المؤسسة العسكرية “عاجزة”.. لا قدرة لنا على رفع المركب وانتشال الجثث!!
كتبت نسرين مرعب لـ “هنا لبنان”:
لم يبرأ بعد جرح أهالي مفقودي زورق طرابلس، وعلى الرغم من التحرّك القضائي الذي سيعلن عنه في الساعات المقبلة، والذي يؤكد أنّ لا تنازل في حقّ الضحايا، إلاّ أنّ هاجس الأهالي في هذه الأيام واحد، وهو: “نريد أولادنا”!
فهذه العائلات قد باتت أسيرة الزمن، ولم يعد أفرادها يدركون شيئاً منذ ليل السبت 23 نيسان، فعند الساعة الحادية عشرة من هذه الليلة المشؤومة، توقف الزمن لدى لهؤلاء.
15 يوماً، والأمهات والآباء والأقرباء في بيوتهم، يكررون اليوم نفسه، يسقطون في دوامة الحزن ثم يتشبثون بخيط أمل، ويقنعون أنفسهم بعبارة: “طالما ما في جثث يعني كل شي ممكن”.
هذا “الممكن”، بات يستنزف الأهالي، الذين يريدون لجرحهم أن يبرد، وأن يستكينوا بمعرفة مصير أبنائهم..
أما الدولة، فغارقة في صناديق اقتراعها، فرئيس الحكومة نجيب ميقاتي وصف ما حصل بالـ”قضاء والقدر”، ومع الاختلاف السياسي وعدم التماهي والخط، غير أنّ رئيس تيار المردة سليمان فرنجية وحده من قال “أصدق الناجين”، عبارة أثلجت قلوب أبناء هذه المدينة المنكوبة.
وفي جديد هذا الملف، كانت الخطوة التي قام بها قائد الجيش باستقبال عائلات المفقودين، ووفق المعطيات فقد أكّد العماد جوزف عون للأهالي أنّهم مصرّون على رفع الزورق وانتشال الجثامين وأنّ لا مساومة في هذه الأمر.
كما وأعلمهم، أنّه تمّ طلب مساعدة من أميركا وفرنسا وألمانيا، دون أن يكون هناك ردّ واضح حتى تاريخه.
في سياق آخر، كان أبناء طرابلس قد عمدوا إلى شراء معدات وسونار لمحاولة تحديد موقع المركب، غير أنّهم لم يستطيعوا الوصول إلى شيء وفق ما يؤكد المهندس مازن مصري لـ “هنا لبنان”، مشيراً إلى أنّ العمق كبير جداً والتيار قوي جداً.
ويشدد المصري على أنّ الحل الوحيد هو استقدام غواصة مع فريق عمل.
في المقابل، تؤكد مصادر “هنا لبنان”، أنّ الجيش اللبناني يدرك موقع المركب وقادر على تصويره بالسونار، غير أنّه يتجنّب هذه الخطوة في ظلّ عجزه عن رفعه فالمؤسسة العسكرية في حال لا تحسد عليها ولا تملك أيّ معدات.
وتعيد المصادر خطوة المؤسسة العسكرية في عدم تصوير المركب وتأكيد وجود الجثث داخله، إلى مراعاة مشاعر الأهالي، إلى حين إيجاد حل لانتشاله من عمق البحر.
ووفق المعلومات، فإنّ التواصل مع الدول لا يكفي لاستقدام غواصة، فالغواصة تملكها شركة خاصة وبالتالي على الدولة اللبنانية أن تدفع التكلفة، وتتراوح تكلفة اليوم الواحد بين 30 و 35 ألف دولار، ناهيك عن تكلفة الباخرة التي ستنقل الغواصة وتكلفة فريق العمل المرافق.
وتخلص المصادر إلى أنّ تكلفة العمل اليومي للبحث عن الضحايا قد تقارب الـ100 ألف دولار. علماً أنّ العملية قد تنتهي خلال ساعة أو خلال أيام، فهل تضحي الدولة ببعض المال لدرء جرح الأهالي؟ أم أنّ وجع الطرابلسيين لا يهمّ الطبقة السياسية بأمّها وأبيها؟
مواضيع مماثلة للكاتب:
أين لبنان؟.. يا فيروز! | سليم عياش.. “القاتل يُقتل ولو بعد حين”! | نعيم قاسم “يعلّم” على الجيش.. الأمين العام “بالتزكية” ليس أميناً! |