نتائج انتخابات دائرة الشوف – عاليه: الأصوات التي نالها التيار الوطني الحرّ تشكّل حاصلاً انتخابيّاً واحداً!
كتبت ريما داغر لـ “هنا لبنان”:
انتهت الانتخابات النيابية في لبنان، وخرجت بنتيجة أفقدت الأحزاب الأحادية المنغلقة التابعة لإيران وسوريا الأكثريّة، وأَفَلت نجم أحزاب تابعة للنظام السوري- الإيراني كالحزب القومي السوري الاجتماعي مع سقوط أسعد حردان وحزب التوحيد العربي مع سقوط رئيسه وئام وهاب، والحزب الديمقراطي اللبناني مع سقوط زعيمه طلال أرسلان، كون الناس اختاروا نوابهم على أساسٍ سياسيّ سياديّ.
وبالرغم من كلّ محاولات التخوين والشيطنة، تمكّنت الأحزاب والمكوّنات السيادية والتغييرية الأخرى من الفوز بنتائج مبهرة، مع زيادة واضحة في نسبة المؤيّدين والتكتلات التابعة لها، من مثل وليد جنبلاط في الجبل، والقوات اللبنانية التي تقدّمت وحصلت على نسبةٍ جعلتها أقوى كتلة نيابية في المجلس. كما وأنها حصلت على نسبة أصوات مرتفعة جداً.
إن كلّ هذه النتائج، تظهر تبدّلاً واضحاً لدى الرأي العام اللبناني وتغيّر في المزاج الوطني. ومن خلال هذه الانتخابات، أسقط الناس عملاء الأنظمة الهدّامة والمعادية لقيام لبنان.
وبالرغم من ذلك، يُعتبر قانون الانتخابات النسبي الحالي، هجينًا وغير عادل، في تكريسه لنظام طائفي يفرز لبنان لوحدات طائفية صغرى فحسب، وإيصال مرشّح نال أصواتًا أقل من مرشّح آخر على اللائحة نفسها.
ومن بين نتائج الدوائر الانتخابية في لبنان التي أخرجت من البرلمان صبيان الوصاية السورية- الإيرانية، كانت نتائج دائرة الشوف-عاليه، حيث سعى حزب الله لتقوية حلفائه عبر تشكيل لوائحهم عبر التوافق ما بين “التيار الوطني الحر” و”حزب التوحيد العربي” و”الحزب الديموقراطي اللبناني”.
وفي تفسيرٍ دقيقٍ لما أتت عليه نتائج تلك الدائرة، كان لنا حديث مع الكاتب والمحلّل السياسي بشارة خيرالله، الذي أوضح ما يلي:
” في دائرة الشوف-عاليه، إن مجموع الأصوات التي نالها التيار الوطني الحرّ هي عملياً تشكّل حاصلاً انتخابيّاً واحداً، لكن خروج الوزيرين السابقين ناجي البستاني ووئام وهاب من الحسابات في الشوف، والنائب طلال أرسلان في عاليه، مكّن التيار من الحصول على ثلاثة نواب.
في دائرة الشوف، حصل كلّ من تيمور جنبلاط ومروان حماده على المقعدين المخصّصين للدروز، ما أدّى إلى إسقاط وئام وهاب حكماً الذي جاء بالمرتبة الثالثة.
وفي عاليه، فاز كلّ من مارك ضو وأكرم شهيّب ما أسقط طلال أرسلان الذي جاء مرتبة ثالثة.
وبما أن الحاصل الانتخابي كان 13000، فأرقام التيار الوطني الحرّ في هذه الدائرة شكّلت مجتمعة حاصلاً واحداً للفائزين الثلاثة: سيزار أبي خليل، وغسان عطالله وفريد البستاني.
أما ناجي البستاني مرشح التيار، فلم يستطع الحصول على المقعد الثالث لدى الموارنة حيث فاز جورج عدوان ونجاة صليبا وفريد البستاني. وحكماً خرج ناجي البستاني من المعادلة، واستفاد من أصواته الباقية الكاثوليكي الوحيد في الشوف غسان عطالله، حيث فاز أيضاً فريد البستاني بأصواته. وفي عاليه، فاز سيزار أبي خليل.”
وعن القانون الانتخابي الحالي يقول الأستاذ خيرالله:
” إن تركيبة القانون النسبي الحالي هي تركيبة هجينة من الممكن أن تطيح بمرشح نال ما يفوق الـ١٠٠٠٠ صوت، وتسمح لمرشح آخر على نفس اللائحة أن يدخل الندوة البرلمانية بأصوات أقلّ، وهذا ما حصل في المتن الشمالي حيث خرج النائب إدي معلوف، فيما ربح النائب كنعان بأقل من نصف أصوات معلوف.
كما دعا خيرالله إلى ضرورة إعادة النظر بهذا القانون والعمل على قانون انتخابي أكثر عدالة، بعد الانتهاء من الاستحقاقات الدستورية الداهمة”.
لقد انتصر الطرح السيادي، واختار المواطن اللبناني من يمثّل تطلّعاته ويحقّق أمنياته في العيش بكرامة ضمن دولة سيادية.
وإن الانتكاسة التي تعرّضت لها القوى الممانعة والعميلة والعاملة ضدّ بناء الدولة، هي مؤشر على رفض الرأي العام للودائع الغريبة والوصايات المخرّبة.
لن يستطيع “حزب الله” وحلفاؤه تعويم أنفسهم أمام الرأي العام اللبناني بعد اليوم، فلبنان يتّجه نحو التحرّر من الوصايات، وإعادة تشغيل حياته الخارجية والداخلية بعافية وإيجابيّة عبر استعادة سيادته في المرتبة الأولى، ومن ثم تقوية مؤسّساته وتحسين علاقاته الخارجية وتعديل قوانينه، لا سيّما القانون الانتخابي الحالي.
