ضريبة على “العزوبية”… 7 من أغرب الضرائب عبر التاريخ!
“يكادون يفرضون ضرائب على الهواء الذي نتنفسه”.. جملة شهيرة نسمعها في الغالب عندما يشتكي المواطنون من حكوماتهم التي أثقلت عليهم في الضرائب، وقد استخدم “الهواء” هنا مجازاً يدل على أن الضرائب شملت كل شيء تقريباً، وتكاد تضم أموراً مجانية ومتوفرة بكثرة مثل الهواء.. لكن على مر التاريخ كانت هذه العبارة أكثر من مجرد مجاز يُستخدم للتذمر، ففي بعض الأحيان فرضت بعض الحكومات ضرائب على أمور غريبة للغاية سنستعرضها في هذا التقرير:
أغرب الضرائب في التاريخ
1. زيت الطهي
هل تستخدم زيت القلي عدة مرات قبل أن تتخلص منه؟ يؤسفنا أن نخبرك أنك لن تستطيع ممارسة هذه العادة التوفيرية في مصر القديمة.
لم يكن المصريون القدماء يتهاونون في فرض ضرائب على رعاياهم. فكانوا يعاقبون التهرب الضريبي بالجلد أو بالإعدام، وكُلف جيش من الكتبة بفرض ضرائب على كل شيء، بدءاً من الحبوب والبيرة وانتهاءً بالتنقل على طول نهر النيل.
ولو تصور أي شخص شجاع يحب التوفير أن إعادة استخدام زيت الطهي فكرة عبقرية، فعليه أن يحترس من كتبة الضرائب، وهذا لأن إعادة تدوير زيت الطهي كان مخالفاً للقانون، وكان الكتبة يفتشون المنازل بحثاً عن الزيت المستعمل. ولو عثروا عليه، فإنهم يوجهون تحذيراً صارماً لصاحب المنزل ويجبرونه على شراء زيت جديد، ودفع الضريبة المطلوبة.
2. البول
كان جمع البول مشهداً مألوفاً في الحمامات العامة في روما القديمة. وكان البول الغني بالأمونيا يُستخدم في عدد من العمليات، مثل الدباغة، وإنتاج الصوف، وتنظيف وتبييض الأثواب الرومانية الصوفية، وتبييض الأسنان.
لذلك حين احتاج الإمبراطور فيسباسيان إلى زيادة المال في خزائنه، قرر فرض ضريبة على البول، على أن يدفعها جميع من يشترون بول العوام.
3. الجبناء
إذا رأى أحد الفرسان في إنجلترا في العصور الوسطى أن لديه أشياء أفضل ليفعلها بدلاً من القتال في حرب أخرى، فيمكنه دفع ضريبة كان يطلق عليها scutage. وهذه الضريبة، التي كانت تسمى أحياناً “ضريبة الجبناء”، تُمكِّن الفارس من الامتناع عن المشاركة في القتال في أي حرب. واشتهر الملك جون، الذي حكم من عام 1199 إلى عام 1216، باستغلال هذه الضريبة، التي كان يطالب بها، حتى حين لا تكون البلاد في حالة حرب، وفقاً لما ورد في مجلة Mental Floss .
4. العزوبية
عندما قرر أغسطس قيصر، أول إمبراطور روماني، استغلال تظاهره بالتقوى والصلاح لترسيخ قواعد حكمه، وجد بعض الرجال العزاب أنفسهم من المنبوذين. كان الإمبراطور يكافئ العائلات التي لديها ثلاثة أطفال أو أكثر (لا سيما الذكور)، بينما فُرض على العزاب البالغين من العمر 38 عاماً أو أكثر ضريبة العزوبية، إلى جانب منعهم من حضور المباريات والأحداث العامة.
ومن خلال “تشريعات جوليا الأخلاقية” (Lex Julia de maritandis ordinibus)، منع الإمبراطور أيضاً فكرة الزواج دون إنجاب، أو الامتناع عن الزواج. فُرضت ضرائب مماثلة على مر التاريخ. ففي عام 1695، فرض البرلمان الإنجليزي ضرائب على العزاب ممن تزيد أعمارهم على 25 عاماً والأرامل اللاتي ليس لديهن أطفال. ومن عام 1941 إلى عام 1990، فرض الاتحاد السوفييتي ضرائب على العزاب والعائلات الصغيرة في محاولة لمكافحة تدهور التركيبة السكانية.
5. الأعداء
عندما حكم أوليفر كرومويل الجزر البريطانية، باعتباره اللورد الحامي (من عام 1653 إلى عام 1658)، واجه مشكلة مع الملكيين. وكي يضمن سيطرته على الأمور، احتاج إلى تشكيل ميليشيات عسكرية. وكي يدفع للميليشيات، توصل إلى فكرة مبتكرة: فرض ضرائب على أعدائه. فرض كرومويل ضريبة دخل قدرها 10%، وعُرفت بـ “ضريبة العقاب”، على الملكيين، وكان تبريره هو أنه لم يكن سيحتاج إلى تمويل ميليشيات عسكرية لولا مؤامرات وإزعاج الملكيين.
6. اللحى
تشير الكثير من المزاعم إلى أن الملك هنري الثامن، ملك إنجلترا، فرض ضرائب على اللحى، رغم عدم وجود أي سجلات تثبت ذلك.
لكن المؤكد هو أن بطرس الأكبر، حاكم روسيا، فرض ضرائب على رعاياه الملتحين. في عام 1698، في محاولة من روسيا لمواكبة التوجه الأوروبي لحلاقة الوجه، فرض بطرس الأكبر ضريبة سنوية على اللحى. سُمح للرعايا الفقراء بإعفاء لحاهم مقابل اثنين كوبيك سنوياً، بينما اضطر الأثرياء إلى دفع 100 روبل.
7. النوافذ
فُرضت ضريبة النافذة أول مرة في بريطانيا عام 1696، في محاولة لفرض ضرائب على المواطنين بناء على ثروتهم المفترضة. فالمزيد من النوافذ تعني منزلاً أكبر، لذا يضطر صاحب المنزل إلى دفع ضرائب أكثر من الشخص الفقير الذي يسكن منزلاً أصغر بعدد نوافذ أقل.
من الناحية النظرية، قد يبدو ذلك منطقياً، لكن لم يسر الأمر على النحو المأمول. كان الوصول لتعريف دقيق للنوافذ مسألة معقدة، وفُرضت الضرائب على بعض الأشخاص بسبب فتحات صغيرة في الجدار لا ترتقي لأن تعتبر نوافذ. بينما أقدم عدد من أصحاب المنازل على سد النوافذ بقوالب الطوب لتجنب دفع الضرائب. أدى ذلك إلى مشكلات صحية بسبب الإضاءة الضعيفة والتهوية السيئة، مما أدى إلى مخاطر تعرض السكان لعدد من الأمراض الخطيرة مثل الحمى النمشية (التيفوس) والجدري والكوليرا. وفي نهاية المطاف، توقف العمل بتلك الضريبة في عام 1851.
المصدر: عربي بوست
مواضيع ذات صلة :
موازنة “2025”.. مخالفة دستورية ونهب من جيوب المواطنين! | هل تحصّل ضريبة أرباح صيرفة على المستفيدين بعدالة؟ | أوروبا تزيد الضرائب على السيّارات الكهربائيّة الصينيّة |