الدعوة للحرب بين الخيانة والموت
كتب بسام أبو زيد لـ “هنا لبنان”:
يبدو أن الحماس والشعور بفائض القوة قد استحوذا على سماحة المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان فقال: “إن إنقاذ لبنان من الكارثة النقدية والاقتصادية والمعيشية الطاحنة يبدأ من البحر والمعركة الوطنية الإنقاذية اليوم تبدأ من الثروة البحرية النفطية التي يجب البدء باستثمارها حتى ولو أدى ذلك إلى حرب”.
الحرب ليست نزهة سماحة المفتي، وليست لعبة من يسقط فيها ضحية يستعيد حياته، وليست الطريق الصحيح لإخراج البلد من أزماته والمواطن من فقره بل هي الوصفة من أجل المزيد من الخراب والدمار والتخلف والانهيار.
الحرب لن تسمح لنا باستخراج النفط والغاز والمسؤولون اللبنانيون وحدهم يتحملون مسؤولية فشل هذا الملف، ولذلك لا يمكن تغطية فشلهم بدماء وأرواح اللبنانيين، الحرب لن تبني لنا دولة ولا اقتصادًا ولن تفتح لنا أبواب العالم، ولنا في كل الحروب السابقة أدلة على ذلك.
اللبنانيون كل اللبنانيين مبدئياً ليسوا عشاق حرب ولا يريدونها، وهم يدركون أن للقوة أحياناً نتائج عكسية فكيف إذا كان البلد مشلولاً والدولة منهارة والاقتصاد مدمراً والعالم ينبذنا.
اللبنانيون يدركون أن لبنان يحتاج إلى الاستقرار لا إلى الدمار، يحتاج إلى الاستثمار لا إلى السلاح، يحتاج إلى الحياة لا إلى الموت، يحتاج إلى أن يعود أبناؤه المهاجرون لا إلى أن نزيد من مآسي الهجرة والتهجير.
المشكلة أن لا وجود لدولة في لبنان ولذلك أصبح مصير اللبنانيين جميعاً مهدداً ومرتبطاً بأهواء هذا وبأهواء ذاك، وبمشروع هذا ومشروع ذاك، أصبحنا في غياب الدولة وقرارها في مهب الريح، أصبحنا ضحايا الحرب قبل أن تقع فإن رفضناها اتُّهِمنا بالخيانة وإن شجعناها قد نموت فعلاً.
مواضيع مماثلة للكاتب:
في لبنان ما يستحق الحياة | تنفيذ ١٧٠١ محكوم بقرار “الحزب” | يحقّ لنا أن نسأل |