بعد قرع نصر الله طبول الحرب في عيد التحرير.. هل تشتعل الجبهة الجنوبية؟

كتبت كريستل شقير لـ “هنا لبنان”:

تسود حال من الترقب الأوساط الداخلية التي تتابع بحذر تطوّرات غير عادية قد تكون انعكاساتها خطيرة على الأوضاع في لبنان الواقع على فالق زلزاليّ خطير نتيجة عوامل متداخلة مع بعضها، أضف أن استمرار تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية والاجتماعية سيجعل البلد أكثر قابليّة للتوتّرات الأمنيّة.
فلا شك أن حديث الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في عيد المقاومة والتحرير قبل أيام حول قرب انفجار المنطقة جاء ليعزز هذه المخاوف، وهو بالطبع يحمل دلالات واضحة على مدى خطورة الوضع القائم عشية مسيرة الأعلام في قلب القدس القديمة الأحد، وإعلان فصائل المقاومة في غزة عن استعدادها للرد إذا مرت المسيرة من باب العمود والحي الإسلامي باتجاه حائط البراق ما يعيد إلى الواجهة معركة السيادة على القدس التي لم تنجح إسرائيل بحسمها.
وفي إشارة واضحة لتطورات ليست بعيدة عن جنوب لبنان، تنقل قناة كان العبرية أن إسرائيل مستعدة لاحتمال إطلاق صواريخ من جنوب لبنان بسبب مسيرة الأعلام. فهل تشتعل الجبهة الجنوبية؟
البعض يذهب بتحليله إلى أن المشهد المستجد الذي أفرزته الانتخابات النيابية قد يدفع حزب الله إلى صرف النظر عن الداخل وتوجيه الأنظار نحو الخارج باتجاه الحدود الجنوبية مع العدو الإسرائيلي بحيث يتمكن الحزب من شدّ العصب داخليًّا.
وزير الداخلية السابق مروان شربل وفي حديث لـ “هنا لبنان” الذي لم يستبعد إطلاق صواريخ من جنوب لبنان ومن مسافات بعيدة رأى أنه من الصعب جداً أن يبادر حزب الله أو إسرائيل إلى الدخول في أتون حرب ليست من مصلحة أحد وما سيحدث لا يتعدى تثبيت قواعد الاشتباك كما في كل مرة فضلاً عن أن الجيش اللبناني يفرض انتشاراً واسعاً وقد أخذ الاحتياطات اللازمة ما يطيح بسيناريو الانفلات الأمني من بوابة الجنوب.
ويرى شربل أن لبنان محكوم بستاتيكو قاتل سيستمر حتى نهاية عهد الرئيس ميشال عون بقرار خارجي حيث لن تقبل أي دولة تحقيق انفراجات في الأشهر المتبقية من عهد الرئيس عون حليف حزب الله.
مقاربة الوزير شربل تتلاقى مع قراءة رئيس “مركز الشرق الأوسط للدراسات والأبحاث” العميد الركن المتقاعد الدكتور هشام جابر الذي استبعد في حديث لـ “هنا لبنان” إشعال الجبهة الجنوبية فلا مصلحة لحزب الله ولا لإسرائيل بها في الوقت الراهن لأسباب عدة منها وجود روسيا في سوريا وفي حال اندلعت الحرب وامتدت إلى سوريا ستكون تداعياتها كارثية مع موسكو كما أن واشنطن لن توافق على فتح الجبهة الجنوبية بين لبنان واسرائيل.
وسلط جابر الضوء على المشهد المستجد الذي أفرزته الانتخابات النيابية ليقول: صحيح أن حزب الله ربح في بيئته وأوصل كل نوابه غير أنه خسر على صعيد حلفائه لا بل لأكثر من ذلك، التراشق المتبادل والتصويب على السيد نصرالله دفع البيئة التي كانت ممتعضة إلى العدول عن قرارها رفضاً للتعرض للسيد نصرالله. وبحسب جابر “بيت القصيد” في كلام الأمين العام يصب على الاستراتيجية الدفاعية وتأجيل البحث بها من باب رفض نزع سلاح حزب الله وفق ما يريده الأميركيون والإسرائيليون وحلفاؤهم.
واعتبر جابر أن الوضع الأمني وعلى الرغم من التردي الحاصل على المستوى الاقتصادي والمعيشي لا يزال ممسوكاً في المدى القريب محذراً من أنه في حال استمر الانهيار فلكل حادث حديث لأن القوى الامنية والجيش أمام مأساة حقيقية على مستوى الأفراد والضباط.
وتابع جابر: نحن أمام كرة ثلج تكبر وسنشهد سرقات متزايدة وقتل وعدد المجموعات الصغيرة التي تقوم بعمليات سلب وسرقة سيزداد في ظل المضاعفات الناتجة عن سعر صرف الدولار لكنه استبعد حدوث جرائم إرهابية في ظل مراقبة أمنية مستمرة تمكنت حتى يومنا هذا من القضاء على الخلايا النائمة قبل أن تستيقظ مؤكداً أن التنسيق الأمني لا يزال مستمراً في تفوق ملحوظ على الدول الأخرى.
وعن مخاوف المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم الأمنية والعسكرية في عيد المقاومة والتحرير والتي تضمنها أمر اليوم للعسكريين يصفها جابر بالمشروعة نتيجة انعدام الأمان الاقتصادي فالجوع كافر منبهاً إلى أن لبنان يمر بمرحلة خطيرة بسبب الحرب الروسية وسنرى تطور الأوضاع هناك ومراقبتها بدقة خصوصاً وأنها قد تنعكس علينا عسكرياً.
إذاً، وفق المعطيات المعززة بالقراءات الأمنية، الوضع الأمني الداخلي ممسوك إلى حد بعيد وفرضية إشعال الجبهة الجنوبية مستبعد غير أن أي تطور أمني قد يكون وليد مستجدات تطرأ على المشهد في أية لحظة.

مواضيع مماثلة للكاتب:

قمة “إجماع عربي” في الرياض.. ولبنان سيحضر في البيان الختامي!

الجيش خط أحمر.. سور كنسي يحمي القائد!

“المجاري” تغزو الساحل.. روائح كريهة تخنق المواطنين وتهدد حياتهم!