تمنّ من ميقاتي لسلامة.. والأخير يلبي!
كتبت ليا سعد لـ “هنا لبنان” :
أتى مشهد ما بعد الانتخابات النيابية التي انتظرها اللبنانيون مغايراً لما توقعوه. ارتفاع في سعر صرف الدولار بالسوق السوداء بشكل كبير، ارتفاع أسعار المحروقات بشكل كبير، كما وعادت ولو بشكل خجول “طوابير الذل” أمام محطات المحروقات، والتي رفض بعضها خدمة المواطنين. فهل تعود طوابير “الذل” أمام محطات المحروقات؟ وما هو سبب مشهد الطوابير الذي رأيناه في الأيام الماضية؟
في حديث مع موقع “هنا لبنان”، أوضح ممثل موزعي المحروقات الأستاذ فادي أبو شقرا، أنه من المستبعد عودة الطوابير أمام محطات المحروقات، ولكن كل شيء وارد خصوصاً وأن الدولار غير متوفر في الأسواق اللبنانية.
وعن أسعار المحروقات، قال أبو شقرا أن الأسعار ستسمر بالارتفاع طالما أن سعر صرف الدولار في السوق السوداء مستمر بالارتفاع. وأضاف أن أسعار المحروقات في لبنان لا تتأثر فقط بسعر صرف الدولار بالسوق السوداء، بل أيضاً بأسعار النفط العالمية التي ترتفع منذ مدّة.
وأردف أبو شقرا، أن التأخر بالدفع للشركات المستوردة للنفط، هو ما يؤخّر تأمين المادة للمحطات وبالتالي يعرقل وصولها إلى المواطن. والتأخر بالدفع يعود لمصرف لبنان ولا سبب واضح حتى الآن.
ولدى سؤال أبو شقرا عن سبب امتناع بعض محطات البنزين عن تزويد المادة للمواطنين، تمنى أبو شقرا ملاحقة المعنيين بهذا الموضوع.
وطالب أبو شقرا المعنيين بالتحرّك بأسرع وقت ممكن لمنع مشهد الطوابير من العودة خصوصاً وأن المواطن لم يعد يحتمل، كما وأننا مقبلون على موسم سياحي يعوّل عليه لإدارة العجلة الاقتصادية في لبنان.
وفي معلومات خاصة لموقع “هنا لبنان”، أوضح مصدر رفيع المستوى أن الأمور ستعود لطبيعتها فيما يخص تأمين المحروقات، في اليومين المقبلين، والسبب يعود لتدخل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي شخصياً مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، لحل مشكلة وموضوع منصة صيرفة وتأمينها للدولار لاستيراد المحروقات، سيستمر ولن تتوقف المحروقات، والموضوع سيعود لطبيعته من صباح اليومين المقبلين.
وأضاف المصدر، أنه بسبب توقف عمل منصة صيرفة، لم يتم تحويل مستحقات الشركات المستوردة للنفط، مما أدى إلى عدم تسليمها للمحروقات ونقص المادة في بعض المناطق اللبنانية. وتداركاً لتفاقم الوضع، تدخل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مع حاكم مصرف لبنان الذي شرح له الوضع، وبعد إصرار رئيس الحكومة، أمن المبلغ المطلوب وسنشهد حلحلة فيما يخص الأزمة.
وروى لنا أحد أصحاب محطات المحروقات، أن خوف المواطنين من إعادة تكرار مشهد طوابير الذل، هو ما دفعهم للتهافت على محطات المحروقات، ولهذا السبب كانت الأمور تشير إلى أن الازمة عائدةـ.
كما أنّ سبب رفض الشركات المستوردة للنفط تسليم المحروقات للموزعين كان غير واضح، مما دفع ببعض أصحاب المحطات التوقف عن فتح الأبواب أمام المواطنين، للحفاظ على مخزون معين من المحروقات.
وعن غلاء تنكة البنزين، روى صاحب المحطة قصصاً كثيرة لمواطنين يأتون ويريدون تعبئة المحروقات بمبلغ يعد “مزحة” في أيام اللبنانيين، وهو أصبح واقعاً. فيأتي مواطنون يريدون شراء المحروقات بمبلغ 20 و30 ألف ليرة لبنانية، وهذا ما هو غير معقول نظراً لأن المبلغ وبالنسبة لأسعار المحروقات لا يصل إلى مستوى مقبول!
إذاً، تدخل ثم حلحلة وللمرة الألف، هل سنشهد حلاً جذرياً لهذه المشكلة عما قريب، أو أن مشهد الصيف الماضي من طوابير السيارات، سيلاحقنا هذا العام؟
مواضيع مماثلة للكاتب:
الأدوية المنتهية الصلاحية.. خطر كبير يهدد مرضى السرطان! | بعد كورونا والكوليرا.. الحصبة: تهديد جديد للبنان؟ | مهنة صيد الأسماك مهددة بالتوقف… والكوليرا أحد الأسباب؟ |