كارين رزق الله: سأهاجر حين أستردّ أموالي من المصارف
كارين رزق الله، كاتبة وممثلة فذّة، تقدّم أدواراً وشخصيات تلاقي استحسان الجمهور منذ أكثر من عشرين عاماً. “نداء الوطن” التقت رزق الله في حوار تناول الدراما العربية، السياسة والأوضاع في لبنان.
كيف تقيّمين مشاركتك في مسلسل “ع اسمك” من كتابة كلوديا مرشيليان وإخراج فيليب أسمر؟
أحببت قصة العمل والجرأة التي تتمتّع بها شخصية “جود”. أنا مؤمنة بالقضية التي حملتها “جود”، خصوصاً أنني أدعم الحرية الفردية، فلكلّ إنسان الحق بأن يعيش كما يريد. المجتمع حطّم جرأة الشخصية التي جسّدتها فعاشت في “المنفى” لخدمة رسالتها الطبيعية: الأمومة. أديت الدور بحذافيره فهو موضوع حساس.
أخبرينا عن تجربتك مع المخرج فيليــــب أسمر؟
إنها تجربتي الثانية معه. العمل معه “عذاب”، لكن حين تعاني خلال التصوير تدرك أنّ النتيجة ستكون رائعة لأنك في أيد أمينة وواثق من ظهورك بأبهى صورة. يتحدّاك أسمر ويخرج أفضل ما عندك خلال تنفيذ المشاهد. أحببتُ كثيراً تجربتي معه وأتمنى أن ننفّذ أعمالاً جديدة.
أنت في أبو ظبي منذ فترة لتصوير مسلسلك المقبل. ماذا تخبريننــــــــا عن دورك فيه؟
أصوّر مسلسلاً لرمضان المقبل مع عابد فهد وسلوم حداد ومجموعة من الممثلين اللبنانيين، السوريين والأردنيين. أجسّد شخصية “ياسمين” زوجة فهد وسأظهر بدور”غريب” وجديد نسبياً. العمل من كتابة ناديا الأحمر، وإخراج محمد لطفي، أما الإنتاج فلشركتي “غولدن لاين” و”آي سي ميديا”.
ما رأيك بالدراما العربية المشتركة؟
لا أصنّف الدراما بين لبنانية، سورية، مصرية أو عربية مشتركة. فالكتابة هي الأساس فحين يكون النص جميلاً ومستفزّاً يغنيك عن التفكير بأي موضوع آخر.
كتبت أفلاماً سينمائية عدة لكن متى سنراك كممثلة في الشاشة الفضية؟
سيراني المشاهد في السينما حين أقع على نصّ “بيحرز” لتجسيده في الفن السابع. مسؤولية السينما كبيرة جداً وما زلتُ أنتظر السيناريو الملائم والوقت المناسب لتأدية دور سينمائي بامتياز.
لماذا لم نرك بعد بأدوار كوميدية؟ هل هناك مشروع جديد من هذا النوع؟
قدّمت دوراً كوميدياً في مسلسل “إنتي مين” الذي عُرض منذ سنتين. أنتظر نصاً كوميدياً بامتياز كي أنفّذه أو فكرة كوميدية هادفة كي أصوغها وأكتبها.
ما هو الدور الذي جسّدته وشكّل تحدّياً كبيراً؟
شكّل دور “جود” تحدّياً كبيراً بالنسبة إلي، فالشخصية صعب تنفيذها خصوصاً أنّ الأزمات التي مرّت بها جعلتها غير مهتمة بمشاكل الحياة مهما بلغ حجمها. فكّرتُ مطوّلاً بكيفية إيصال هذه الشخصية، إذ كما تلاحظ كتفاها دائماً منتصبتان ما يعزّز ثقتها بنفسها فهي لا تنحني مثلاً حين تكنس أرض الملعب، وهي مصرّة على الحفاظ على كرامتها وعزّة نفسها، رغم الحزن المسيطر عليها والظاهر في نبرة صوتها وعينيها. تهرب الى الكحول لكنها لا تسكر كونها اعتادت الشرب للسيطرة على غضبها وحزنها.
هل تكتبين مسلسلاً جديداً؟
أحضّر لمسلسلين، الأول لبناني والثاني للدراما العربية المشتركة.
من الممثل الذي يتحدّاك؟
كلّ ممثل “ممثل” يتحدّاني، حتى الذي لا يجيد التمثيل يدفعني لتقديم مشهد بأفضل الطرق الممكنة عبر دعمه ومساعدته أثناء التصوير. التحدي موجود مع كل الناس ويخسر الممثل من صدقيته وجدارته حين يعتبر أنه أصبح الأفضل.
ما رأيك بوضع البلد؟
لا أجد التعابير المناسبة للتعبير عن مدى استيائي من الوضع المذلّ الذي نعيشه. أقولها للمرة الأولى وبأسف: سأهجر البلاد حين أستردّ أموالي من المصارف. عشقتُ تراب لبنان حين قضيتُ مرحلة من حياتي في الإغتراب، لكنّ المسؤولين سلبوا منا كلّ شيء حتى عزّة نفسنا. كيف يمكننا الإستمرار وكرامتنا مسلوبة؟
ألا تخافين من صراحتك الزائــــــــدة على “تويتر”؟
بالطبع لا. لكنني استنتجتُ أنني أتكلّم مع غنم على “السوشيل ميديا”. لذا فضّلتُ أن أحتفظ بآرائي لنفسي بما أنّها لم تلق الصدى المناسب لدى بعض المتابعين لحثّهم على التغيير.
كيف عشت إنفجار بيروت ولماذا لم تتناولي هذا الموضوع في الإعلام سابقاً؟
خسرت 200 شخص من عائلتي في انفجار بيروت. كلّ ضحية تعنيني بغض النظر عن ديانتها، ومعتقداتها وسنّها. انطفأ بريق مدينتي بعد اغتيالها… خلص!
فقدتُ بيتي في الإنفجار، لكن من السخيف تناول موضوع كهذا في حضرة الشهداء والجرحى. بيروت فقدت هويتها، فهي لم تعد تشبهنا بركامها ودمارها ونواحها. نعيش في وضع مقرف ولا معنى للحياة بعد تعتيم بيروت.
ماذا عن تجربة كورونا؟
تعلّمتُ منها مواجهة الذات وإيجاد البدائل لما كنت أقوم به في حياتي العادية.
هل سيتغيّر اللبنانيون بعد عودتهم الى الحياة الطبيعية؟
يقترف اللبنانيون الأخطاء عينها منذ أربعين عاماً. أتظنّ أنّ تجربة كورونا ستغيّرهم لدى عودتهم الى حياتهم الطبيعية؟ أشكّ في ذلك!
مواضيع ذات صلة :
كارين رزق الله تفجع بوفاة والدها: “أرقد بسلام يا بطلي” | كارين رزق الله تعود إلى عابد فهد في “نفس” | بالصورة – كارين رزق الله “من دون مكياج” |