من الوعود الانتخابيّة الزائفة: عودة الحُفر إلى أوتوستراد جبيل – شكّا
كتبت فاتن الحاج حسن لـ “هنا لبنان” :
بعد حوالي الشهر من تعبيد الحُفر بين جبيل وشكّا على الأوتوستراد بمسلكَيه الشرقي والغربي، وبمبادرةٍ من مرشّحٍ للانتخابات النيابيّة في دائرة الشمال الثالثة (عن البترون)، عادت الحُفر للظهور في معظم الأماكن!
فكيف حصل ذلك؟
بسؤال الاختصاصيّين في مجال صيانة الطرقات، يجيبون بأنّ عمليّة تعبيد الحُفر يجب أن تتمّ بطريقةٍ احترافيّةٍ لكي يصمد الزفت لفترةٍ طويلة.
وفي التفاصيل أنّ هذه العمليّة الترميميّة للطرقات يجب أن تبدأ بتوسيع الحفرة (أي قصّها بالصاروخ على شكل مربّع) وتعميقها (أي إفراغ الحفرة من الداخل من الأتربة غير الصالحة والضعيفة واستبدالها بطبقةٍ من الحصى أو التوفونو)، كما يجب رصّ الحصى للتأكّد من عدم خسوف الأرض تحت الأوزان، وبعد ذلك يجب صبّ الزفت فيها بشكلٍ كافٍ سماكةً واتّساعاً، على أن يُستخدم زفت يحتوي على مادّةٍ لاصقةٍ تشبه الكاوتشوك بكميّةٍ كافية، وتكون المرحلة الأخيرة بحدل الزفت جيّداً لكي يستوي بنفس مستوى الطريق وأجزاء الزفت الأخرى.
هذه العمليّة من الواضح أنّها تستلزم وقتاً وتروّياً، ولا تحصل بشكلٍ سريعٍ وعاجلٍ واستعراضي.
أمّا التعبيد الذي حصل منذ شهرٍ بين جبيل وشكّا، فقد تمّ في يومٍ واحدٍ دون اتّباع الخطوات الآنفة الذكر، لذلك لم يصمد الزفت وعادت الحُفر إلى الانكشاف والظهور.
واليوم، يجد كلّ عابرٍ للأوتوستراد بين جبيل وشكّا نفسه تحت رحمة الحُفر التي ظنّ أنّها اختفت، فلا يكون عليه سوى الهروب منها عبر الابتعاد عنها يميناً وشمالاً أو السقوط المفاجئ في حفرة، أو سلوك الطريق القديم.
وبموازاة الدعاية التي رافقت تعبيد الأوتوستراد
في حينه، يعاني المارّة وسائقو السيّارات معاناةً يوميّة، ولا أحد يتكلّم عنهم وعمّا يتكبّدونه من عناءٍ وتكاليف تصليح سيّاراتهم وأخطارٍ متعدّدة.
إنّه مثل واحد من أمثلةٍ كثيرةٍ عن الدعايات الانتخابيّة الفارغة والإنجازات المزيّفة التي تملأ وسائل التواصل الاجتماعي وبعض وسائل الإعلام، التي تروّج لمرشّحين لا يبالون بهموم المواطن بل بمصالحهم الآنيّة، وكلّ ذلك ينتهي بانتهاء عمليّة الاقتراع.
مواضيع مماثلة للكاتب:
قطاع تربية النحل بين الإهمال الحكومي والاهتمام الأممي | فؤاد شهاب .. “الرئيس القائد”! | متلازمة الفيبروميالجيا: الأسلوب الأفضل للعلاج |