أنطوان سرياني لـ “هنا لبنان”: برنامجنا الانتخابيّ في “لبنان السيادة” مستمدّ من مبادئ وطنيّة
كتب أنطوني الغبيرة لـ “هنا لبنان”:
قسّم القانون الانتخابي بيروت إلى دائرتين. والتنافس الحاصل بين المرشّحين يجعل من كلّ دائرة تتمّز بلوائحها وبرامجها الانتخابيّة.
المحامي أنطوان سرياني لم يترشّح هذه المرّة لعضوية مجلس بلديّة بيروت بل هو أحد المرشّحين ضمن لائحة “لبنان السيادة” عن مقعد الأقليات في دائرة بيروت الأولى.
وفي مقابلةٍ مع “هنا لبنان” رفض سرياني اعتبار لائحة “لبنان السيادة” تابعة لحزبٍ معيّن أو محسوبة على جهة معيّنة. فالتحالف بين النائب نديم الجميّل مع المستقلّين لا يعني أنّ اللائحة أصبحت لائحة الكتائب اللّبنانيّة. وأضاف تتميّز هذه اللائحة بأنها ليست حزبيّة كلائحة القوات اللبنانيّة التي أساسها أسماء حزبيّة مثلها مثل لائحة التيار الوطنيّ الحرّ.
اختار سرياني الانضمام إلى “لبنان السيادة” كونها قريبة من المواطن وهدفها إعادة بناء الدولة لتخفيف الأعباء على اللّبنانيّين. فاجتماع المستقلين ونديم الجميل تحت مظلّة واحدة وأهداف مشتركة كان كفيلًا بتشكيل اللائحة.
وكون مبادئ سرياني الأقرب إلى “لبنان السيادة” لم يتواصل أو يتفاوض مع أي لائحة أو جهة أخرى للانضمام إليها في حال فشلت المفاوضات مع المرشحين على هذه اللائحة.
في بيروت الأولى هناك ثلاث لوائح للمجتمع المدني، وعبارة المجتمع المدني واسعة ولها دلالات عديدة. فكل فرد ليس حزبيًّا بالنسبة لأنطوان سرياني يعدّ من المجتمع المدنيّ، كما يمكن أن يعتبر من الثورة. وكل شخص لبنانيّ يهمّه لبنان وبيروت هو من المجتمع المدنيّ. هناك جهات تعتبر أنّ عبارة المجتمع المدنيّ حصريّة لها، لكنّ الواقع مخالف.
البرنامج الانتخابيّ بالنسبة لسرياني في “لبنان السيادة” مستمدّ من مبادئ وطنيّة كبرى مكرّسة بالدستور اللّبنانيّ، ولا يمكن تشريع القوانين وتطبيقها دون الالتزام بهذه المبادئ. فمن منّا لا يريد السيادة والاستقلال وإعادة انتعاش البلد اقتصادياً من خلال النظام الليبرالي وجيش لبنانيّ أوحد. لكنّ الأمر يتطلّب عملًا دؤوبًا ووقتًا، واللائحة في حال وصلت إلى المجلس لا تستطيع أن تنجز العجائب؛ لذا الأمر يتطلّب عددًا معيّنًا من النواب لتقديم مشاريع قوانين جديدة. من هنا سيكون المرشحون الفائزون في الدورة الانتخابيّة حريصين على تطبيق هذه المبادئ وعدم تعارض التشريعات معها.
أنطوان سرياني رجل قانون وإيمانه كبير به وبالقضاء والتحقيق والكفاح للوصول إلى نتيجة. فاعتبر أن طريقة سير القضاء والطعون هي وفق إجراءات قانونيّة متّبعة من قبل أشخاص معيّنين لعرقلة التحقيق في انفجار أو تفجير 4 آب الّذي يعدّ من أسوأ وأبشع المجازر التي حصلت، وكلّ التسميات جائزة لهذا الحادث الأليم.
وتابع بأي جريمة طبيعيّة هناك طرق مراجعة طبيعيّة يجيزها القانون تستخدم من قبل أشخاص، وكونه محاميًا يرى الشخص ويستخدم هذه الصفة ولا يستطيع استبدالها بكلمة حزب وإتّهام حزب معيّن بعرقلة التحقيق بل الأشخاص هم الّذين يعرقلون التحقيق. هناك دعاوى عاديّة كالإيجارات مثلاّ يصدر الحكم فيها بعد عشر أو خمسة عشر عاماً، فكيف الحال بقضايا كبرى كحادثة المرفأ التي تستخدم فيها كافة أساليب المراجعة المتاحة قانوناً. لكن تبقى المطالبة باستعجال إصدار القضاء قراراته بشكل سريع ونهائي.
بعد خبرة اثني عشر عاماً في المجال البلدي وكونه عضوًا في بلديّة بيروت، يرى سرياني أنّ السياحة هي أساس إعادة بيروت بشكل خاص ولبنان بشكل عام على الخريطة العالميّة كما كانت في الماضي. فغياب البنى التحتية مثل الكهرباء والطرقات المعبّدة بالإضافة إلى الأزمات المعيشيّة كانقطاع البنزين والخبز… يؤثران على السياحة. لا تستطيع البلدية القيام بدور الدولة في ظلّ غياب مقوّمات الدولة والإنماء في المناطق. مع تنشيط السياحة تنشّط العجلة الاقتصاديّة ومعها تزداد مردودات المجالس البلديّة لكي تستطيع القيام بإصلاحات محليّة أكبر.
في حال فوزه في الانتخابات النيابيّة، سيستفيد سرياني من خبرته من خلال مسيرته العمليّة والبلديّة لطرح مشاريع قوانين لحلّ مشاكل عانى منها شخصياً. واعتبر أننا نعيش ببلد فيه تعقيدات إداريّة بالمعاملات الرسميّة التي يتطلّب جزء منها عشرات التواقيع لإنجازه؛ لذا سيعمل على قوانين تدخل المكننة على إدارات الدولة بهدف قطع الطريق أمام الفاسدين والمرتشين ولتعزيز اللامركزية. فالمكننة لا تعرقل عمل المواطن ولا تتطلب منه وقتًا يستطيع استثماره بأمور أهمّ من الانتظار في الدوائر، ومع القوانين المتعلّقة بالمكننة شرط أن تكون متكاملة وهادفة لتطوير الإدارات العامة نخطو تدريجياً نحو التقدّم.
سرياني المُطالب بالعيش المشترك، يشجّع على الحوار بين كافة اللبنانيين بما فيهم حزب الله، مؤكداً رفضه لأي سلاح غير شرعي على طول الأراضي اللّبنانيّة. ويُضيف بالحوار نختصر المسافات، ونجد حلولًا عمليّة تخرجنا من واقعنا المرير.
يعتبر أن النظام الطائفي في لبنان ظلم الوطن، ومن المعيب استخدام كلمة أقليّات لأننا جميعاّ نتعايش تحت سماء واحدة وفي مجتمعٍ واحدٍ، غير أنّ الطائفية أساس الشرخ الحاصل بالمجتمع. فبسبب الطائفية لا يستطيع أشخاص لديهم جدارة وكفاءة الوصول إلى المراكز العليا والفئات الأولى داخل الإدارات العامة؛ هناك كثير من الأشخاص من ما يسمى طوائف الأقليات بحسب سرياني لديهم نزاهة وخبرات كبرى وطائفتهم حجر عثرة أمام وصولهم، فقد يلجأ البعض منهم للسفر أو الهجرة سعياً وراء أحلامهم. لذا علينا العمل الدؤوب لإلغاء الطائفيّة في النصوص والخصوصيّة للوصول إلى الدولة المدنيّة، بحيث يتبوأ المواطنون الكفؤ وأصحاب السيرة الذاتيّة الحسنة مراكز عليا في الدولة.
أنطوان سرياني مرشّح شعاره “حتّى نكمّل المسيرة”، هو الّذي يدعو الناخبين الاقتراع للأفراد الأقرب لهم والّذين يشبهونهم. فالمرشّح بالنسبة له لا يجب أن يعرض نفسه وخبراته أمام الرأي العام، بل على الناخبين البحث عن المرشحين الأقرب لهم والأفضل بنظرهم والّذين يمثّلون طموحاتهم.