فيسبوك يلعب دوراً مهماً في مراقبة الإنفاق الانتخابي… وهكذا يمكنكم كشف كم أنفق كل مرشح على إعلانات فيسبوك
كتبت ريتا عبدو لـ “هنا لبنان”:
بعدما ضجّت وسائل التواصل الاجتماعي بصفحات ونشاطات المرشحين والمرشحات لانتخابات ١٥ أيار ٢٠٢٢، وبعدما انتشرت وبكثافة رهيبة صور المرشحين والمرشحات على كل طرقات لبنان بإعلانات كبيرة وضخمة، وبعدما وصلتنا رسائل نصيّة عديدة على هواتفنا باسم مرشح ما أو لائحة ما، وبعد أن أطلّ عدد كبير من المرشحين والمرشحات على شاشات التلفزيون للإعلان عن برامجهم الانتخابية، ها نحن ندخل في فترة الصمت الانتخابي لترك حرية القرار للمواطنين والمواطنات، للتصويت بكل موضوعية وشفافية من دون أي تأثير أو تشويش إضافي. واللاّفت في هذه الانتخابات، هو الثقل الكبير الذي وضعه المرشحون والمرشحات على مواقع التواصل الاجتماعي، باعتباره السلاح الأقوى والأكثر انتشاراً بين الناس. فلاحظنا العديد من الإعلانات الانتخابية والسياسية عبر موقع فيسبوك مثلاً.
في الواقع، استحدث فيسبوك من خلال شركته “ميتا” نظاماً لمراقبة الإنفاق الانتخابي أونلاين، ممكن أن يساعد هيئة الإشراف على الانتخابات على ضبط ما يُدفع من إعلانات على مواقع التواصل الاجتماعي، إلى جانب الإعلانات الأخرى.
وبحسب الخبير في الأمن السيبراني والتحول الرقمي رولان أبي نجم، في مقابلة لـ “هنا لبنان”، فإن أي معلن، يريد أن ينشر إعلاناً مثلاً على فيسبوك، بمجرّد أن يرتبط الإعلان بالسياسة والانتخابات، فوراً سيقوم فيسبوك بوقف الإعلان، إذ سيطلب من المعلن وضع الإعلان تحت خانة الإعلانات السياسية والانتخابية. فبمجرد أن يضع المعلن إعلانه ضمن هذه الفئة من الإعلانات، سيتم حصرها، ما يعني أنه من غير الممكن أن يقوم حساب وهمي غير موجود على فيسبوك بنشر الإعلان. من ناحية أخرى، على المعلن أن يثبت لـ “فيسبوك” من هي الجهة التي تتكلّف على الإعلان.
هذا الأمر بات معلناً ومتاحاً لكل المواطنين. فأي شخص منا، بمجرد التفتيش في غوغل على facebook Ad library ستفتح صفحة معيّنة أمامنا، نحدّد فيها البلد أي لبنان، ونختار خانة الانتخابات، وبهذه الطريقة يمكننا التفتيش عن أي مرشح، وإيجاد كل الإعلانات الانتخابية المرتبطة به، ومعرفة تكلفة كل إعلان، والشخص الذي تكلّف على نشره. وبالتالي سنعرف أيّ مرشح تكلّف أكثر على إعلاناته عبر فيسبوك.
هل يمكن التلاعب بالنتيجة التي ممكن أن نجدها على فيسبوك؟
بحسب أبي نجم، وككل الأنظمة التي ممكن أن يتم التلاعب بنتائجها، لا يستطيع فيسبوك حماية نفسه بشكل تام، فمثلاً يمكن تمرير إعلانات انتخابية عبر صفحات خاصة أو عامة بطريقة غير مباشرة حتى من دون وضعها ضمن خانة الإعلانات الانتخابية. فعلياً، نشهد يومياً عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مئات الرسائل السياسية والأخبار والاتهامات التي من الطبيعي أن تخدم سياسيين معيين على حساب آخرين لتشويه سمعتهم، وبالتالي التأثير على خيار المواطنين الانتخابي.
على الرغم من كل الضجيج الذي تسببه الانتخابات، سواء بشكل ظاهر أم خفي، لا تنسوا أن تحكّموا ضميركم، وعقلكم وتبدّوا مصلحة الوطن ومستقبله على مصالحكم الشخصية، قبل الاقتراع لأي اسم في صندوق الانتخابات، فلا نفع من الندم لاحقاً!
مواضيع مماثلة للكاتب:
مساحات البناء المرخّصة تراجعت.. فهل يعاود القطاع نشاطه؟ | هاجس انقطاع الأدوية يرافق اللبنانيين… فهل من أزمة جديدة؟ | أشجار زيتون الجنوب من عمر لبنان… “قلوبنا احترقت عليها!” |