مستر ليبانون
كتب عمر موراني لـ “هنا لبنان” :
لوهلة تظن أنك تشاهد نبذة عن مرشح في مسابقة مستر ليبانون. عمر حرفوش في الجهة اليمنى للكادر، ببذلة رسمية وابتسامة عريضة. الإعلان بالأبيض والأسود. لولا رمشة عيني الحرفوش لبدا الرجل الوسيم مجرد صورة. ولولا المعلومات المُرَافقة بـ voice over لقلت ربما هذه دعاية جديدة لمبيّض أسنان.
يقول الإعلان الترويجي عن المرشح السني لدائرة الشمال الثانية أنه “مؤسس الجمهورية اللبنانية الثالثة، وصاحب مبادرة استعادة الأموال المنهوبة، (بالإشتراك مع سيف الدولة غادة عون) وناشط في مجال الحشد الشعبي من أجل دعم لبنان.” كان ينقص الطول والوزن والخصر والهوايات. ضربة موسيقى. المرشّح “الإكسترا” مستر ليبانون في وسط المسرح. مكتّف اليدين، ثم ينضم إليه من الجهتين، مرشحو ومرشحات لائحة الجمهورية التالتة، وبطريقة مسرحية، يتقدمان من جانبي المسرح، يكتّف كلّ منهم يديه تباعاً، أربعة إلى يمين المصمم العالمي، وثلاثة إلى يساره، كمشاركين على منصة عرض أزياء. أسماء مغمورة تعيش أجمل أيام حياتها إلى جانب المُرسل إلينا منقذاً وأملاً تبيع النساء “من أجله الدنيا وما فيها” على قول الكبير نزار قباني.
مستر ليبانون، الـ “بست فراند” لمارين لوبين، موجود هذه الليلة، وفي كل الليالي، ما عدا ليالي الصمت الإنتخابي، على الشاشات وموجود عالترويقة وموجود في كل دقيقة من الآن إلى أن يفرجها الله فجر السادس عشر من أيار ويطل على محبيه معلناً الفوز المبين مطيحاً بأشرف ريفي ومصطفى علوش وفيصل أفندي وابن كبارة وبجهاد الصمد وبمرشحي ميقاتي بالتبني. مستر ليبانون طاقة إستثنائية وعلاقات عامة وخاصة عابرة للقارات ولسان بـ 24 فراش و240 حصان. حطّ جبران باسيل بسلتو. المشترك بين الرجلين أنهما يبخّان السموم من دون توقف وفي كل الإتجاهات. رئيسان مبيدان للحشرات والبرغش والعناكب.
كم جميلة الصورة المتخيّلة التي قد تجمع فخامة رامبو مع دولة الفاشينيستا.
قليلون يذكرون أن عمر حرفوش، أعلن في أول كانون الثاني من العام 2021 قيام حكومة لبنان بالمنفى من باريس، وذلك “بعد فشل كل المبادرات الخارجية للإنقاذ”، حكومة من اختصاصيين عابرين للطوائف فضلاً عن “إنشاء دستور لبناني جديد”.
ومن أهدافها “شرح ما يحصل في لبنان لكل عواصم القرار، من باريس وواشنطن وبروكسل والصين وموسكو، بالإضافة إلى التواصل مع المؤسسات الإنسانية من حقوق الإنسان في ستراسبورغ، والمحاكم الدولية في لوكسمبورغ ولاهاي، للمطالبة بتجميد كافة أموال المسؤولين اللبنانيين على مر السنين، وعائلاتهم وأولادهم وعشيقاتهم ومطلقاتهم…”
تخلّى الحرفوش عن حكومة المنفى وصرف وزراءه، وتقول مصادره أنه بدأ استشاراته لتشكيل الحكومة العتيدة، كرجل إجماع وطني، إن التقاه يوماً محمد رعد لن يرضى منه بديلاً في السراي. مستر ليبانون في السراي؟ يا لفرط سعادتنا.
مواضيع مماثلة للكاتب:
مش كل صهر سندة ضهر | شبيحة “الحزب” بالمرصاد | أبو الجماجم |