أستاذ جامعي أوكراني يحاضر بطلابه من جبهات القتال
أصبح أيقونة في حرب أوكرانيا وانتشرت قصته على وسائل التواصل الاجتماعي، لتحكي بطولته الحافلة بالإصرار على أداء الواجب تجاه الوطن. إنه الأستاذ الجامعي فيدور ساندور، الذي لم يتخل عن تدريس طلابه رغم حمله السلاح.
ويمثل ساندور، أستاذ ورئيس قسم علم الاجتماع في جامعة أوزهورود الوطنية بأوكرانيا، والتي ملأت صوره مواقع التواصل الاجتماعي وهو يلقي محاضرات لطلابه افتراضيا من ساحة المعركة عن طريق التليفون المحمول، بصيص أمل في خضم مآسي الحرب في أوكرانيا.
فالأستاذ الجامعي تخلى عن حياته الأكاديمية لارتداء الزي العسكري للدفاع عن بلاده، لكنه لم يتخل عن طلابه ومازال يؤدي واجبه الأكاديمي بانضباط تام بالتوزاي مع واجبه العسكري تجاه بلاده على جبهات القتال.
وتقول جامعة أوزهورود الأوكرانية إن “ساندور التحق بالخدمة في كتيبة محاربة الإرهاب الأوكرانية منذ اليوم الأول للحرب مع روسيا، ويقاتل الآن في جهة بالمنطقة الشرقية”، وفقا لمجلة “نيوزويك” الأميركية.
ويقول ساندور للمجلة الأميركية: “انضممت للجيش الأوكراني منذ أول يوم بالحرب، ذهبت إلى مكتب التسجيل والتجنيد العسكري فورًا بعد 24 فبراير، لكنني لم أتخل عن إلقاء المحاضرات لطلابي، ولم أفوت محاضرة واحدة حتى الآن”.
والأكاديمي الأوكراني والذي يّعدل موعد تدريس طلابه وفقا لظروف جبهة القتال، يضيف: “نحن نقاتل من أجل أمة متعلمة، إذا لم ألق محاضراتي، فسيكون ذلك خطيئة، وسيكون دورنا فالحرب بلا معنى”.
وحظيت جهود ساندور بإشادات واسعة، من قبل أصدقائه ومسؤولين أوكرانيين، وكتب عنهِ وزير الثقافة أولكسندر تكاتشينكو، على فيسبوك، قِائلا: “أعتقد أنه لو كان لدى الروس مثل هؤلاء المعلمين في الوقت الحالي لأمكنهم العيش في بلد ديمقراطي مزدهر، لكن أوكرانيا ستفوز بالتأكيد، لأن شعبنا هو الشعب الحقيقي الذي يتحلى بثقة النصر!”، وفق قوله.
والاستراتيجية محمد حامد، على حكاية ساندور قائلا إن “أوكرانيا تمر بظرف تاريخي مهم للغاية بحكم أن الجغرافيا السياسية أدخلتها في مأساة وصراع بين روسيا والغرب”.
ويضيف في تصريحات لموقع “سكاي نيوز عربية” أن “مشاركة الأكاديمي الأوكراني، تأتي في سياق أن بلاده تمر بمنعطف تاريخي تتطلب تضافر جهود كل القوى المجتمعية للخروج منها”.
وأشار إلى أنها “دليل أيضا على أن المتاعب الإنسانية كبيرة في هذا البلد نتيجة تلك الحرب الضروس والتي لن تنتهي سريعا أو مبكرا وآثارها ستبقى لأجيال وأجيال بأوكرانيا”.
ويردف حامد أن: “نموذج الأكاديمي الأوكراني في جبهات القتال دليل على أن بلاده سيكون لديها قصص وحكايات إنسانية كبيرة تحكي فظاعات وخطورة الحرب، وتنشد إنهاء تلك المعارك في أقرب فرصة”.
ودخلت العملية العسكرية الروسية شهرها الثالث في أوكرانيا وسط قتلى وجرحى بالآلاف من الجانبين، ونزوح ما قدرته الأمم المتحدة نحو 8 ملايين شخص من داخل أوكرانيا، البالغ عدد سكانها حوالي 44 مليون نسمة، ويعتقد أن 13 مليون شخص آخرين محاصرين في المناطق المتضررة من الحرب في أوكرانيا.
المصدر : سكاي نيوز
مواضيع ذات صلة :
كم بلغ عدد الشهداء والجرحى منذ بدء الحرب؟ | تفاؤل وهمي والحرب تتصاعد | إنقسام في كواليس الفريق الممانع بين مَن يدعو إلى مواصلة الحرب ومَن يعترف بصعوبة الوضع |