هنا لبنان”:
من البنزين إلى القمح والخبز والاتصالات والإنترنت والكهرباء، مشاكل وأزمات ترخي بثقلها على المجتمع اللبناني يومياً، والحكومة عاجزة عن إيجاد الحلول لها، أو تسعى إلى إبعاد الحلول الجذرية التي يجب أن تُتّخذ إلى ما بعد الانتخابات النيابية منعاً لأي انفجار في الشارع يكون مشابهاً إلى حد كبير ثورة 17 تشرين، قد يطيح بالانتخابات ويترك الأمور على ما هي عليه، ويمنع الكثير من المساعدات عن لبنان ما بعد الاستحقاق.
الكاتب والمحلل السياسي طوني بولس أكد أن الأزمات في لبنان بشكل عام هي أزمات متنقلة من دون أن يكون لها أي نوع من الحلول، بل معالجات ظرفية ومكانية، وبل ويتم ترحيلها إلى ما بعد الانتخابات النيابية، لكي لا تؤدي هذه الأمور إلى انفجار اجتماعي قبيل الانتخابات وتؤدي إلى تغيير الموازين التي تحاول أن ترسيها قوى السلطة.
وإذ اعتبر بولس في حديث عبر “هنا لبنان” أنّ بعض الأمور قد لا تكون مفتعلة، لا سيما الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي تتفاقم، والتي يتم ترقيعها من خلال اتفاق شكلي مع صندوق النقد الدولي لبث أجواء إيجابية في صفوف المواطنين، لفت إلى وجود أزمات أخرى يتم افتعالها بين فترة وأخرى، وهي توضع في إطار شد الحبال بين أفرقاء السلطة، لا سيما أزمة المصارف، والهجوم القضائي على المصارف، مشيراً إلى أنّ رئيس التيار الوطني الحر، جبران باسيل يسعى إلى ابتزاز القوى السياسية وها هو الهجوم القضائي على المصارف انتهى وتم تأجيله، هذا فضلاً عن الهجمة الشرسة التي قادها باسيل بوجه حاكم مصرف لبنان والتي تم ترحيلها.
وفي هذا الإطار، لفت بولس إلى أن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بات يتدخل شخصياً في الكثير من الأمور ومع الحلفاء لوضع التسويات من تحت الطاولة، ليبقى ممسكاً بزمام الأمور، ولعل الاجتماع الذي عقد أخيراً بينه وبين باسيل ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية لترتيب الأمور مع الحلفاء ليمسك زمام الأمور لا سيما في مرحلة ما بعد الانتخابات لتوحيد الصفوف ما يضرب مصداقية جبران باسيل، لناحية تأكيده أنّ التحالف مع الرئيس نبيه بري هو تحالف انتخابي لأنه بحسب المعلومات هناك تحضير لجبهة سياسية كاملة، التيار الوطني الحر جزء منها، هدفها الأساسي الهيمنة والسيطرة على لبنان.
وتابع: هذه الجبهة، ومن ينضوي تحتها، ستحاول أن تمسك السلطة، من خلال الأزمات التي تضرب البلاد، والتي ستستمر بالتراكم، وما بعد الانتخابات نحن متجهون إلى مشهد جديد وإلى مزيد من الانهيار والأزمة ستنفجر، وما نراه حالياً من أزمات صغيرة عبارة عن مؤشرات سلبية على الاتجاه الذي سيتوجه له البلد.