لنستقِل جميعاً لعيون عمر حرفوش “حبيب الكل”!
كتبت نسرين مرعب لـ “هنا لبنان”:
قويٌ هو عمر حرفوش. لا يحتاج للائحة ولا حتى لمرشحين. وهو أيضاً لا يحتاج إلى دعاية انتخابية، فالشاشات التي تستقبله لا تتقاضى منه الـ “دولار”، بل ربما هي التي تدفع له كي تمظهر فكره “الحرفوشي” وتصدّره للناخبين.
شخصية حرفوش المتواضعة هي التي تميّزه، فتجد بين منشورات صفحته مقالاً كتب باللغة الفرنسية، يصفه بـ “منتج مثالي للعالمية” و”فوق الأرض” وما إلى ذلك من الصفات التي تجعلنا نتوقف لحظة، ونصلّي لوجوده بيننا!
يفهم حرفوش طبيعة طرابلس، تماماً كما يفهم الضاحية التي سبق أن تنزّه فيها متفاجئاً بالكنيسة وبأنّ لا سلاح على الأرض. علماً أنّ الكنيسة كان قد نسب إليها اتفاق مارمخايل الذي كان الحدث الإعلامي لسنوات وما زال.
وعلماً أنّ مشكلة اللبنانيين لم تكن يوماً أنّ السلاح “علني” على الأرض، بل بأنّ هذا السلاح قادر على الخروج في أيّ وقت لتهديد أمنهم واستباحة بيوتهم كما حصل في 7 أيار!
وفي طرابلس، اعتبر حرفوش أنّ المسيحيين مهددين، وذلك في فيديو مطوّل عرضته إحدى القنوات، ويظهر فيه وهو يؤكد أنّ هدفه إعادة المسيحيين الذين هاجروا إلى الجوار إلى منازلهم، لتكشتف لاحقاً أنّه يقصد بالجوار جونية.
كلام حرفوش عن المسيحيين. سخر منه المسيحيون أنفسهم، هم الذين يشكّلون جزءاً أساسياً من نسيج المدينة، ولكن لا يهم فالحرفوش الرائد في عالم الأعمال والموضة.. يحقّ له أن “يشطح” كما يشاء!
جديد حرفوش بعد مهرجان “الكراسي”، وهو المهرجان الذي أخذ فيه الحضور كراسيهم تعويضاً عن المال الانتخابي الذي وعدوا به دون أن يحصلوا عليه، سجال بينه وبين مرشحي لائحته ذهب به إلى حد مطالبتهم بالاستقالة.
ومع أنّ الحرفوش القادم لإعادة الأموال المنهوبة، يرفض دفع “ليرة”، وهو للنزاهة عنوان كما يؤكد، غير أنّ أهل المدينة يؤكدون العكس فمكاتبه تدفع بالليرة والدولار، ولكن ما شأننا وأهل المدينة، فالحرفوش أيضاً على حق!
ومع أنّ أعضاء اللائحة خرجوا بشكل علني، وأعلنوا عن شهية للمال وأنّهم لم يحصلوا على الأموال التي وعدوا بها لحملتهم، غير أنّ الحرفوش طبعاً على حق، وأعضاء اللائحة سقطت أقنعتهم، وظهرت المؤامرة الكونية لإسقاط المرشح العالمي الذي قدم إلى لبنان لتخليصه من فساده!
يسقط كل هؤلاء، ويبقى حرفوش.. اللبناني – العالمي، الطموح، الذي يجيد “شنكلة” غادة عون، ويعرف شوارع باريس، ويفهم نسيجها. والذي لديه من الوقت ما يجعله يرفع الدعاوى على كل من تسوّل له نفسه المسّ بذاته “الحرفوشية”!
حرفوش اليوم، يطالب كل من خرج عن “شرعية” لائحته بالاستقالة.. وإن بات رئيس حكومة سيطالب كل وزير لا يطبق أوامره بالاستقالة.. وإن أطاح بالطائف وبات رئيساً للجمهورية سيطالب الشعب المتمرد بالاستقالة!
فاستقيلوا من الآن.. واتركوا لبنان للحرفوش يحاكم به من يشاء ويشنق من يشاء ويعفو عن من يشاء!
مواضيع مماثلة للكاتب:
ونحن أيضاً أشلاء.. | أين لبنان؟.. يا فيروز! | سليم عياش.. “القاتل يُقتل ولو بعد حين”! |