المواطن أمام خيار مفصلي.. حارب بـ “صوتك”!
كتب أنطوان قربان لـ”ici beyrouth”:
بدأ الفريق السيادي حملاته الانتخابية للانتخابات النيابية المقبلة، ومع تعدّد القوائم، غير أنّ الجميع يتفقون على عبارة واحدة يقولونها للمواطنين وهي “انتخبوا الأفضل”.
وعلى ما يبدو فإنّ العديد من اللوائح ستخوض هذا الاستحقاق وفقًا لقانون انتخابي غير عادل ومخادع في الوقت نفسه.
ومن المؤسف أنّه في الوقت الذي نرى فيه أنّ معظم الأحزاب التقليدية ما زالت منظمة، فإنّ “المجتمع المدني” أظهر عجزاً عن توحيد صفوفه لتحقيق ما كان يطمح إليه في انتفاضة 17 تشرين، أي إسقاط النظام وتطبيق القانون وإخراج لبنان من قوقعته.
ومن الواضح أنّ “المجتمع المدني” المذكور لا يزال يعاني من النرجسية، ويكتفي بمجموعات الواتس آب واجتماعات الـ”zoom”، والتي باتت مؤخراً تلخّص العمل الثوري.
في المقابل فإنّ الفريق الممانع الذي يقوده “حزب الله”، يبدو أكثر جدّية من الثورة، التي تؤثر بتشرذمها على الوجه السيادي المطلوب في الانتخابات.
ويقدّم “حزب الله” نفسه على أنّه “الحاكم” في هذه المرحلة، وهذا انعكس جلياً في تنظيم أمينه، السيد حسن نصرالله حفل إفطار، استدعى إليه كلًّا من الخصمين جبران باسيل وسليمان فرنجية، واستجاب الخصمان المرشحان لرئاسة الجمهورية لهذه الدعوة.
ويهدف الإفطار لعدم شرذمة الأصوات سيّما وأنّ الصوت التفضيلي الذي يتضمنّه القانون النسبي هو الذي يحدد هوية الفائز.
ووفق القانون الانتخابي، ينتخب المرشح في دائرته لائحة كاملة من المرشحين مع إعطاء صوته التفضيلي لناخب واحد ينتمي إلى القضاء نفسه المسجّل فيه الناخب.
“انتخبوا الأفضل”
يرفض المستقلون مبدأ المقاطعة ويدعون اللبنانيين إلى انتخاب الأفضل وإسقاط النظام الذي أدّى بلبنان إلى التهلكة، فالامتناع عن التصويت يفسح المجال للسلطة لأن تجدد نفسها، ومن هنا لا بدّ من المشاركة والخروج من الانتماءات التقليدية واختيار أسماء وشخصيات تستحق الوصول وقادرة على مواجهة حزب الله ومشروعه.
وفي هذا السياق نستعيد خطاب بريكيليس الذي توّجه به لأهل أثينا، إذ قال: “المواطن الذي لا يشارك في السياسة ليس مواطنًا مسالمًا بل مواطنًا عديم الفائدة”.
وفي النظام الديمقراطي اللبناني الجميع متساوون أمام القانون، ومن خلال الانتخابات يمكن التدخل في سير الحكومة ومسارها، لذا لا بد من الاقتراع وانتخاب الأفضل بعيداً عن أيّ اعتبارات، فالاعتبار الوحيد الذي يجب أن يكون سائداً هو الصالح العام.
وكما قال الروائي الأمريكي روبرت أ. هاينلين (1907-1988): فإنّك “عندما تصوت، تمارس السلطة السياسية، وتستخدم القوة”.
مواضيع ذات صلة :
انتخابات نقابة المحامين: لماذا تراجع التأثير الحزبي؟ | أزمة الأحزاب | المال يعرقل مرشّحين… والأحزاب تنشط |