أنا جبران انتخبوني
كتب أسعد بشارة لـ “هنا لبنان”:
أنا جبران وكل الأسباب والإنجازات تحتم عليكم انتخابي. أفنيت شبابي وأنا أناضل في سبيلكم، اعتقلت يوم السابع من آب فاضطررت لأن أتنصل من رفاقي وأن أقول أنني لست من التيار بل صهر الجنرال فسامحوني. تلال سوق الغرب ومعاركها تشهد كم كنت في فوهة النار، نعم لقد كنت في المقدمة، فلا تنسوني.
في العام 2005 عاد الجنرال فعاد الوطن إلى الوطن، عاد بأصوات البلابل (وئام وهاب وناصر قنديل) فصرت صهركم جميعاً، فكلفني الجنرال بالاهتمام بحقوق المسيحيين، فكنت الأمين على الحقوق، تشهد لي كنيسة مار مخايل، بصفقة ليست ككل الصفقات، ومن يومها ابتدأ المشوار.
بعدها أيها الاعزاء بات كل شيء سهلاً وسلساً. لقد قلنا عن اغتيال سمير قصير أنه حادث أمني، وحاربنا المحكمة الدولية والتحقيق نيابة عن حزب الله، وذهبنا إلى تحالف الأقليات في حماية إيران، وأعدنا الحرارة إلى علاقتنا بالنظام السوري كل ذلك من أجلكم ومن أجل حقوقكم المسلوبة، أما أنتم فقد جددتم لنا المبايعة في انتخابات العام 2009 بناء على تمسككم بالحقوق، وأولها وزارة الطاقة التي أنرنا فيها لبنان من شماله إلى جنوبه، “أون بلا أوف”.
أنا جبران انتخبوني. لقد شبكنا تحالفاً باسمكم فوضعنا الشيعة في مواجهة السنة، وكانت فرصة تاريخية، كي نستعيد الرئاسة والهيبة والرئيس، فكان لنا ما كان، وربحنا الرئيس القوي، في العام 2016، لكن فرقت معنا على شعرة في الدوحة.
وأصارحكم أيها الاحباء، إنّ ليس كل ما أردناه من تحالف مار مخايل تحقق. لقد فوجئنا بأن حزب الله لم يعطنا حقنا في الكثير من المحطات الهامة. لديه الكثير من الأبناء المدللين، وأولهم توأمه في المجلس النيابي. لقد وازن بيننا وبينه، وأصابنا بخيبة، لأننا اعتقدنا أننا عندما نهديه ورقة المسيحيين، سنغرقه بغرام من النوع النرجسي الذي لا يرد فيه للحبيب كلمة أو مطلب. لكن تبين أن الحزب متعدد الزوجات، ويعطي ما لقيصر لقيصر وما لله لله، وهنا بدأت محنتنا.
لقد اعتقدنا وهماً أننا الابن المدلل، وأخطأنا، فنحن لم نكن أكثر من وافدين على جنة تقاسم السلطة والدولة، ولهذا يا أعزائي اضطررنا للتفاهم مع بري، فالتعيينات نتقاسمها في الكازينو والإدارات والوزارات، وكل ذلك باسم حقوقكم الغالية على قلوبنا. ما يعزينا أن كل ما فعله بري من العام 1990 وإلى العام 2005 ، مسحنا آثاره بإنجازاتنا في أعوام قليلة، لقد وضعنا له مئة “وزك”، فناموا واطمئنوا لأن حقوق المسيحيين أصبحت في مأمن، أما من هاجروا إلى كندا وأستراليا بفعل الانهيار، فنعدهم بأن حقوقهم محفوظة بوجودنا وإذا عادوا سيشاركون معنا الانتصار.
أجد أنّ علي أن أشرح لكم ما يشوشه علينا الخصوم المغرضين. نعم نحن تحالفنا مع بري الذي وصفناه بالبلطجي، ومع الجماعة الإسلامية التي اتهمناها بالتطرف، ومع إيلي الفرزلي الذي رفع لواءنا لفترة طويلة، لكن أحب أن أشرحها لمن يفهم المنطق. هذه رفقة طريق في بوسطة كل من فيها زعلان من الآخر. فلا تصدقوا أننا إذا كنا في لوائح مع هؤلاء أننا أصبحنا حلفاء. فقط صوتوا لنا ولهم كي نفوز، وبعدها كل واحد في طريقه. لا تكلموني الآن عن المبادئ، ولا تذكروني بما قلته عن بري وما قاله علي حسن خليل عني، لا تذكروني أني في لائحة واحدة مع الذين “ما خلونا” فبإذن الله هذه المرة، سنجرفهم إلى النهر، طبعاً بعد أن نساهم في انتخابهم مرة ثانية، وبعد أن يمدونا بأصواتهم كي نؤمن حواصل أكثر.
أنا جبران انتخبوني. بعد الانتخابات سنستعد لمعركة الرئاسة سوياً. حقوقكم وحلمي بالرئاسة يشبه فيلم “لا أنام”. لقد وضعت على لائحة العقوبات، مع إني لم أترك أثراً ورائي، وليس لدي مال لأرفع دعوى في المحاكم الأميركية، فمن أهدوني رحلة دافوس، باتوا أقرب إلى البخل من السخاء.
أنا جبران انتخبوني. من أجل السدود الملأى بالماء والكهرباء التي لا تنطفئ، والشباب الذين عادوا من المهجر، والبلد العامر الذي يوحي بالأمل. من أجل حقوق المسيحيين حتى لو لم يبق مسيحيون.
أنا وريث عمي. فلا بيع للأوهام ولا شعارات ولا انتصارات-انكسارات.
أنا جبران تعرفوني.
أنا جبران انتخبوني.
مواضيع مماثلة للكاتب:
تفاؤل وهمي والحرب تتصاعد | لبنان على موعد مع أشهر صعبة | ترامب اللبناني |