شرط باسيل “رأس سلامة”
كتب زياد مكاوي لـ “هنا لبنان”:
يشبه الأمر فيلماً شاهدته أكثر من مرّة. ينطلق جبران باسيل في مفاوضاته قبل تشكيل حكومة من سقفٍ مرتفع، فهو، ولو قدّم تنازلاتٍ لاحقاً، يبقى سقفه عالياً. يواكب هذا الأمر مسارٌ إعلامي بات يتكرّر أيضاً.
فمصادر قصر بعبدا باشرت بتسريب أجواء عن ضرورة الإسراع في تشكيل الحكومة، وعن المهمّات الإصلاحيّة الملقاة على عاتقها، وعن ضرورة تخطّي العراقيل وحصول الاستشارات سريعاً، والتشكيل بعدها فوراً.
بالتزامن، توضع الشروط أمام تشكيل الحكومة، ويُرفع الفيتو على الاسم الأوفر حظّاً، وهو اليوم نجيب ميقاتي كما كان سابقاً سعد الحريري. وقبل العودة عن “الفيتو” والموافقة على التكليف، هناك شروط ينبغي على ميقاتي الالتزام بها.
نتحدّث هنا، على سبيل المثال لا الحصر، عن معمل سلعاتا، وعن التعيينات في بعض المراكز، وعن التدقيق الجنائي و، خصوصاً، قبل ما سبق كلّه، إقالة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة.
ينطلق باسيل، ومعه الرئيس ميشال عون، في “معركة” تشكيل الحكومة من هذه الشروط التي سيضعها على ميقاتي الذي لم يقدّم لباسيل الكثير أثناء ولاية الحكومة الحاليّة. وبعد التسمية سيدخل في شروطٍ أخرى متعلّقة ببعض الحقائب: الإصرار على وزارة الطاقة، كما العادة. المطالبة بوزارة المال. محاولة الإتيان بوزير داخليّة ليّن في التعاطي، فالتجربة مع الوزير بسام مولوي لم تكن مشجّعة بالنسبة لباسيل. التمسّك بوزارة الخارجيّة. وجود سياسيّين في الحكومة، خصوصاً أنّها قد تدير البلد في مرحلة فراغٍ رئاسي ممكن أن يحدث.
في المقابل، ينطلق ميقاتي من تفضيله استمرار الحكومة كما هي، مع حصول تعديلٍ وزاريٌ لا يتجاوز ثلث عدد أعضائها، وهو ما يرفضه باسيل تماماً.
هذه بعض شروط جبران باسيل، التي سيلتزم ميقاتي ببعضٍ منها، بينما سيلجأ لتدوير الزوايا، كما العادة، لتجنّب تنفيذ البعض الآخر.
أما شرط “رأس سلامة” فهو خارج الحسابات. ما من أحدٍ في وارد أن يقدّم لميشال عون مثل هذه الهديّة قبل نهاية عهده…
مواضيع مماثلة للكاتب:
 نهاية الحرب: قريبة أو بعيدة؟ |  كيف ستدفع إسرائيل الثمن؟ |  هل انتهت الحرب أم بدأت؟ |
