جوال ميشال الحويك.. الوجه النسائي النضالي في لائحة “شمال المواجهة”
كتبت ريما داغر لـ “هنا لبنان”:
شهرٌ يفصلنا عن الانتخابات النيابية القادمة. وها هم الناخبون، بأكثريتهم، قد حسموا خياراتهم لأن الشعب اللبناني بات يعلم جيّداً من هو سبب الخراب الذي وصلنا إليه.
وفي المقابل، يظهر التردّد لدى البعض ممن لا يؤمنون بأن الانتخابات ستؤدي إلى النتائج المرجوّة، بما أن لبنان محتلّ من قوى أمر واقع لا أحد يستطيع التصدي لها.
وفي إطار آخر، ها هي اللوائح الـ 103 باتت مكتملة والمعركة بين المرشحين على أشدّها. ويبدو أن الحضور النسائي لهذا العام على ازدياد، إذ بلغ عدد النساء المرشّحات 118 سيّدة.
من بين اللوائح عن دائرة الشمال الثالثة (أي أقضية البترون، بشري، الكورة وزغرتا) لائحة “شمال المواجهة”، المؤلّفة من 9 أشخاص. وهي لائحة عابرة للطوائف، تضمّ وجوهًا سيادية تمثّل المعارضة والثورة، ومن أبرز أهدافها استرجاع سيادة لبنان وبناء الدولة.
تضمّ اللائحة عن المقعد الماروني في زغرتا الزاوية ميشال معوض، جواد بولس وطوني المارديني. عن المقعد الماروني في البترون مجد حرب وجوال الحويك. عن المقعد الماروني في بشرّي رشيد رحمه. وعن المقعد الأرثوذكسي في الكورة بريجيت خير، أديب عبد المسيح، وإميل فياض.
ولتسليط الضوء على شخصيات من اللائحة المذكورة أعلاه، كان لـ “هنا لبنان” الحديث مع الوجه النسائي في اللائحة، السيدة جوال ميشال الحويك التي عرّفتنا إلى نظرتها السياسية للوضع القائم قبيل الانتخابات النيابية.
“ففي سؤال حول سبب ترشّحها للانتخابات النيابية، أجابت السيدة الحويك بأنها ومنذ بدء ثورة 17 تشرين، وهي تناضل في الشارع مع الناس، وتطالب بالتغيير. واليوم، مع هذا الاستحقاق الديمقراطي، كان لا بدّ لها من الاستمرار بالنضال، عبر الترشح من أجل العمل الفعّال. فإن التغيير المطلوب يجب أن يكون، كما في الخارج عبر الانتفاض في الشارع، كذلك في الداخل عبر الوصول إلى البرلمان والعمل النيابي عبر السلطة التشريعية.
وفي سؤال آخر حول أهم التحديات التي تواجه لبنان اليوم، أجابت السيدة جوال بأن كسر وصاية “حزب الله” على لبنان هو التحدّي الأبرز والأصعب الذي يواجهنا اليوم. فإن هذا المحور، محور الحزب أخذ البلاد وشعبها إلى مكان غريب عن كيان لبنان وهويّته. وإن وجود منظومة خطفت البلد ودمّرته وهجّرته وسرقته، يعتبر من أهمّ المخاطر التي يجب الوقوف بوجهها والتصدي لها، وبالتالي المطلوب مواجهة من يحمي هذه المنظومة ويتحالف معها أيًّا كان بما أنّها المتحكمة بمفاصل الدولة عبر التهديد والسلاح والترهيب.
وفي الحديث عن عدم ثقة الناس بأن التصويت سيؤدي إلى التغيير المطلوب، أكدّت السيدة جوال الحويك أنّ الاقتراع، ولأيّ مرشح كان، هو واجب ديمقراطي لكلّ مواطن. وبمعنى آخر، من واجب الناخبين اليوم، اتخاذ القرار بالتصويت والتعبير عن الرأي، وممارسة حقّهم الشرعي في الانتخابات. فالأمل بمستقبل أفضل يقع على عاتق المقترعين، وأصواتهم هي التي تصنع التغيير، وأمامنا اليوم فرصة سانحة من أجل إعادة لبنان إلى حضننا وعودتنا إلى كنفه.”
من الواضح أن المنظومة السياسية “الترهيبية” المسيطرة على لبنان، تلقى معارضة شديدة من قبل غالبية الشعب اللبناني، وقد انعكست عبر بروز المرشّحين المعارضين والسياديين في لوائح عديدة من مختلف المناطق اللبنانية.
وبما أن حلفاء هذه المنظومة، يشعرون اليوم بقلقٍ وارتيابٍ إزاء ترشّح أصوات معارضة ورافضة للسلطة السياسية القائمة، والتي أوصلت لبنان إلى الإفلاس السياسي والاقتصادي الذي يعيش فيه؛ وبما أننا نسمع اليوم عن تهديدات وتخويفات تطال المواطنين في مناطق معيّنة من أجل التأثير على خياراتهم الانتخابية، لذلك، على المواطنين الاقتراع بكثافة وبضمير من أجل خلاصهم وتحرّرهم من مرتزقة وعملاء الخارج والقضاء على نظامٍ هدّامٍ للبنان وشعبه.