أنظمة الطاقة الشمسيّة: هل هي بديل مناسب أو استثمار خاسر؟
كتبت فاتن الحاح حسن لـ “هنا لبنان” :
يتزايد الطلب على الطاقة الشمسيّة لدى اللبنانيّين في ظلّ أزمة انقطاع الكهرباء وتصاعد تكاليف المولّدات الخاصّة، ظنّاً منهم بأنّ الطاقة الشمسيّة هي بديل مناسب وأوفر من الكهرباء المؤمّنة من الدولة أو من المولّدات.
لكنّ العلم ورأي الخبراء والحسابات الواقعيّة قد تخالف هذه النظرة.
للاطّلاع على نظام الطاقة الشمسيّة المولّد للكهرباء، استشرنا المهندس فارس ناصيف فأوضح لنا التالي:
بدأت دراسة إنتاج الطاقة الكهربائيّة من الشمس في السبعينيّات.
ويبلغ معدّل قدرة إنتاج الكهرباء من هذه الطاقة حاليّاً حوالي 330 واط في كلّ مترٍ مربّع، بما يعادل حوالي أمبير واحدٍ أو أمبير ونصف أمبير لكلّ مترٍ مربّع.
فإذا تمّ تركيب أنظمة الطاقة الشمسيّة للحصول على 10 أمبير للمنزل أو للمؤسّسة الصغيرة على سبيل المثال، فإنّه يتوجّب تركيب خمسة ألواحٍ شمسيّةٍ في عشرة أمتارٍ مربّعةٍ من سطح المبنى.
وبالتالي فالبطاريّات التي يجب تركيبها على هذه الألواح تمكّن من توليد الكهرباء من الطاقة الشمسيّة لفترة ستّ ساعاتٍ تقريباً بغياب الشمس.
وإن أردنا مضاعفة عدد ساعات التغذية فيتوجّب علينا مضاعفة عدد البطاريّات وكذلك الألواح، وهكذا.
من هنا، فالاستثمار بالطاقة الشمسيّة عبر نظامٍ من الألواح والبطاريّات ليس استثماراً مربحاً، وليس طاقةً بديلةً عن الكهرباء العاديّة.
فالتكلفة لهذا النظام مرتفعة على المدى الطويل إذا افترضنا أنّ الكهرباء سوف تعود مستقبلاً أو إذا انخفض سعر الفيول وبالتالي فاتورة الكهرباء العاديّة، إضافةً إلى أنّ البطاريّات التي تُركّب اليوم لا تصمد عادةً لأكثر من ثلاث سنوات – اللّهمّ إلّا إذا كانت بطاريّاتٍ فائقة الجودة، وبالتالي يجب شراء بطاريّاتٍ أخرى وتركيبها.
أمّا من ناحية البديل، فالطاقة الكهربائيّة المتأتّية من الألواح الشمسيّة لا تستطيع تشغيل المولّدات والبرّادات وغير ذلك، بل تقتصر على اللمبات وما شاكل.
وإلى هذا وذاك، فتركيب الأنظمة الشمسيّة يحتاج لخبرةٍ علميّةٍ وعمليّةٍ لئلّا يُصاب النظام بالصواعق أو يتلف من عوامل خارجيّة.
وبالخلاصة لا ينصح المهندس فارس ناصيف بتركيب مثل هذه الأنظمة إلّا على صعيدٍ كبيرٍ وواسعٍ كما يحصل في الولايات المتّحدة وغيرها من البلدان المتقّدّمة، حيث يشترك القطاعان الخاصّ والعامّ في تأمين آلاف الألواح الشمسيّة ونُظم تشغيلها لتوفير الطاقة الكهربائيّة لمدنٍ ومناطق كبرى مأهلولةٍ بالسكّان.
مواضيع مماثلة للكاتب:
قطاع تربية النحل بين الإهمال الحكومي والاهتمام الأممي | فؤاد شهاب .. “الرئيس القائد”! | متلازمة الفيبروميالجيا: الأسلوب الأفضل للعلاج |