اللبنانيون بانتظار المغتربين أم دولاراتهم… وماذا عن القدرة الاستيعابية للمطار؟!


أخبار بارزة, خاص 13 حزيران, 2022

كتبت يارا الهندي لـ “هنا لبنان” :

موسمٌ سياحيٌ واعدٌ انتظره اللبنانيون لأكثر من سنتين. فالأزمة الاقتصادية اللبنانية، فضلاً عن جائحة كورونا عرقلت مجيء السياح إلى لبنان في السنتين الأخيرتين، أما اليوم فالمعادلة اختلفت.

مع بداية الشهر الحالي وصل إلى لبنان 112000 راكباً مقابل 77000 راكب في الأسبوع الأول من حزيران 2021 أي بزيادة نسبتها 45%. فمطار رفيق الحريري يشهد ارتفاعًا ملحوظًا في حركة المسافرين منذ شهر أيار بنسبة 69 % مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي.

فاللبنانيون بانتظار دولارات المغتربين والسياح التي يعتبرها الخبراء غير كافية للجم سعر صرف الدولار في السوق الموازية لأن الدولة تستنزف دولاراتها في إستيراد المحروقات.

وفي المقلب آخر، يبدو من اللافت أنه بين 20 حزيران حتى أواخر أيلول المقبل سيصل إلى لبنان ما بين 18 ألف و20 ألف مسافر يومياً. وبين 110 و120 طائرة ستقل الزوار إلى لبنان، ومعظمهم من المغتربين اللبنانيين. فهذا الخبر الإيجابي يقابله همّ قد يعاني منه الزائرون وهو تجهيز المطار الذي له تاريخ حافل بالفوضى في فترات الإزدحام. فهل من إجراءات تعمل السلطة على اتخاذها هذا الموسم؟

وزير الأشغال علي حمية وفي حديث خاص لـ “هنا لبنان” لفت إلى أن القدرة الاستيعابية المرسومة لمطار بيروت الدولي هي 6 مليون راكب، وبالتالي في عامي 2018-2019 وصل 8 مليون و600 ألف راكب أي تخطى القدرة الاستيعابية للمطار بمليونين و600 ألف راكب. فالزحمة الخانقة في المطار لا تحدث في الأيام العادية، بل هي في أيام الحج والصيف والأعياد، وبالتالي لن نشهد هذه الذروة على مدار السنة.

بما أن الأعداد هي أقل من 5 مليون راكب، بما معناه أن أي زيادة في الأعداد بحوالي مليون، لا تزال محمولة وضمن سقف القدرة الاستيعابية للمبنى القديم بحسب حمية. فالسنتان الأخيرتان التي انتشرت خلالهما جائحة كورونا، انخفضت الأعداد، وعادت إلى طبيعتها ما قبل رأس السنة من هذا العام ولا تزال.

العدد لن يتجاوز القدرة الاستيعابية، يطمئن حمية عبر “هنا لبنان”، وفي حال تخطاها، المشكلة لا تكمن في قدرته الاستيعابية، بل هي في اعتمادات المطار، والمولدات، والكهرباء حيث أن تعاوناً قائماً مع مؤسسة كهرباء لبنان لمحاولة تقديم التغذية الكهربائية للمطار بشكل دائم.

إلى ذلك، يتابع وزير الأشغال أن التأخير الحاصل في السنوات الماضية كان من الجرارات المهترئة حيث سيبدأ تلزيمها بدفتر شروط ضمن مناقصة، لتقدم عليها الشركات، فضلاً عن بعض الأمور في برج المراقبة، المعنية بأمن الطيران المدني. فعلى الرغم من الأزمة الحادة تحاول الوزارة وضع الأولوية للسلامة العامة وفقًا للاعتمادات المتوفرة. وبالتالي استمرارية العمل في المطار في ظل الوضع المالي القائم هو مؤشر إيجابي.

بطبيعة الحال سنشهد على ذروة كبرى، وسيتم التعامل مع هذا الوضع في حينها مع الحرص على عدم مواجهة أي تأخير أو عرقلة في استلام الشنط، بحسب حمية، الذي تابع وتحدّث عن إطلاق مناقصة في غضون شهر، قيمتها 70 مليون دولار لبناء قاعة ركاب جديدة. فالعمل اليوم جارٍ على مشروع استراتيجي لحل المشاكل بشكل آني.

فالأزمة التي يعاني منها لبنان، هي أيضاً تضرب مطار بيروت من ناحية الخزينة العامة، حيث سأل الوزير حمية من يغذي المطار بالكهرباء، والمياه، والأموال والموظفين في ظل الوضع الراهن؟ فوضع الدولة ينعكس تلقائياً عليه. وبحسب حمية، هناك محاولة لتكون “استمرارية المطار” أولوية من خلال تقديم أفضل الخدمات فضلاً عن إيجاد خدمات غير موجودة، علماً أن العملية بطيئة بسبب صعوبة الوضع المالي، ولكن الحرص أن تكون الأمور الأساسية للقادمين والمغادرين مؤمّنة.

في ختام حديثه، أكد الوزير حمية لـ”هنا لبنان” أنه يجب دائماً أن نكون إيجابيين قائلاً “صحيح لبنان يعاني ولكنه لم يمت”، فبمجرد تطبيق القانون ومنع الهدر والحفاظ على مرافقنا العامة أولها المطار ومرفأ بيروت، سنشهد على نهضة البلاد من جديد.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us